الفصل الاول..هدوء المليكه

66.9K 1.4K 20
                                    

يقف أمام المرآه بكامل أناقته وبدلته السوداء التي تبرز عضلاته الممشوقة والمفتوله والهيبه والجاذبية تشع منه فهو يتميز ببشره برونزية جذابه وشعر اسود مفحم وعيون بنيه ولحيه كثيفه منمقه تزيده وسامه كانت ملامحه رجوليه للغايه بأنفه الحاد وحاجبيه الكثيفة وجسده الممشوق بعضلاته ..وطوله اليافع الذي زاده هيبه ورجوله ..كان يضع عطره الرجولي ويلبس ساعته الثمينة..ثم نظر لنفسه برضى و اتجه لباب غرفته وخرج ليتجه للطابق السفلي ويتناول الفطور مع عائلته..
عائلته المكونة من امه وأخته ومليكته.. محبوبته الصغيرة الهادئة ..يحب امه كثيرا ولا يقدر ع حزنها وكيف لا وهي عمود البيت بحنانها ع الجميع ..تدعى حنان وهي اسم ع مسمى ..أما اخته رغد فهي في نفس عمر مليكه تتميز ببشره بيضاء تميل قليلا للقمحاويه شعرها اسود كأخيها قصير وناعم للغايه ملامحها جذابه وشقيه مثلها..متوسطه الطول وعيونها بنيه تظللها رموش طويله وكثيفه كحاجبيها المرسومين .. فهى شعله بهجه..مرحه جدا..ومتمرده وعنيده مثله تماماً تحب اخيها كثيرا رغم قسوته وغضبه الدائم لكنها تعلم لا يوجد ارق من قلبه فهو اكتسب الحنان من امه..أما صغيرته الهادئة مليكه..رقيقه جداا وطيبه القلب للغايه فهى كالملاك ..هادئة وكتومه للغايه لدرجه انه أحياناً يقلق بسبب هدوئها وصمتها هذا عندما يغضب منها ويصرخ بها ويأمرها بفعل أشياء تنزعج منها لكنها لا تظهر هذا ..رغم كل ذلك الا انها لا تحب أبداً ان تظهر ضعفها له دائما تسياره وتأخذ الموضوع بهدوء ..لا يتذكر انها بكت في مره أمامه الا عندما كانت صغيره..
تتميز صغيرته ببشره خمرية تميل للسمره مع ملامح طفوليه ورقيقه مثلها خصوصا عندما تبتسم فهو يعشق ابتسامتها كثيرا..كما ان شعرها اسود وطويل يصل لخصرها المنحوت ولكنه مجعد وغجري قليلا بطريقه ساحره وكأنها تعكس فيه شخصيتها المتمردة الخفيه التي بداخلها
..دخل غرفه الطعام كانت امه تضع الأطباق ع الطاولة..فهي تحب ان تقوم بعمل الطعام بنفسها لا الخدم..فالخدم يقومون بأمور النظافة فقط وهذا لان بيتهم ضخم يكاد يكون قصر يتميز عليه الفخامة والرقي
..اردف بطلنا سيف لامه..صباح الخير أمي وقبل جبينها
..طبطبت امه ع كتفه بابتسامه حنونه صباح الورد بني
جلست امه ع رأس الطاولة وهو جلس جانبها ..وقال أين رغد ومليكه.. فاليوم هو اول يوم للجامعه لهم..رغم انها بدأت منذ شهر
ردت امه ضاحكه..بني لذلك هم لم ينزلوا حتى الان فمليكه حانقه ككل عام لانها تكره تلك الجامعه ورغد تهدئها وتسايرها لتذهب
قاطعها دخول البنتين عليهم وكالعادة تدخل رغد بصراخها وهي تقبلهم وتجلس ع الجانب الاخر بجانب أمها وتدخل مليكه بابتسامتها الطفولية ..بعد ان القت الصباح عليهم وجلست بجانب رغد..كانت مليكه مطلقه شعرها للعنان مع ملابسها الواسعة ولكن أنيقة ..فهى تعلم التعليمات رغم ذلك الا ان طالتها كانت ساحره جدا غرق سيف مع شعرها السحري المجعد المطلق للعنان..استشاطت عروقه عندما فكر انها ستذهب للجامعه هكذا..فقال بغضب مفاجئ لمليكه..ألم اقول لكي مائه مره بأن لا تطلقي شعرك هكذا ..جفلت لثواني وقالت بهدوء حاضر ثم اخرجت ربطه من حقيبتها وعقدت بها شعرها..في تلك اللحظه كانت تقول في نفسها لهدأها لم يبقى الا القليل..حزنت الأم لابنتها لطالما تعتبرها ابنتها ومليكه تدعيها امي منذ كانت صغيره وهي تعلم كم هي كتومه..
انتهوا من الفطور فقام سيف وقال هيا لاوصلكم للجامعه أولا..خرجوا الفتيات أولا للسيارة ..قبل سيف امه ليذهب وراهم الا ان استوقفته امه وقالت سيف انتظر..استدار سيف و اردف ماذا امي أهناك شئ؟..ردت عليه امه بصوت يشوبه الحزن،، لا تكن غليظا مع مليكه فأنت تعلم هي كتومه جدا وانا أقلق بشأن هذا ..بث عليها حنانك فهى طيبه القلب وحنونه وتتناسى بسهوله..
قبل سيف رأسها مره أخرى وهو يقول لا تقلقي بشأنها
..كانوا ينتظرونه بالسيارة ..مليكه تجلس بجانبه بأمر منه بحجه انه يوصل رغد أولا لان جامعتها اقرب فتجلس رغد بالخلف.. جلس مكان السائق ويبدأ بتدويرها لإيصالهم
كانت رغد لم تكف عن الكلام ومليكه مندمجة معاها ..كان كل دقيقه يقلي نظره عليها ..يعشق كل حركه عفويه تصدر منها ..تلثمها الذي يحدث أحياناً ..كل هذا شئ وابتسامتها شئ اخر..إلى ان وصل رغد أخيراً ..ياألهي تلك الفتاه تحدث جلبه أينما ذهبت..
كان الصمت يسود بينهم..كانت تفكر هي لما يجعلها تعقد شعرها بينما رغد كانت تاركه شعرها للعنان ..لما يفرق بينهم..صدرت تنهيده منها وهي تقول لنفسها لا يهم لم يبقى الا القليل وسأكون مالكه نفسي وافعل ما يحلو لي..أما سيف كان يفكر في كلام امه إلى ان سمع تنهيدتها فأدرك انها في نقاش داخلي..
بعد وقت ليس بقليل نزلت مليكه لجامعتها وبعد ان تأكدت من ذهاب سيف..فكت شعرها من عقدته وقالت بغيظ ..فلتذهب انت وقوانينك للجحيم
بعد يووم ممل للغايه في الجامعه ..ذهبت للمنزل ..حمدت ربها بداخلها عندما علمت بأن سيف لم يأتي إلى الآن ..دخلت غرفتها بسرعه وبدلت ملابسها إلى منامه مريحه تصل لفخديها ..فهى تريد استغلال الوقت قبل مجئ سيف
جلست ع سريرها و فتحت ما يسمى ب"اللابتوب" ..لتقوم بمحادثه صديقتها التي تعيش بأستراليا ولكنها عربيه الأصل تدعي إيمي..اتصلت بها بمحادثه فيديوهيه ..ردت ايمي وهي تشاور لها هاااااي مليكه لقد اشتقت ليكي يا فتاه
أردفت مليكه بابتسامه واسعه..انااا ايضااا..ثم قالت بصوت واطي لكي لا يسمعها احد بالخارج..لكن لاتقلقي فانا في نهايه هذا العام سأكون عندك مدى الحياه ..صرخت ايمي بقوه مما جعل مليكه تضع مخده ع الجهازوهى تقول بخوف مما قد يسمعها احد اصمتي اصمتي يا فتاه..هدأت ايمي قليلا وهي تقول بابتسامه فرحه لما يا فتاه دعيني اعبر عن مدى سعادتي وحماسي..قامت مليكه بإرتداء سماعه وردت عليها بصوت اشبه بالهمس..لأنني لم اخبر احد ..ردت ايمي بجديه وتعجب كيف يعني هذا!!
أردفت مليكه بجديه واضحه.. سأهرب
شهقت ايمي وهى تقول اتمزحين معي! كيف ستهربين وعائلتك ماذا عنها
ردت مليكه وصوتها ملئ بالحزن لقد سئمت سئمت يا ايمي من تلك الحياه..لم اقدر ان اعترض.. كل شئ ممنوع..كل شئ أمر وإجبار وصراخ وغضب..لقد عشت طوال حياتي خائفه ..خائفه من ابن عمتي ورد فعله..لم افعل شئ سوى الصمت والموافقة ..لم اقدر بأن أطالب بأقل حقوقي وهو ان ارتدي ما احب
كان ايمي تستمع اليها بحزن شديد..ثم قالت حسناً لكن ماذا ستفعلي مع عمتك وابنتها فهم يحبونكي كثيرا وانتي كذلك..
ظهر علامات الحزن ع ملامحها وقالت بحزن..سأشتاق لهم كثيراً لكنهم سيتفهموني وأيضاً سأراسلهم..
تنحنحت وهي تقول بنبره تجاهد لتجعلها عاديه..المهم انني لقد قمت بتجهيز جواز السفر لم يبقى الا تجهيز الورق لكي أأخذ الڤيزا وأيضا لقد قمت بتوفير بعض المال ولكني اريد المزيد..لا يهم فأمامي وقت كافي لاكتسب المزيد..
بعد مكالمه استمرت لساعه وأكثر أتت رغد وبعدها أتى سيف..وكانت حنان جهزت الغذاء..سمعت طرق ع الباب وكانت الخادمة..تقول لها ان الغذاء جاهز..اغلقت مليكه جهازها وارتدت خفها ونزلت..كانت ترتدي منامتها القصيره وشعرها منسدل..اول ما دخلت غرفة الطعام رائها سيف..كتم انفاسه ولعن بداخله..وقال بداخله يا ألهي لما ترتدي تلك اللعنه هكذا..جلسوا جميعا يأكلون ولم تسلم الجلسه من مرح رغد وصوتها العالي وتندمج معاها مليكه بسعاده وعفويه..

-يأمرها ويجبرها ويصرخ بها ولا يستقبل منها الا الهدوء..ولكنه لم يعلم انه الهدوء ما قبل العاصفة..
عاصفه لم يسلم منها احد..حتى نفسها

مَليكَتِيWhere stories live. Discover now