تَحت تِلْك السَّمَاء التِي تَملَؤهَا الغُيُومجَثَوتُ عَلَى رُكبَتَي أمَام قَبَر قَد زيّنتَه الأزْهَار البَيْضَاء قَبر صَدِيقِي الَّذِي أعْرِفَه مُنْذُ الطُّفُولَة الذِي إعَتَدت عَلَى زِيَارَتِه لَن وَلَن أسْتَطِيع أن أكُف عَن زِيَارَة قَبرِه
أنَا الآن شَارِد الذِّهِن وَلَا أسْتَطِيع تَحْدِيد مَا أفكِّر بِه، مِئَات الأفكَار والمَشَاعِر المُضطَرَبَة وَالمُعَقَّدَة لَكِنَّنِي فَقَط جَالِسًا بِتَعَابِير وجْه جَامِدَة بَارِدَة تَمِيل لِلحُزُن
تِلك الغَصّة العَالِقَة فِي حَلقِي تَمنَعُنِي مِن إبتِلاَعِها وَالأحَادِيث التِي لاَ أستَطِيع البَوح بِهَا لِصَدِيقَي وتِلك الوَخزَة تَمْنَع قَلبِي مِن النَّبض بِإنتِظَام وتِلك الضِّيقَة تَمنَعُنِي مِن التَنَفُّس جيدًا
أنَا أسْهَر فِي كُل يَوم عَلَى قِرَاءَة مُحَادَثَاتِنَا السَّابِقَة وصُور ألبُوم ذِكرَيَاتِنَا معًا أستَيقِظ عَلَى دُمُوعِي بِوِسَادَتِي ومِن ثَم يُوقِظُني كَابُوس مَا فِي الثَّانِية فَجرًا ثُمَّ أجهَش بِالبُكَاء
مَاذَا عَنك يَا صَدِيقِي المَيِّت؟ كَيف تَشْعُر بِدَاخِل ذَلِك الصُّنْدُوق الصَّغِير الَّذِي يَتَّسِع لِحَجم جَسَدِك فَقَط غَير مَسْمُوح لَك بِأخذ المَزِيد مِن المَسَاحَة؟
هَل تَنعَم بِنَومٍ هَنِيء؟ أم أنَّكَ تَتَعَذَّب؟ أم أنَّكَ فِي النَّعِيم؟ تَقْفِز فِي الأرجَاء بِسَعَادَة بِسَبَب أنَّكَ تَخَلَّصت مِن عَالَمِك المَلِيء بِأصْحَاب النِّفَاق وَالخِدَاع أم أنّك مُنزَعِج بِسَبب دُمُوعِي وَبُكَائِي المُفْرَط لَك؟
أنَا آسِف يَا فَقِيدِي عَلَى تَهَوُّرِي فِي البُكَاء لَكِن ....
الشَّوق مُؤلِم جِدًا يَا رَفِيقِي
أنَا فَقَط مُشَوش، مُتعَب، مُرهق، مُنهِك
فَاقِد الرُّشد، فَاقِد الوَعِي فِي بَعض الأحيَانفَجَأة شَعَرت بِقَطَرَاتٍ مَالِحَة تُهاجِم وَجَنتَي وَشَعَرت بِالثُّقُل فِي سَاقَي وَإنحَبَست أنفَاسِي وَتَركِيز بَصَرِي بَدَأ يَقِل، شعَرت بِالحَرَارَة المُفَاجِئَة وَبَدَأت بِالتَّعَرُّق عَلَى الرُّغم مِن بُرُودَة الجَو بَعدَهَا فَقَدتُ وَعْيِي بِغَير إرَادَتِي
_
أعلم أن البارتات كئيبة ومملة أعتقد لكن
هذه فقط البداية وسيظهر كل شيء في الأجزاء القادمة وكونوا بخير 💓💓 .