الفصل السادس عشر

66K 1.9K 103
                                    

انزلاق ..هي إنزلقت بقوة دون شعور !
سيطر عليها ولا تعلم هل بعينيه أم بشخصيته أم بإهتمامه الذي تأكدت الأن أنه غير مشبوه ويكفي أنه ليس بموسي
قطبت جبينها بإستغراب وكأنها تعارض نفسها لا تصدق كيف ليس موسي وهي رأته يوم أسعف ميان
- أنا ليا تؤام !
أجاب بها وكأنه فسر تقطيبة حاجبيها
- أنا ...
- إنتِ أسفة
قالها بهدوء مبتعداً من أمامها ليتراجع مُحتلاً المقعد المجاور لمقعدها
جزت علي اسنانها من الموقف بأكمله فماكانت ستعتذر رغم انها مُخطئة وتعلم
إعتدلت بهدوء معدلة من ياقة قميصها الأسود ولا يعلم لما لا ترتدي غير الغوامق رغم أن يوم الحادث كانت بثوبٍ فاتح وكأنها من بعدها أعلنت الحداد علي روحها المُختالة
- انا كنت شفت بشمهندس موسي قبل كده ومكنتش أعرف إن ليه أخ
- تؤام !
همس بها وكأنه يبرر جميع أفعاله ويُدين تسرعها بالحكم عليه
- ممكن اقابله
اراح ظهره للخلف واضعاً قدم فوق آخرى ليجيبها ناظراً لملامحها الباهتة قليلاً برغم ما تضعه من مُرطب شفاه واحمرار للوجنه
ابتلع ريقه يري أن ما تفعله مُحاولة للظهور طبيعية وعادية رغم ما بها من سقمٍ نفسي.. وهذا ما آلمه !
- حالته متسمحش .. هو يقدر يقابلك عادي لأنه بيفصل بس أنا مرشحش دا لان الموضوع ميان
تحولت نظراتها للقسوة وإقتربت قليلاً حتي جلست علي حافة مقعدها بكفين مُترابطين
- وهو عملها ايه بقي عشان حالته متسمحش ؟
ابتسم بسخرية من تحفزها الذي يراه مفضوحاً ولا يعلم هل يراه هكذا لأنه يعلم عن حادثتها أم لو كان غيره سيري مدي تحملها عليهم
- هو معملهاش حاجة الموضوع ان ميان بتتوتر زيادة عن اللزوم وبما إنك صاحبتها أكيد تعرفي دا
- بس دا مش مبرر لإنهيارها والحالة اللي روحت بيها
هاجمته بحدة وكأنها رافضة بتاتاً تبريره وتابعت بضيق متسائلة
- انت عرفته حالتها وانها بتتوتر من الناس عموماً وحالتها الخاصة مش كده؟
اجابها ببسمة هادئة
- انا معرفش حالتها اصلا عشان اعرفه
ضيقت بين حاجبيها
- ازاي وانا حكتلك المرة اللي فاتت
رمش مرة واحدة وكأنه يعطي لعقله التركيز، لا يعلم كيف لم يفكر بسبب حضورها المرة الماضية
- صح بس انا مكنتش مركز معاكِ اوي ومفضتش بعدها فمجاش كلام
نفخت بضيق لا تصدقه فبالطبع سيدافع عن أخيه وسيبرر له
- هي ميان اتعرضت لحاجة سيئة قبل كده ؟!
خفق قلبها من سؤاله وشحب وجهها بشدة لتأتي لها ومضات من ليلتها البائسة
- ااا.. يعني ايه حاجة س..سيئة دي
- اهدي
وإن كان يظن أن بطلبه الهدوء منها ستهدأ فهو مخطأ وقد أغضبتها الكلمة بشدة لأحقيتها وضعفها الذي ظهر له ليجلب لها كلمة كتلك
- انا هادية، والكلمة دي متقولهاليش تاني
اومأ بصمتٍ متفهم داخله حالتها
- اتعرضت لاي تعدي من شخص او أذية ؟
ارتجفت كما قبضت كفيها وكأن حديثه يضغط علي أعصابها وذاكرتها ليخرج منها السواد القاتم
- لأ ..
