الفصل الثاني

34.1K 959 29
                                    

أسفة على التأخير
قراءة ممتعة ❤

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

زفرت السيدة "مريم" بدورها بقلة حيله وهي ترى إبنها الثاني (عاصم ) ذو السبعة والعشرون عاما  هائجا غاضبا بسبب "حياة" ، فهي تعلم جيدا بأن أبنائها الأثنين يعشقانها بجنون ، ولكن الذي تجزم به بأن أبنها الأكبر "معتصم" وفرحتها الأولى هو من يستحقها بجداره ، هو الذي احتواها بين يديه منذ أن كانت صغيرة ، هو خلق لها وهي له !! ، وتعلم أيضا بأن (عاصم ) أيضا يحبها ولكن بطريقة أخرى او بالأصح لهدف أخر دنيء ...!!
رفعت " السيدة مريم " ذات الخمسون عاما نظرها ناحية تلك العروس الفاتنه التي كانت تجلس بجانب جدها استعدادا لكتب الكتاب المنتظر ، تأملتها بحزن وهي تتذكر حال تلك الفتاة حينما غادر والديها الحياة ، نزلت من عينيها دمعة مسحتها سريعا قبل أن تفسد الكحل بعينيها وتثير إنتباه الأخرين ...
كيف لا تبكي على أختها ( رقيه ) والدة حياة ، أجل فهي وشقيقتها متزوجات من أبناء عائلة المحرابي ... !!
شعرت بيد زوجها الحنون " السيد أحمد " يمسك بيدها بحنيه ، أدارت رأسها ناحيته تطالعه بنظرات حزينه بعض الشيء ، همس لها بحب :
" ياريت متعيطيش اليوم ده يا مريم ، خلي الولاد مبسوطين ، مش عايزين حياة تزعل "

أومات برأسها بإيجاب تمنحه إبتسامةصغيرة ...

في حين بدأت إجراءات كتب الكتاب لتبدأ معها دقات قلب العاشقيين تعلو بأرجاء قصر المحرابي الذي تزيين اليوم خصيصا لزفاف طيور الحب كما يسمونهم ... !!

دقائق وأرتفع صوت المأذون مباركا بكلماته المعهودة قائلا :
" بارك الله لكما ، وبارك عليكما ، وجمع بينكما في خير "

هنا نهض "معتصم" وهو يشعر بقلبه يكاد يخرج من بين ضلوعه يحتضن المحبوبه التي طال الشوق إليها ، تقدم منها بخطوات رجوليه ساحره ، وصل أمامها ليراها تخفض رأسها خجلا وكأنها تراه !!

كيف لا والقلب هنا الذي يرى وليس العين ...
كيف لا وهي تحفظ خطواته وحركاته وعطره وتصرفاته عن ظهر قلب ، لا تحتاج لعينين لتراه
بل هي تراه حقا ولكن ترهات المجتمع العقيمه تجهل هذا الرباط القوي بينهما ... !!

بدأت الأنفاس تعلو شيئا فشيئا عندما رفع وجهها الرقيق الأبيض يجبرها بقلبه على النظر إليه حتى لو بقلبها ، هتف بعد قبلة طبعها أعلى جبينها بعشق جارف :
" اسمعي صوت قلبي يا حياة ، اسمعي صوت نبضي ، اسمعي كل جزء من جسمي بيصرخ
بحبك "

أغمضت عينيها من هول المشاعر التي أحستها بمجرد قبله بريئة زلزلت كيانها ، هتفت بصوت وصله وحده برقه :
" وأخيرا جه اليوم إلي أكون فيه ليك وحدك يا معتصم "

وما بين همسات العشاق التي ملئت المكان ، نهض السيد ( أمين ) يتكأ على عصاه الخشبيه بخطوات عافر أن تكون قوية حتى لا ينهار الأن ، تقدم منهما يجبر دموعه على عدم النزول والضعف ، هتف وهو يأخذها داخل أحضانه بحنان :
" مبروك يا حياة ، مبروك يا بنتي ، اليوم أنا هنام مرتاح علشان هتكوني بين ايدين أمينه "

عمياء هزت عرش العشق Where stories live. Discover now