نقد - 8

261 26 25
                                    


ها هو يوم الجمعة يعود وموعدنا مع نقدكم المميز حان.

نودّ بداية التنويه بالمشاركين في الفصول الماضية وإبداء فخرنا بتطور كتاباتكم ♥

الأسبوع القادم، سنختار ناقدًا مميزًا في آخر أربع محطات ونبث له كامل حبنا، لم تفتك الفرصة بعد يمكنك العودة للفصول والمشاركة في المحطات الأخيرة.

حرروا مشاعركم وأطلقوا عنان خيالكم، دعوا الناقد داخلكم يكتب على سجيته..

لن نطيل المقدمات، إليكم نص اليوم:

خفيف خطوات ،
بحيث ما كان صوت ارتطام قدميه و الأرض يجاري سرعته ... تقدم عنها بالكثير ...

كلما قلصت الفارق بينهما بخطوة ... اختلق ثلاثاً على الأرض و مائة في روحها ... يبتعد و يبتعد كما فعله دائماً ... ثم فجأة توقف ، هل أدرك محاولتها الفاشلة للوصول إليه و لمسه قبل الغياب و الرحيل ؟! ...

استسلام ... لم تفهم أن ما عناه التزامه و موقع واحد دون حركة هو استسلام ... قبول تام بالواقع بعد حرب استنزفت منه الكثير ، و بالطبع لم تلحظ النقطة الحمراء الصغيرة المتراقصة بثباتٍ على صدره حيث تختص بقلبه ...

ابتسم ... بُعد مسافة لا بأس به فصلهما ... انحناءٌ بسيط مسترخٍ لثغره ... حاملاً لكل بساطته لم يطالبها بتركيز لادراكه ... و من ذاك البعد كان حينها يلتفت ... و يبتسم ... مدركاً أنها و على خلاف كل ابتسامته لن تتلاشى البتة ... تلك هي الأخيرة ... فمن به ينساها ! ...

و كأن سنوات كانت عازلة بينه و بين تلك الابتسامة الغريبة ... صادقة ، متعبة ، حزينة ... منكسرة ، سنوات كثيرة ... أو ربما لم تحصل مسبقاً ، غير معهودة ... هي ومضتها الأولى الآن ... الأولى و الأخيرة ...

عالم تماماً بما سيقدم عليه و الزمن ... عارف تماماً أن تلك نهايته ، و الرصاصة بدورها لم تخالفه ... لم تغدر به ، اتفقا مسبقاً ... رصاصة ثائرة عند أي حرب ... و الحرب كانت في قلبه ، فسارعت الفضية لتنهي أمواج الاحتلال التي ما عاد يعرف من به يكون طرفها و من صاحب الأرض ...

حرب و رصاصة دامية ... بكل بساطة ...

لا انحناء ... لا سقوط ... و لا حتى دموع
حاول و حاول ... يستقيم دوماً ... يستند بذاته على ذاته ، يختنق ثم يتنفس وحيداً ...

أن يسقط ... لئلا يرى أحد عثرته ، مثبطاً الضوء كان ... أن يخضع لمآسيه لئلا يمسه أحد مبتعداً عن كل لمساتهم كان ، و لا يزال ...

هو يسقط الآن ... غير معهود ذلك منه ، لكنه يسقط ... حان له و ان اكتفى ...
لكل شيء خاتمة ... " نقطة انتهى " سوداء منحوتة بأدق تفاصيلها خلف أسوار كل حكاية ... و هو كان خاتمة ما خصته من تراجيديا ...

زهرة متدرجة التويجات ... ما بين الأسود الداكن يتعاقب بزمردي باهت ... ، زهرة أذبلتها الحياة بما يكفي ... حان الوقت ليقتطفها الموت من بين براثن هذا العالم ...

ابتسم ... ثم انهار و سقط ... ثوانٍ بدت لمراقبها مشهداً متقطع ... ادراك اللحظة ككل كان عسيراً ، لكن ما كان هناك أشد وضوحاً من تفاصيلها المُرهِقة المُرهَقة ... و دهر مر على الرصاصة تعتذر فيها لقلبه الجاذب لها ...

صغيرات السماء و مدللاتها الرطبة بدورها هربت من قسوة صراع الغيوم ... في ايقاع ثابت تتسارع ... تتشبث به كل واحدة مع شقيقتها ... كان آنذاك ملجأً لعائلة متمرد القُطيرات ...

لكنه ما عاد يحتمل ... كفاه أن روحه بالكاد متشبثة بجسده ، و ما عداها كان في كل ثقله عليه ... حتى تلك الابتسامة ألجمتها حرارة الألم فتبخرت ...

اكتب نقدك هنا

نستقبل أعزاءنا النصوص لنضعها في كتاب محطات نقدية في الخاص.

نذكركم متابعينا أنّ أبواب فريقنا ما زالت مشرّعة أمامكم، تجدون استمارة الترشح في حساب الربيع العربي، واستمارة تقديم طلب نقد لرواياتكم وقصصكم في الحائط

دمتم بحب♥

محطات نقديةWhere stories live. Discover now