‏Ⅻ

954 139 76
                                    







فِي مَكَانٍ مَا ...

السَّاعَة كَادَت أن تَتَجَاوَز الرَّابِعَة فَجْرًا

نَسِيم الشِّتَاء يُدَاعِب وَجَنَتَيه مِن خِلاَل النَّافِذَة المَفْتُوحَة الَّتِي تُطِل عَلَى مَنْظَر سَمَاء الفَجَر فِي أمَل أن يَسْتَيْقِظ هيندري مِن سُبَاتِه

إنْبَثَقت رَائِحَة المُعَقِّمَات دَاخِل أنْفَاسِه وَهُوَ يُجَعِّد حَاجِبَيه فِي مُحَاوَلَة شَدِيْدَة مِنه لِفَتْح عَيْنَيه كَي يَتَهَرَّب مِن الكَابُوس

هُوَ يُدْرِك مَا حَوْلَه هُوَ يَعْلَم أنَّه عَالِق بِكَابُوسٍ مَا لَكِنَّه لاَ يَسْتَطِيع فَتح عَيْنَيه بِسَبَب الكَابُوس العَنِيد الَّذِي يَسْتَمِر فِي تَكْوِين الأحْدَاث

وَالذَّعَر قَد بَنَى مَنْزِلاً فِي قَلْبِه وَهُوَ يَتَعَرَّق وَيُتَمْتِم بِإسْم هينري وَأنْفَاسِه تَتَسَارَع تَزَامُنًا مَع إرْتِفَاع وَإنْخِفَاض صَدْرِه

وَأخِيرَاً فَتَحَ عَيْنَيْه سَرِيعًا لِيَرْتَفِع نِصْف جَسَدَه مِن السَّرِير بِشَهْقَة عَالِيَة فَرَت مِن ثُغرِه

رَمَش علَى التَّوالِي بِعَيْنَين مُتَّسِعَتَين وَهُوَ يُحَمْلِق فِي الأرْجَاء لِيَنقُل بَصَرَه لِنَفْسِه يَتَذَكَّر مَا حَدَث لَه

ثِيَاب المَشْفَى تَعْتَلِي جَسَدَه وَالضَّمَادَات تَلْتَف حَول خَصْرِه عَلَيْهَا بُقَع مِن دِمَاءه الجَافَّة

لاَ وَقْت لَدَيه الآن

كُل مَا يُفَكِّر بِه هُوَ هينري

يَجِب عَلَيْه إنْقَاذَه

بِالطَّبع لَن يَكُون بِخَير بِرِفْقَة العَجُوز لِذَا هيندري فَصَل المَحْلُول الوَرِيدِي المَوصُول بِيَدِه اليُمْنَى ورَمَاه عَلَى الأرْض بِقلقٍ شَدِيد قَد سَيْطَر عَلَى قَلْبِه

هَبَطَ مِن السَّرِير بِإسْتِعْجَال لِيَدُب ألَم حَاد حَول خَصْرِه فَيَئِن بِألَم مُغْلِقًا عَيْنَيه بِإحْكَام

وَصُدَاع حَاد بِرَأسَه أيْضًا

رَائِع هَذَا مَا كَان يَنْقُصه

فَلْيَذْهَب إلَى الجَحِيم السَّابِع الَّذِي سَبَّب لَه الألَم أهُوَ أعْمَى كَي يصطدِم بِه؟

وَمَلْمَس الأرضِيَّة البَارِدَة بِقَدَمَيه العَارِيَتَين سَبَّبَت لَه رَعْشَة مُؤلِمَة

شبيه صديقي الميتWhere stories live. Discover now