الفصل التاسع والعشرون

53.7K 1.6K 52
                                    


لا شيء مثل الألم ، يجعل الناس يتغيرون.
سيغموند فرويد

وهي لم تتغير فقط .. هي أصبحت آخري!
آخري صنعتها العزلة والوحدة .. صنعها الخوف والذعر .. صنعها أشباه البشر !
خُلقت طبيعية لتُدمرها الظروف .. ليُهشمها المجتمع .. ليُحطمها البشر !
سالت دموعها بإنسكاب من عينيها الثابتة بإتساع مذعور ، وشردت عينيه بضياع!
ضاع لثوانٍ ولم ينتبه الا لتلك الدموع التي سقطت من عينيها ، ابتلع ريقه بجبين تغضن لتتحرك عينيه عنها بدهشة وقد فاق من هوسه بها .. خفق قلبه بقوة عندما عاد لحدقتيها الثابتة بصدمة ونظرتها الغريبة لتتصلبت يده في الهواء قبل ملامسة صدرها بسنتي مترين

ابتلع ريقه مرة اخري متنقلاً بين حدقتيها التي اشعرته انها ليست واعية تماماً او لا تراه !
لتهبط نظراته فوق شفتيها المُتيبسة بسكون قبل أن تعود لملجأ ضياعه!
عينيها ولونهما المهلك
!
بشرتها الناعمة الرقيقة!
فتنتها ! ..
فتنتها خطيئة
!
هبطت دمعة آخري من عينها لتخطف انظاره ورمش هو بارتباكٍ يراها بريئة ومعصومة !
نظر لعنقها الذي كان يضرب السلسال بقوة واغمض عينيه قبل أن تصل لصدرها مرة اخري محاولاً التحكم بنفسه
تراجع خطوة واثنان وكأنه يبتعد عن هالتها التي احاطته
بها شئ غريب !..
شئ من السحر !..
سحر مخيف !..
نظر حوله بإنتباه لا يصدق أنه كان علي بُعد لحظة من خسارة كل شئ كما قال وائل !
وبمجرد ما لمحت عينيه صدرها حتي قبض يده متذكراً رؤيتها مع موسي وعلاقتها به وفتحهما فجأة بجمر إتشعل
وحقد أكل قلبه وكم كان يتمناها له وفقط !
- ازاي بتعرفي تمثلي كده ؟!
سألها نافياً بذهول غاضب وعينيه لا تصدق أن فتنتها تُحكمها بهم ان كان هو او موسي الذي لم يلتفت في حياته لفتاه !
- بينا معاد يا ميان.. انا فاهمك كويس ومش هسيبك.. ولو عرفتي حد اللي حصل دا ..انا هفضحك !
ورنت الكلمة بأذنها بصوتٍ آخر ((لو مسمعتيش كلامي هفضحك ! ))
فِيما تابع عمرو حديثه الذي لم يصل لها
- هفضحك في الشركة وفي كل مكان .. عشان الكل يعرف انتِ ايه
!
القي حديثه بسخطٍ وتراجع مُشتتاً من كل شئ وكأن فتنتها سحبته لتنسيه موقع وجوده، و لتوقظه دموعها ورجفتها التي جعلت فؤاده الساذج يطرق داخله كالمطرقة !
دلف للمصعد لينظر لها بدموعٍ وكرهٍ متناقض مع نبض قلبه ..حتي إنغلق الباب!
وكانت هي شبه كاتمة لتنفسها ، ولا يتحرك بها غير صدرها الذي يصعط ويهبط وكفها الضاغط باستمرار فوق الكوب الذي لولا أن زجاجه سميك لتكسر أشلاء من قوة قبضتها
ظلت كما هي تنظر أمامها بسكونٍ مذعور .. تنظر للذي لم يحضر في الحقيقة !
تعلم إن تحركت ستنول صفعة قوية كما صفعتها دانا
أو ربما غرق في احد الاحواض.. كما فعل تامر !!

وفي جميع الحالات ستنول ألماً جسدياً رهيب لا تريد تجربته مرة اخري !
*****

كيف عشقتHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin