الفصل الخامس والثلاثون

63.9K 1.6K 17
                                    


دائماً الخيانة مؤلمة .. لأنها دائماً غير متوقعة !
سرين عادل

وهو لم يتوقع .. هو وثق ..
وثق .. فصُدم .. ليتألم !
ولو إجتمع أهل الأرض علي أنها خائنة ما كان سيُصدق ..
وإن خانت جميع النساء .. ميان لا تخون !
لذا كانت صدمته بها كنُصل حاد نفذ لقلبه دون تأهب !
تنهد بإرهاق ونظرات مُصوبة للفراغ أمامه .. ناصباً أحد ركبتيه لتحمل ساعده بينما الآخرى ممتدة
ومر الوقت دون شعور حتي شقت أضواء النهار للبدائية غرفة الجلوس
مر الوقت وعقله شارد في أماكن آخرى فِيما كانت عيناه ثابته !
ثابتة بتفكير..

ثابتة بعزم وتصميم ..
سيأتي به ولو كان بأخر بلاد العالم !
سيجلبه ويثأر لها ولنفسه .. حتي لنفسه اكثر !
ابتلع ريقه بصعوبة كما يفعل كل عدة ساعات، بينما كانت هي مُستلقية فوق الاريكة خلفه !
حرك رأسه للجانب ناظراً لها بصمتٍ، ورغم ألم جسده من تمضية الوقف في جلسته فوق الارض .. هو لم يشعر !
ابتسم بحنان لوجهها الساكن مُتذكرا رجفتها عندما احتضنها أمس لتبتعد عنه بتوتر بالغ ودموع كانت ستبدأ بحفر وجنتها لولا انهائه للموقف عندما طلب منها النوم فوق الاريكة ونهض لغرفته أو هكذا جعلها تظن !
حينها انتظر وقتٍ لا بأس به حتي تأكد من سقوطها في النوم .. وكان يعلم أن نومها هنا سيكون مُريح اكثر من لو كانت جانب روسيل!
متأكد من وثوقها بها وحبها لها .. لكن علي ما يبدو لم يرتاح جسدها قُرب احداً وإلا ما كانت إستطاعت النهوض بعد كل ما عانته من ضغطٍ وبكاء لدرجة النزف من الضغط العصبي الحاد
حينها خرج مرة آخرى واقرب ليجلس ارضاً امام الاريكة كما كانوا، رفع ذراعه يستند عليها بساعده حتي أراح ذقنه فوقه و حرفياً تأملها طوال الليل.. كان يمسك كفها تاره ويتركها تاره عندما تتحرك
حتي خفق قلبه في مرة عندما قبضت دون شعور فوق أصابعه وحينها لاحظ نفضة تكاد تكون معدومة ولا يمكن لأحد ملاحظتها إلا إذا كان في تلامُسٍ معها، وعندما وضع يده برفق فوق خصرها شعر بتلك الرجفة واضحة .. وكأنها تنشأ من داخلها !
نفضة غريبة وتأتي فجاة كما تلك التي كان يلاحظها علي قطة والدته عندما كان صغيراً

-
ماما هي القطة بتترعش ليه.. هي بتحلم بكابوس؟!
ابتسمت رقة واقتربت جالسة جانب ابنها صاحب عيون الزيتون المميزة لتمسح فوق خصلاته الناعمة
-
لا مش كابوس بس بيقولوا مدام رعشتها بسيطة وطبيعية كده بتكون بتحلم انها بتصطاد
مسح فوق القطة يحاول تهدئتها وكم كان يعشقها قبل أن تموت في عُمرٍ يُعد كبير..
وقتها جلس يبكِ بإستياء ماسحاً عبراته وصوته يشهق ببكاء
شديد
-
هي اللي نونوت وصحتني لما يوسف وقع في الجنينة..
لو مكانتش صحتني كان يوسف هيموت من التعويرة اللي كانت بتجيب دم

ابتسم من برائته وقتها وعلي كم ما بكي من أجل القطة، رفع عيناه في نظرة للضوء المُتسلل من النافذة التي اصبحت عارية بسبب تمزيقه للبرادي الخاصة بها..
تنهد داخله بإستغرابٍ ، وكم اشتاق لتلك الايام الهادئة.. وكم يشتاق لسلامها النفسي
!
عاد بنظره لها ليمسح فوق بطنها وجانبها محاولاً تهدئة انتفاضتها الخفية، وكم ذكرته عينيها بعيني تلك القطة الراحلة وقد كانت تملُك حدقة كبيرة بدرجات الازرق والسماوي، كما تلك القطة التي استنجدت به لينقذها يوم المطر الغزير قبل سفرة أمريكا ..
ونبض نابضه متذكرا ذلك الوقت !
وطال بصره لها مُستعيداً لحظاته معها لتتسارع خفقاته مُتذكرا هيئتها عندما نزلت له ذهاباً لمقابلة أخيها بثوبها الأبيض وحذائها الأسود والذي تناغم مع لون خصلاتها ومعطفها
مال فمه ببسمة عندما تذكر نظرتها المصدومة عندما أمرها بمسح أحمر الشفاه..
ارتباكها الشديد وهو يُراقصها ..
اهتزاز حدقتيها عندما ضغط خصرها آمراً أن ترفع بصرها له
..
أغمض عينيه غائصاً بذكراه ليري اختناقها وقتما تناولت الثوم.. وترنُحها عندما رشفت من النبيذ لتخبره في غرفتها انه يحبها !
فلاش بــــاكــ ..

كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن