نهاية من شطرين

333 34 39
                                    


نلتقي مجدداً، لكنه لقاء مختلف هذه المرة. فشيئان في هذه الحياة لا يتكرران " البداية " و " النهاية " ولعل كلمة " بداية " قد عادت بكم في الزمن أياماً كثيرة كما عادت بي الآن ...

بداية كتابنا هذا، بداية فريقنا ... بل وما هو أبعد حيث بداية تأسيس الربيع بأكمله.

هو كتاب واحد لكنما ذكريات كثيرة. جلست كلماته الذهبية منا ومنكم تزهو ما بين البداية والنهاية، والآن نقدم لكم الخاتمة الموعودة في نكهة مختلفة قليلاً عما ألفتموه ... حريفة قليلاً ربما، مع ذلك يُعتبر جانباً يستحق أن تطلعوا عليه وهو " النقد الساخر " الذي سترونه في المقطع الأول، بينما نقد بنّاء آخر كما عادة ما يقدمه فريقنا.

قبل أن تبدؤوا بقراءة نصوصنا النقدية، أو حتى أثناء قراءتِها ... أيمكنكم تخمين كاتب كل واحد منها من فريقنا؟

------------------------------------------------

نقد " لقد أتيت من أجلك "

العبودية سجن جسدي ... نعم، لكنها لا يمكن أن تسجن الروح وتسرق منها أحلامها ورغباتها، إلا مَن كان راغباً في توسعة نطاق سجنه فيصافح ظلال العبودية المعتمة لتكون سجناً روحياً أكثر صلادة من القضبان المحيطة.

هنا، يتجلى لنا غلاظة في خطوط رسم القصة، كشخصيات وحبكة ... ولا بد أن السرد قد جعل النصّ يبدو شائكاً، فكان اجتماع الجفاف في الشخصيات، سوء التعبير عن الفكرة وانعدام الواقعية، يجعل القارئ يدخل ويخرج من صحراء القصة عَطِشاً تتضارب مؤشرات حمراء في عقله وتخبره أن هناك ما هو خاطئ كثيراً !

العمل القصصي هو كهف ومدى عمق العناصر هو خفايا ذلك الكهف، عند بوابة كهفنا هذا - مقدمة النص - نرى افتتاحية عادية، وصف لم يكن جذاباً بما يكفي في المقام الأول، يترك إنطباعاً وتحذيراً عند البوابة والمدخل " لن تفعلوا شيئاً سوى تضييع الوقت إن ولجتم، لست أحمل لكم ما تبتغون من تميز ... مجرد كهف صغير لا معنى من دخوله ولا تميز في جدرانه " كما أن القالب السردي الذي رُصفت الكلمات وفقاً له بدا مُهتِرِئاً من كثرة استخدامه، وبما أن الوصف كان عماد المقدمة هنا توجبت صياغته بطريقة وجدانية أكثر جزالة وفصاحة، وليس استخدام كلمات مثل
" القاذورات "، هذا لا يصنع أجواء تنفسية جيدة للقارئ! ثم أن الكلمات كانت متعانقة وودودة مع بعضها أكثر مما يجب، هل طردت كاتبها ورفضت أن يفصل بينها بعلامات ترقيم مناسبة؟ تشابكت لتعذب عقل القارئ!

الحبكة، آن دخلنا ذلك الكهف بملامح ملولة التشكيل قد تغيرت تلك القسمات نحو السخرية! الوضع جدير بذلك حقاً، حيث أن بطلنا هو فتىً قد تم استعباده، وعلى ما يبدو فتانا معجبٌ جداً بوضعه! تم ركله، ضربه، شد شعره ... وليس رد فعله سوى " حاضر " التي لم يطلبها منه أحد! فتم ركله مجدداً لتلك الإضافات غير المرغوبة!

محطات نقديةWhere stories live. Discover now