فِي صَبَاح اليَوم التَّالِي، تَحت الغِطَاءشَخص بِجَسَد صَغِير يُحَاوِل أن يَتَحَرَّك لِكَي يُغَيِّر وَضعِيَّة نَومِه كَونِه نَام بِوَضْعِية وَاحِدَة لِوَقتٍ طَوِيل لِكِنَّه لَا يَقْوَى عَلَى ذَلِك بِسَبَب جَسَدِه المُشَوَّه لَكِن الوَضعِية آلمت رقبَته لِيَفْتَح عَينَيه بِبُطء وَإسْتِسلاَم مِن الألَم
بَقِي يَرُف جُفُنَيه عِدَّة مَرَّات كَي يَعتَاد عَلَى ضَوء الشَّمس الَّذِي إخْتَرَقَ السَّتَائِر وَنَسِيم الشِّتَاء يدُور وَيُدَاعِب السَّتَائِر طَالِبًا مُبَادَلَتِهَا
رَفْرَفَت فَرَاشَة بأجنِحتهَا البُرتُقَالِية الَّتِي تُطَابِق لَون شُّرُوق الشَّمس مَع خُطُوط سَودَاء مُتَعَرِّجَة بِأطْرَافِهَا لِدَاخِل الغُرفَة
صَرخَة تَسَرَّبَت مِن فَم الصَّغِير عِندَمَا إتَّخَذَت الفَرَاشَة أنفِه مَضْجَعًا لَهَا لِيَركُلَهَا بِإصْبَعِه السَّبَابَة ظَانًا مِن أنَّهَا عَنكَبُوت بِسَبب رُؤيَتِه الضَّبَابِية لِتَشعُر الأخَرى وَكَأنَّهَا طُرِدَت لِلتُّو مِن حَبِيبِها فِي أوَّل مَوعِد لَهَا لِتَعبُس مُغَادِرَة الغُرفَة
الأخَر جَلس بِطَرف السَّرِير وَهُو يُدَلِّك رَقَبَتِه المُتَشَنِّجَة لِيَلُف غِطَاء مِن الفَرُو حَول كَتفَيه كَرِدَاء
مَد رِجلَيه بِرِفق لِسَطح الأرض فِي حِين أنَّه يُفَرِّك عَينَيه بِلُطف وَإحْدَى يَدَاه تَتَشَبَّث بِالغِطَاء لِتَقُوده قَدمَاه خَارِج الغُرفَة
غَادَر الغُرفَة وهُو يُغْمِض عَينَيه فِي حِين أنَّه يَتَثاءب وَيَحُك بَطْنِه أسْفَل قَمِيصِه مَاشِيًا بِخُطُوَات غير مُتَّزِنَة مُتَمَايِلَة بِسَبب جَسَدِه المُتَضَرِّر يَشعُر بِالثُّقل وَكَأن الضَّمَادَات حَول جَسَدِه إتَّخَذَت طَبَقة أخرَى مِن جِلده
أخَذَ يَسْتَكشِف المَنزِل بِبَصَرِه يَلُف رَأسِه بِصُعُوبَة تَزَامُنًا مَع خُصْلاَت شَعرِه الَّتِي تتَأرجَح نَحُو اليَمِين وَالشِّمَال ويَرمُش بِتِكرَار بِتَعَابِير بَرِيئَة ووَجهٍ نَاعِس شَادًا عَلَى غِطَاءه