نطقت بها بإهتزاز قبل أن تمسح وجهها الذي برد فجأة كأصابع يدها البيضاء
- لا الحمدلله هي بتتوتر عشان منعزلة تماما عن الناس ..عمرها ماتعاملت يعني قبل كده مع حد
قطعت حديثها ماسحة وجهها مرة اخري بإرتعاش ظهر له واضحاً
- انا هستأذن لان ورايا حاجات
قالتها بتشتت تريد الهرب والاختلاء بنفسها سريعاً
- انسة روسيل
ولا تعلم لما لم تستمع الا للكلمة الاولي لتتجمع الدموع داخل عينها واجابته دون النظر له رغم ما تحمله الحركة من قلة ذوق ويكفي أنها توقفت مُعطية اياه ظهرها
- نعم
- بعد اذنك اعدي
- لا انا لازم امشي مش فاضية !
قالتها منطلقة للخارج قبل أن يتحدث أو يجيب بشئ ..
قالتها وهربت سريعاً من امامه ومن امام الجميع ..
*****
فتحت عينها بمجرد خروج أبيها لتسيل دموعها مرة اخري وقد اوقفتهم بالقوة حتي يظنوا انها هدأت
ابتلعت ريقها بإرتجاف شديد تشعر وكان الألم لا يتركها
لا يتركها بل يزداد ناحراً صدرها
جلست بهدوء مُلتقطة سترتها الوردية لترتديها فوق كنزتها الحمالات صاحبة نفس اللون، ثم استنشقت من بخاخها مرة ثالثة قبل أن تنهض لتفتح الشرفة بهدوء شديد حتي لا يشعر احداً بها وتوقفت بصمت تنظر للفراغ امامها كتلك التي فوقها تماماً تنظر بدموع تسيل بقهر وألماً لا ينتهي ولن ينتهي
انتفضت ميان علي صوت هاتفها الذي اتته رسالة ودلفت مسرعة لتلتقطه قبل أن يحدث رنين وخفق قلبها برؤية اسمه وسافر عقلها مُحاولا تذكر ما حدث اليوم
ولم يأتِ غير عيناه صاحبة الزيتون وللمرة الاولي تشعر بالسلام والهدوء وهي تتذكرها
وكيف لا والزيتون رمزاً للسلام والمحبة
( انتِ كويسة ؟ )
كان هذا كل ما إحتوته رسالته من كلمات ورغم انهم كلمتين فقط الا أن قلبها نبض بعنف وطار عقلها يتمني اتصاله بفطرة داخلها وشعور لا تستطيع تفسيره
وتحققت الامنية برنين الهاتف بين يديها واجابت دون تفكير بسبب مُحاولتها لإخفاء صوته
رفعته عند اذنها بتردد وتوتر شديد بينما استندت علي اطار الشرفة لتمسكه بقبضتها بقوة وكأنها ستعتصره
- ميان !
ارتبكت وكأنه تغزل بها، وكأن صوته صاحب الذبذبات الرجولة اخترق صدرها ثم قلبها ليستحوذ علي كيانها بأكمله
- مالك ؟!
تركت اطار الشرفة لتتحسس نبض رقبتها التي بدأت تضرب السلسال فوقها
ورغم أنها لم تُجيبه، كان إضطراب انفاسها أكثر من كافٍ بالنسبة إليه ليعلم أنها تسمعه
جلس فوق فراشه ثانياً احد قدميه ولأول مرة ترتفع حرارته ولا يعلم هل من انفاسها التي تُخيل له إحتضانها وتخبئتها أم من غضبه الكامن بداخله كالوحش من تلك الأفكار التي تضرب عقله منذ الصباح
وضع الهاتف علي مُكبر الصوت رغم تأكده انها لن تتحدث الان وقام بخلع تيشرته الاسود ليظل بالبنطال القاتم كما التقطت يده جهاز التحكم للمكيف ليخفض من درجته وكأنه يريد تثليج الغرفة ومشاعره وناره !
