"لَن يَخْرُج أحَد مِن هُنَا"
صَوت مِن الخَلْف قَد قَاطَع حَدِيثَهُمَا
تَصَنَّم الصَّغِير فِي مَكَانِه فِي حِين أن هيندري إستقَام مِن مَكَانِه بِبُطْء شَادًا عَلَى قَبْضَتَيه بِغَضَب لِيَسْتَدِير بِجَسَدِه نَاحِية الصَّوت ثُمَّ يَنظُر إلَيه بِغَيظٍ شَدِيد
تَحَدَّث العَجُوز مِن بَين أسْنَانِه المُصْفِرَة "لَدَي عَرْض رَائِع لَك سَوف يُعْجِبَك وَتُوَافِق عَلَيه" رَفَع هيندري حَاجِبَه عَلَى حَدِيثِه المُسْتَفِز لاَ يُرِيد أن يَسْتَمِع لعَرْضِه لِيُكمِل الآخَر حَدِيثِه "سَأخُذ الطِّفْل مِنْك وَأنْتَ سَتَحصُل عَلَى المَال بِقِيمَة ...... "
لَم يُكْمِل حَدِيثَه حَتَّى إنْدَفَع هيندري بِجَسَدَه نَحُو الحَائِط يُحَاصِر يَاقَتَه بِيَدِه بِقَسْوَة ثُمَّ هَمَس بِكُرْه "لاَ تَجْرُؤ علَى التَّفْكِير حَتَّى بِهَذِه الأمْر لَن أسْمَحَ لَك هُوَ لَيس طِفْلَك وَلاَ مِلْكِي لَكِنَّه سَيَكُون مِلْك لِشَخص سَيَعْتَنِي بِه جَيِّدًا وَهُوَ أنَا لاَ لِشَخص يَغْتَصِبه بِتِكْرَار لَن أسَلِّمَه لَك مِن أجْل المَال لَسْتُ بِسَافِل مِثْلَك أيُّها المُخْتَل" صَمَت لِلحْظَة قَبْل أن يُعَاوِد الحَدِيث وَعَيْنَيْه تَتَلألأن بِنَظْرَة الكُرْه "أنَت الآن عَلَى حَافَّة المَوت مِن المُفْتَرَض أن تُكَرِّس حَيَاتَك بِطَلَب المَغْفِرَة لِذُنُوبِك مِن الرَّب لَا أن تَسْتَمِر بِفِعْل الذَّنْب دُونَ أن تَشْعُر بِالذَّنَب"
أنْهَى حَدِيثَه لِيُلَكِّمَه بِقُوَّة ثُمَّ يُخْدِشَه فِي جَمِيع أنْحَاء وَجْهِه بِأظَافِرَه كَالأسَد الهَائِج حَتَّى وَضَع قُوَّة أكْبَر مِن سَابِقَتْهَا بِقَبْضَتِه لِيُلَكِّمَه مُجَدَّدًا مِمَّا تسَبَّب بِفُقْدَان إثْنَان مِن أسْنَان العَجُوز
لَكِن العَجُوز لَم يَسْتَسلِم لِلأَمْر وَبِحَرَكَة غَير مُتَوَقِّعَة دَفَع هيندري بِعُنْف وَاضِعًا يَدَيه بِصَدْر الأخَر لِيَسْقُط عَلَى الأرْض
وَضَع العَجُوز المُخْتَل القَبِيح إحدَى قَدَمَاه عَلَى خَصْر هيندري فِي مَوضِع الجَرْح وَبَدَأ بِالضَّغَط عَلَيه وَالدِّمَاء سَارَعَت فِي الخُرُوج لِيَبْتَسِم بِمَكْر يَنْظُر إلَيه بِتَحَدِّ ضَاغِطًا عَلَى حُرُوف كَلِمَاتِه "هينري مِلْكٌ لِي لِوَحدِي وَصَدِيقُك المَيت لَك لوَحْدَك"
وهيندري المِسْكِين أصْبَح جَسَدَه طَرِيح الأرْض حَتَّى فَقَد جُزءًا مِن بَصَرَه وَجُزءًا مِن طَاقَتَه يَتَكَور عَلَى نَفْسِه ويُحَاوِل حِمَايَة نَفسِه مُمْسِكًا بِحِذَاء العَجُوز الَّذِي يُخَبِّئ رَائِحَة قَدمَاه النَّتِنَة بِدَاخِلِه
