الفصل الثاني

Start from the beginning
                                    

رفعت يديها تحاوط رقبة جدها بقوة ، نزلت دموعها الآن ، وبقوة .... !!
ليت الليلة إكتملت بوجودهما !!
ليتهما الأن يحتضنانها مهنئين بإكتمال تمام تلاقي الجسد ، ولكن من ذهب إلى الله لن يعود ....
تمتمت بصوت خلع قلب جدها من مكانها ألما :
" محتجاهم معايا يا جدو ، محتجاهم اوووي "

هنا تمردت الدموع من عيني ذلك العجوز لتنزل بقوة ، دموع فقدان الإبن والسند ، هتف بضعف :
" ربنا يرحمهم "

تقدم معتصم بدوره بهدوء يصارع الألم وهو يرى محبوبته تتألم ، أخرجها من أحضان جده بهدوء ، هتف مداعبا ملطفا الأجواء :
" من اليوم مراتي ممنوع تحضن حد غيري "

إبتسم الجد بهدوء قائلا :
" دي حبيبة جدها وحضني ليها غصب عنك "

وما بين الأجواء التي إمتزجت بالألم والدموع والسعادة ، أنسحب بدوره وشرارات الغضب تسبقه بمراحل، إنسحب تاركا خلفه محبوبته الصغيرة كما يسميها بين يدي شقيقه الأكبر ، من اليوم لن يستطيع النظر إليها كما كان يطالعها سابقا ، من اليوم أصبحت زوجة شقيقه ، حرمت عليه إلى وقت أجزم بأنه سيكون قريبا .... !!
هتفت السيدة مريم قائلة :
" يلا يا أولاد الناس هتوصل كمان شوية والفرح هيبدأ "

قفزت "زينة" ، شقيقة معتصم مكانها قائله :
" ايوه بقى هنهيص ونتبسط "

ضحك والدها قائلا :
" ده إلي شاطرة فيه "

ليتبعه الجميع بضحكات سعيدة غمرت المكان بشدة ... !!
في حين كانت قلوب العشاق في حديث آخر .... !!

********************
بدأت أفواج المدعويين تصل قصر المحرابي بالتتالي ، ليضج القصر سريعا بأسراب المدعويين الذين جائو مهنئين ومباركيين هذا الزفاف ، جلست العروس برفقة زوجها في مكانهما المخصص وأيديهما تتشابك بحب ..... !!
في حين هتف السيد( أحمد ) لوالده قائلا بتسائل :
" هي أمينة مجتش يا والدي ؟ "
جز الرجل العجوز على أسنانه قائلا :
" اختك دي ست حقوده جدااا "

هتف لوالده مخففا الأجواء :
" معلش يا ابويا بكره تعرف خطأها "

سار مبتعدا عن ولده فهو الآن سعيد بزفاف أحفاده ولا يريد شيئا يعكر صفو فرحه وخاصة ابنته الصغيرة "عائشة" تلك التي جعلت والدها يغضب عليها بشدة بسبب مقاطعتها لابنة شقيقها اليتيمه ( حياة ) ، بسبب رفض الأخيرة بالإقامة عندها بعد وفاة والديها !! لسبب سيكشف لاحقا ..................!!

وما بين أجواء الفرح تلك وقفت زينة تطالع صديقتها الجميلة بنظرات حب وسعادة ، فهي تعلم كمية الحب التي تكنه حياة ناحية شقيقها معتصم ، وتعلم أيضا قصة الحب التي جمعتهما منذ أن كانا صغيرين ، ابتلعت غصه مريرة بحلقها وهي ترى نظرات صديقتها التي تمنت أن ترى بعينيها الآن لتشاهد نظرات الحب التي يمنحها لها زوجها معتصم ، ولكن إرادة الله أقوى الآن ، والوعد الذي قطعته حياة على نفسها منذ وفاة والديها اقترب من التحقيق ، وبإرادة الله ودعم معتصم ستتمكن من الرؤية قريبا .... وقريبا جدا أيضا ...... !!

عمياء هزت عرش العشق Where stories live. Discover now