اغلق المُكبر ووضع الهاتف فوق أذنه مرة اخري لتصل انفاسها له بقربٍ يثير فيه مشاعر لا يعرفها رغم أن أغلبها أبوية !
- انا ...
نطقت بها بحرجٍ شديد تريد الاعتذار علي ما لا تتذكره، لكن شعور داخلها يخبرها انها ضايقته !
- مش عاوز اسف .. انا عاوزك كويسة بس
ترقرقت الدموع داخل عينها من حنانه الذي يغمرها به كأبيها، وكأنه لا يطلب منها شئ غير أن تكون بخير
- احكيلي .. متخافيش مني
أغمضت عينها بقوة وكم تمنت أن يكون صوته كالفتيات لترتاح اكثر
- عاوزاني اقفل طيب ؟!
- لا !
نطقت بها بتسرع لتتسع عينها بصدمة وكأن غيرها تحدث
مال ثغره ببسمة من اجابتها وتصوره لحالتها التي أضطربت ويكفي تنفسها الذي ارتفع دون شعور منها
- تمام .. اهدي .. انا كمان مش عاوز اقفل وبعدين مش احنا صحاب !
قطبت جبينها لتتمسك بالسلسال أكثر وكأنها تستمد منه القوة، لا تفهم ما يقصده بكونهم اصدقاء ! ..
وهل ستصادق رجلاً ومن .. موسي !
كانت الاسئلة تكثُر داخل عقلها حتي انها نست حالتها تماماً
- بتحبي الايس كريم ؟!
ازدادت تقطيبة حاجبيها باستغراب من اسئلته ومن كل شئ
- بتحبي الشوكولاته اكتر طبعا
- عرفت.. ح.. حضرتك عرفت منين
- مفيش حضرتك في مكالمتنا دي، خلي حضرتك في الشغل بس، وعرفت لان مفيش بنوتة مبتحبش الشوكولاته علي ما اعتقد ولو مبتحبهاش خام فبتحبها في الايس كريم
ابتسمت بحرج من معرفته وكأنه يعلم سراً خاص عن الفتيات
- اجبلك ايس كريم ؟
اتسعت بسمتها وقد ذهب عقلها لتخيله بنكهة الشوكولاته والفراولة كما تحب، وكم كان ابيها يحضر لها منه العلب الكبيرة، وابتسمت بشرود من كون ابيها قد غفي عن تلك العادة
- ميان !
نطق بها ليخفق قلبها وكأن اسمها من صوته متصل بنبضة خارقة داخلها
- نعم
ابتسم من اجابتها ويبدو انها بدأت بالتفاعل معه ورغم محاولة ابتعاده عن الموضوع الا انه كان بحاجة للتحدث
- متبصليش تاني زي ما بصتيلي النهاردة، ومتبصيش لحد كده ..
متعيطيش تاني ومتحسيش انك خايفة وضايعة
أنا وراكِ ..امشي باصة لقدام بدون خوف
تنفس بقوة مُتمنياً أن يكون قد أوصل لها ما يريده وألا يكون سبب ارتباكها من مُجرد فتح الموضوع
- ها بقي بتحبي ايه غير الايس كريم ؟
*****
ظل ينظر لصورتها التي نسخ عنها من ملفها، لا يعلم ما يجذبه بها
ليست فائقة الجمال وليست فريدة من نوعها، لكنها اجمل فتاه، لاول مرة يندم علي استقالته التي قدمها لسلك الشرطة بعد لح ابيه ورفضه القاطع
تنهد بضيق.. وإن كان مازال فيها لكان مزق جميع من يقومون بتلك الجرائم، يقسم داخله إن وجد الفاعل سيخلصه من تلك الوسيلة التي يأذي بها
مسح وجهه ووضع الصورة اسفل وسادته ليغلق الضوء الخافت من جانبه، لا يريد النوم ولكن يريد رؤيتها وتذكرها بهيئتها الحقيقية وليست تلك الصورة الحيوية، الي الان لا يصدق انه تركها تذهب بتلك الحالة
وكم تهزه قوتها
وكم يؤلمه ادعائها الثبات
- روسيل !
همس بها من اعماق قلبه قبل لسانه وداخله شعور انه سينتقم لها ..
أليس لكل شئ حكمة !
لما لا تكون الحكمة من سقوطها في طريقه دوناً عن غيره هي قوته وسلطته الكبيرة التي ستقضي علي الفاعل حينما يجده
وسيجده! .. عاجلاً أم أجلاً سيجده !
فقط يتمني من كل قلبه ان تكون علي معرفه به !
******
- موسي مش كويس
قالتها رقة وهي تنفض خصلاتها امام المرآه لتبدأ بتصفيفهم
- هيبقي كويس
همس بها رشيد وهو يقلب صفحة ذلك الكتاب الذي لا ينتهي من وجهة نظرها
- ليه يا رشيد ؟! .. ليه البرود دا ياحبيبي
ضحك من جمعها للبرود والحب في جملة واحدة ودائما يري أن النساء هكذا يجمعون جميع المتناقضات بمهارة مميزة
- عشان انتوا عاطفيين وبتفكروا بقلبكم .. احنا العكس
يعني انتِ لو زعلانة تحبي اللي يكون معاكِ ويحضنك ويمسح علي شعرك بس إحنا لا .. احنا بنحتاج المساحة والحرية اكتر عشان نفكر ونهدي ومش بنحتاج الحضن والشعور بوجود حد الا في الكوارث والحاجة اللي عقلنا مبيبقاش عاوز يستوعبها عشان يفكر فيها من الاساس
ابتسمت متابعة حديثه ونهضت لتدور حول نفسها مرة
- مش حاسس اني خسيت شوية
ضحك حتي قهقه من قدرتها علي تغير الحديث للنقيض
- لا حاسس
- طب مقولش ليه ؟
- مكنتش متأكد
- يبقي محستش وبتجاملني
كانت تجيبه بسرعة علي كل ما يقوله حتي ضحك من مجاملتها التي اظهرت كذبه لانه بالفعل لم يشعر بفقدانها للوزن
- والله بزعل يارشيد يعني انت مش بتحب الطخن وانا بخس عشانك وبقالي اسبوعين بعمل دايت واهه محستش اصلا
- علي فكرة خت بالي انك لبستي البلوزة الخضرة اللي عندك مع إن بقالك كتير مش بتلبسي فواتح بس مكنتش اعرف السبب يعني باخد بالي اهه بس مش بالتفاصيل زيكوا .. راعي اختلاف النظرة ياحياتي
ابتسمت متذكرة حديثه بعدم تضخيم الامور ومراعاة وجهة نظر الاخر
- تمام انا خسيت 4 كيلو
- وهم دول بيبانوا ؟
- رشيييد
نهض من الفراش ليقف مقابلها وكم قدر اهتمامها بحديثه ومحاولاتها فقد الكيلوجرامات من اجله رغم معرفته بصعوبة السير علي حمية غذائية
- انا سعيد انك خسيتي حتي لو مش عارف اعبر اوي بس كل ما هتخسي اكتر واحس انك بتتعبي عشاني وبتقدريني هنطق بدون ما احس وهعبرلك، وزي ما قلتلك الرجالة عامل بتغير الحياه للافضل بس انتوا العامل الاكبر
- انا بحبك يارشيد اوي
- منا عارف ومين ميحبش رشيد الهاشمي
ضربته فوق كتفه مرددة قبل أن تبتعد عنه بدلال تهوي مشاغبته به
- مغرور
*****
- بتحبي ايه اكتر لون ؟!
