المقنع و 'ثزري' و 'دهية' في طريقهم يتحدثون .....
سألت 'ثزري' المقنع عن ذلك الشخص الذي تحدث عنه و عن احترامه له ؟فرد عليها بعد صمت قصير منه " ذلك الشخص هو من أنار لي الطريق ، لولاه لما إستطعت أن أكمل و أتحمل العيش لحد الآن ... لقد كان أبي، أمي .. و كل عائلتي بل كل عالمي ....."
المقنع و هو يتحدث كان يتذكر طفولته و ماضيه ......
{يتذكر تلك الحياة التعيسة ..... كل الناس لا يعتبرونه بشريا ... أمه لا تنظر إلى وجهه أبدا و لا تتحدث معه إلا لمعاقبته و ضربه ، أو تقديم طعام فاسد سيء له مثل حيوان ..... أبوه لم يكلمه و لا كلمة طوال حياته ، فقط يأتي إليه لضربه ضربا مبرحا .... يضربه من دون أن يفتح عينيه ، لا يهتم أين يصيبه أو إن مازال حيا ... حتى حين يكلمه أخوه 'جميل' و يحاول التقرب منه و مواساته فهو لا يشعر إلا بالغيرة و الإنزعاج منه .......
إستمر الحال على هذا المنوال حتى أصبح متعودا على الضرب .... حين يزورهم أحد ، أمه تغلق الغرفة عليه لكي لا يراه أحد ، فهي تشعر بالعار منه و لا تستطيع تحمل المزيد من السخرية و الإشمئزاز بسبب إبنها ........
و حين بلغ المقنع 10 سنوات تجرأ لأول مرة في حياته على الخروج من المنزل ، أو يمكن قول ، الهروب من المنزل ..... لكن حين كان يسير .... تلك النظرات التي ينظر بها الناس إليه لم يستطع تحملها أو فهمها ..... فأصبح يسير و رأسه موجه نحو الأرض دوما ..... ليتوجه نحو الغابة ..... مناظر الأشجار و الأعشاب الخضراء و الجبال سحرته .... ذلك الهواء الذي يشمه .... و راحة البال التي يشعر بها هناك جعلته يعود كل ما إستطاع ذلك .....و في أحد الأيام ، كان يتجه نحو الغابة كعادته و وجهه نحو الأرض ، إذ به يصيب عصى برجله لتسقط على الأرض .... فرفع وجهه ليرى صاحب العصى .... عجوز أبيض الشعر و اللحية و هو يبتسم ، و عيناه مغلقتان ....
فغادر المقنع مباشرة من دون إعتذار ، فهو فكر أن العجوز أغلق عيناه لكي لا يرى وجهه .....
فسمع صوت العجوز يقول " ألا تظن أني أستحق إعتذارا يا بني ؟"هذه الكلمات البسيطة جعلت المقنع يشعر بالفرحة لأول مرة في حياته .... فإلتفت إليه ليرى أن عيناه مازالت مغلوقة !... ، فرد عليه "أ .... أنا ... أعتذ ... أعتذر "
فضحك العجوز ضحكة حنونة و قال " ما هذا الإعتذار يا بني ؟..... حسنا ، لكن يمكنك من فضلك إعادة عصاي لي ، فأنا لا أستطيع المشي من دونها "
تقدم المقنع ليقدم له عصاه و هو يسأله "لماذا لا تستطيع المشي من دونها ؟؟"
العجوز "هذا لأني أعمى !! ألم تلاحظ ؟"
المقنع "أعمى؟!!"
العجوز "نعم أعمى ... لا أستطيع الرؤية "
المقنع " لا ترى سوى الظلام كل يوم ؟؟!! "
العجوز بإبتسامة " أنا أعمى ، لكن أستطيع أن أرى ما لا يستطيع رؤيته الآخرين "
المقنع "ماذا ؟؟... ما الذي تستطيع رؤيته ؟"
![](https://img.wattpad.com/cover/184115537-288-k584742.jpg)
YOU ARE READING
الملعون المقنّع
Fantasyولد توأم لم يسبق له مثيل ... في زمن لا يتكلم فيه الضعيف . القوة و السحر فقط من يسيطر عليه تميزا بقوتيهما الفتاكة و المرعبة ... الأول جميل جدا و محبوب يسعى إلى نشر الخير و الحب الثاني قبيح جدا و منبوذ من المجتمع و أعتبر لعنة البشرية، حلمه الوحيد أن...