نقد - 11

169 17 6
                                    


صباح الأدب والحرية نقادنا الأعزاء💖

قطعتم معنا أشواطًا مهمة في ميدان النّقد، نشكر كلّ من واظب على المشاركة وإرسال نصّه لنقده.

نترككم مع نص هذا الأسبوع، احرصوا على إبقاء نقدكم شامل وموضوعياً وبعيداً عن التجريح💖

كانت تركض رغم ذلك النزيف و ما يسببه من ألم حاد في خصرها و هي تضغط عليه بقوة بيديها محاوِلةً كِتمانَ شهقاتها, و دموعهَا التي جعلت الرؤية أمامها شبه معدومة محوِّلةً كل شيء لضباب محى ما بقي لها من أمل في الخروج من هذا الممر المظلم الذي لا ينتهي عكس حياتها التي تلاشت مع سماع صوت ذلك الولد الصغير قادما من خلفها ( إلعبي معي ) و الذي جمَّد حركتها راسما شعور الرعب و الخوف على ملامحها لتستدير ورائها و لم تشعر إلا و قد اصطدمت بتلك الطاولة ما جعل قلبها الخائف يكاد أن يتوقف بسبب تخيلاتها المرعبة ,ولم يتدخل شيء ليزيل هذا الظلام الأسود المحيط بها ليُسمع أنينها مع وقع خطواتها الخائفة للوراء ,علت شهقتها وذلك الشعور يفتك بباطن قدمها العارية لتقع أرضا من شدة الألم و الدِماء الدافئة التي كان سببها قطع زجاج ذلك الكأس المنكسر الذي لم تنتبه له .

حاولت الوقوف على قدمها بعد أن أزالت تلك الشظايا منها,و لكن الفشل كان سيد الوضع لتقع مجددا على الأرض و هي تئِنُّ ألما سرعان ما ساندتهُ دموعها الغزيرة باعثة بدفئها على بشرتها الباردة و هي تحاوط قدميها و قد تعالت شهقاتها بينما ترتجف (دعني و شأني, أنا لا أريد اللعب معك ) لتدفن رأسها بين يديها و هي تقول بصوت مبحوح ( أتركني أرحل , أرجو...ك ,لا أريد ....لا أريد الموت هنا .... لا أريد أن أموت ....) لتشهق بفزع و قد أحست بشيء ما يلمس ظهرها , استدارت بخوف لا يأبى مفارقتها و تلك العينان الداكنتان تحدقان بها و هو واقف خلفها و قد بث الرعب في كامل جسدها.لتنهمر دموعها لا إراديا و قد ظهرت ملامحها المرتجفة و الخائفة , لم تستطع الوقوف على قدمها لتبدأ بالزحف للوراء بينما يتقدم ذلك الولد نحوها , و في تلك اللحظات ماتت آخر ذرة احتمال لها و تلك اليد تثبت رقبتها بقوة و ملامح الغضب طاغية على صاحبها ليرفعها عاليا بيد واحدة , بينما تصارع تلك الفتاة المسكينة لكي لا تفقد نفَسها الذي أخذ يتباطأ تدريجيا و ألم ذلك الجرح الذي سببَهُ لها يصبح أقوى أكثر فأكثر, بينما تحاول ابعاد يده عنها و هي تصرخ بكل قوتها (هل من أحد هنا .أرجو..ووكم ساعدوني أرجوكم) , و قد كانت ابتسامته تلك آخر ما رأته قبل أن يفصل رأسها عن جسدها و تتطاير تلك الدماء في كل مكان , ليمسك رأسها من شعرها بينما همس في أذنها بنبرة مرعبة ( هذا لأنك لم تلعبي معي ).

ضع نقدك هنا

لا تنسوا أهل العراق في دعواتكم💖
دمتم بخير

محطات نقديةWhere stories live. Discover now