كان مستمراً بأسئلته وكأنه مراهق ولكنه راضٍ عن تلك الحالة ولم يمل، يعلم أنها بحاجة للخروج من حالتها وهو مجبر علي اخراجها ولو سيتحول مُهرجاً من اجلها
- البينك والازرق والاخضر
- اممم الوان حالمة اوي .. طب مفيش امل للاسود
ابتسمت بحرج من تذكرها لهيئته وهمست بعد وقتٍ بخفوت
- بحبه ساعات ..بس مش دايماً
- عارف بتحبيه عليا بس مش بتحبيه في العادة
شهقت من فهمه لما عجزت هي عن فهمه وقبل أن تتحدث خفق قلبها علي ما قاله لتتسع عينها غير مُصدقة حتي أعاد مرة اخري
- يلا اطلعي الايس كريم هيسيح عليا
تحركت من الفراش لا تصدق وفتحت الشرفة مُسرعة لتفاجئ بسيارته في الاسفل وهو متوقف امامها ممسكاً بيده علبه فوقها بالونات هوائية
تراجعت للخلف واضعة يدها فوق صدرها ليخفق قلبها من رؤيته
ابتسم من تسارع تنفسها الواضح وصدمتها بوجوده وقد حرص كل الحرص الا يظهر صوتاً لخروجه حتي عندما كان يهبط من السيارة لشراء شئ كان يستأذنها ليضع المكالمة علي الانتظار وكأن معه اخري !
- اهدي .. اتنفسي براحة ..ويلا افتحي باب الشقة وانزلي خدي الايس كريم اللي هيسيح دا
- انا ..
- لا .. تقدري ولو منزلتيش هطلع انا وناكله جماعة
- لا اصل
- مفيش اصل ومتصحيش روسيل اللي انا خت بالي انها قلبك الجامد في اي خطوة، يلا انزلي متخافيش
زمت شفتيها واغلقت معه بارتباكٍ لا تعرف كيف تنزل له
وبعد عدة دقائق كانت قد خرجت بقلبٍ خافق من الشقة لتهبط الدرجات بحذر مُمسكة بسترة صلاة والدتها الكبيرة وبمجرد ما فتحت الباب السُفلي حتي طرق قلبها من رؤيته امامها تماماً لتلمع عينه الزيتونية ويقفز سلسالها فوق جيدها اسفل السُترة
- معلش مكنتش اعرف انك بتحبي الاخضر كمان عرفت تحت البيت بس كنت واخد بالي ان لبسك اغلبه بينك وازرق
ابتلعت ريقها تنظر للبلونات الكبيرة البيضاء بلونٍ شفاف لتحمل داخلها زرقاء ووردية صغيرة، ثم الي علبة المثلجات التي كانت شبيها بما يجلبها لها والدها
- يلا اطلعي بقي عشان متبرديش ومتتأخريش بكرة علي الشغل، يعني تاكلي الايس كريم وتنامي فوراً
تحركت حدقتيها الزرقاء بارتباكٍ ودهشة
وكأنها لا تستوعب ما فعلته ونزولها.. وما فعله هو وحضوره
- يلا عشان مقولش حاجة توترك
اهتزت مُتناولة العُلبة والبلونات المعلقة بها وتجنب هو ملامسة يدها الصغيرة حتي لا تجزع ويكفيه الي الان قدرته بجذبها له وعدم اخبارها لأحد
أغلقت الباب وركب سيارته لينطلق من امام منزلها وكم راق له نجاحه في وضع الاسرار بينهم وازالة بعض الحواجز حتي ولو لم تشعر هي
******
في صباح اليوم التالي

كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن