فِي يَومٍ جَدِيد، نَشَرَت الشَّمس خُصْلاَت نُورِهَا الدَّافِئَة لِلعَالَم التِي أزعَجَت الشَّخص القَابِع فِي سَرِيرِه وَوَجَدَهَا كَشَرَارة تُحرِق وَجهِهفَتَحَ عَينَاه بِتَثَاقُل وَسَرعَان مَا أغمَضَهُما سَرِيعًا بِقُوَّة وَألَم مُقَطِّبًا حَاجِبَيه نَتِيجَة الضَّوء السَّاطِع الَّذِي إنهَالَ عَلَيه فجأة ثُمَّ فَتَحْهُمَا بِبُطء مُجَدَّدًا لِتَستَقبِل مُقْلَتَيه سَقف الغُرفَة ذو اللَون القَهوَة
تَأمَّل ذَلِك السَّقف بِنُعَاس ثُمَّ قَاوَم خُمُولِه بِرَفع جُزئِه العُلوِي مِن جسَدِه لِيَتَّكِئ عَلَى ظَهر السَّرِير بَينَمَا يَنزَع ذلِك الغِطَاء الَّذِي يلتَف حَول سَاقَيه كَالثُّعبَان
قَام بِتَدلِيك وَجْهِه وَحَك عَينَيه بِأطْرَاف أنَامِلَه لِيَشْعُر بِالكَسَل ثُمَّ مَط شِفَتَيه فِي عُبُوس وَأعَاد جَسَدَه لِلإسْتِلقَاء بِالفِرَاش ثُم أخَذ يَتَقَلَّب وَيَتَخَبَّط فِي السَّرِير بِجُنُون وُيحَرِّك رِجلَيه بِعَشْوَائِية كَالأطْفَال مُتذمرًا بِسَبَب أنَّه لَم يَحصُل عَلَى النَّوم الكَافِي
لَكِن تَوَقَّف فَجأة عَن الحَرَكَة وَهُوَ يَرفَع ذِرَاعَيه فِي الهَوَاء مُشَكِلاً قَبضَة بِيَدَيه بِأعيُن مُتَّسِعَة وَقَطَّبَ حَاجِبَيه فِي مُحَاوَلَة مِنه لتَذَكُّر مَا قَد أتَاه فِي مَنَامِه
هههوللل تين هُو الَّذِي زَارَه فِي حُلُمِه!
هيندري رَأى تِين وَهُو يَهمُس بِهَذِه الكَلِمَات (كُلَّمَا مَشِيت أنَا سَأتَتَبَّع آثَار أقدَامِك إلَى مَا لاَ نِهَايَة، سَأحمِيك مِن الجَمِيع، سَأكُون نَجمَتَك كُلَّمَا شَعَرت بِالضِّيَاع) بَعدَها قَهقَهَ بِلُطف لِيَقُول (أرجُوك إعتَنِي بِأخَي الصَّغِير وَأيضًا لاَ تَقتُل نَفسَك) بَعدَها تَلاَشَى كَمَا السَّرَاب
إبتَسَم الآخَر بِرَاحَة لِيُغمِض عَينَيه هَامِسًا
"أعِدُك سَأعتَنِي بِهينري"وَفَجأة تَلاَشَى كَسَله لِيَضَع قَدَمَيه الحَافِيَتَين بِالأرضِية وَيَنهَض بِنَشَاط وَسَعَادَة