نقد-2

1K 79 93
                                    

مرحبا نقّاد الغد 💜
ورمضان مبارك على الجميع


نحيي كلّ من شارك في محطتنا النقدية السابقة، لاقينا نصوصًا متميزة رفيعة المستوى ونرجو لو نجد هذا الاقدام دومًا، لكن نرجوكم أحبتي أن تهتموا بالموضوعية والشمولية؛ أي اجعلوا نقدكم بناءً دون تجريح او تهميش واشملوا كل الجوانب الممكنة.


بالنسبة للنصوص التي نضعها في هذا الكتاب، فهي غالبًا ستكون من كتاباتكم التي تصلنا على الخاص وان لم نجد سنضع نصوصًا من كتابة أعضاء الفريق. النصوص  التي وصلتنا، سننشرها بالترتيب حسب تاريخ وصولها لنا، هنا يمكننا القول أننا ننتظر استقبال نصوصكم في الخاص على أحر من الجمر، وان كانت مناسبة سنضعها كمحطة نقدية في كتابنا هذا، شرطنا الوحيد هو تقبلكم النقد وسنحتفظ نحن باسم الكاتب لنا.

أما الآن، نترككم مع محطة اليوم، نص قصير يحتاج نقدًا مفصلًا شاملًا من نقّاد متميزين مثلكم...


"بخطوات وئيدةٍ مشَّت، تُواري عيونها المُنهكة خلف نظّاراتٍ شمسيّةٍ سوداء تُخفي نِصفَ وجهها، مُتألّقةً في مِعطفها الكُحلي الداكن، بينما تحمِّل بأقّة كبيرة من زهور القرنقل البيضاء بيدها اليُسرى و مِظلّةً حمراء تقيها أعمدة الوابل المنهمرة بغزارةٍ باليد الأخرى.

الجوّ كئيبٌ، مُقبِضٌ، باهتٌ حزين؛ برودة شديدة تُحيط بالمكان، وصوّتُ المطر هو الشيء الوحيد الّذي يخترق ستار السكون المهيب الذِي يغمُره، ألقَت نظرةً أخيرةً على سيّارةِ والدتها التِي وعدَتها باللحاقِ بِها فوّرَ الانتهاءِ من مُكالمتِها الهاتفيّة، ثمّ أكمَلت طريقها وسط تلّك القبور المُتناثرةِ من حوّلِها؛ شعور ضاغطٌ جثى على صدرها وهي تطوف بعينيها بين تلك الشواهد الرخامية مرصوصة في صفوف منتظمة، كلُّ جسّدٍ دُفن ذات يوم هناك يحكي قصَّةَ بطلٍ وهبَّ حياتهُ بِكُلِ إخلاصٍ لوطنِه، قصة شخص سهر على أمن بلاده، أبى إلا أن تكون آمنةً مُستقرة، ومات وهو يُدافِع عنها بكلِ شرف، ذلك الشعور الذي لم تستطع التعود عليه مهما حاولت، كان ولازال يُدمي جراحًا لم ولن يكون الزمن كفيلا بإبرائها، وبالرغم من زيارته كل أسبوع إلا أنها لازالت تشعر بتلك الغصة الخانقة في حلقها كلما تأملت ذلك المكان.

لفتَ انتباهها شابين يتجهان صوب المخرج كانا يمشيان بهدوء تامٍ وبخطوات متثاقلة تجلى فيها الحزن بوضوح رغم الأمطار التي غمرتهما بالكامل، لكن وفجأةً قام أحدهما بنزع القلنسوة التي كان يضعها الآخر على رأسه قبل أن يهرب مُسرعا كطفلٍ صغير بينما راح الآخر يُلاحقه متوعداً قتله لو أمسكه، شرَدت للحظة تحدق فيهمّا حتّى كادا أن يتواريا عن مجال بصرها، ابتسامة رقيقة ارتسمت على شفتيها لا إراديًّا وهي تنظُر إلى أفعالهم الصبيانية، وبالرغم من إنّها لم تستطع تمييز ملامِحهم إلا أن منظرهما البهيج أراح قلبها بشكلٍ لم تستطع فهّم سبّبه.

أعادها هزيم الرعد المدويّ إلى نفسها فأكملت طريقها متجاوزَة النَصب التذكاري الّذي ينتصِبُ بشموخٍ وسطَ مقبرة الشرطة الوطنية وصولا إلى ضريح والدها الذي يرقُدُ بسلامٍ في القسم ثلاث منها، نزعت نظاراتها الشمسية وكانت على وشّك إلقاء التحيّة عليه إلّا أن باقتي الورود الموضوعتين على القبّر الّذي بجانبه أخرستا لسانها وشلّتاها عن حرّكتها كلّيًّا، خارت قواها حتّى سقطت بأقّة الورود الّتي كانت تُسمك بها أرضاً، وبحركة لا إراديّة التفتّت ببطء مشدوه صوب الشابّين اللّذان لمّحتهُما منذُ برهة لتهمِس بكلماتٍ بعثرتها المُفاجأة وصوّتت مُتهدّجٍ صعُبَ عليه نُطق ذلك الاسم كثيرًاً :

- كوانغ... كوانغ هي يا ... بارك كونغ هي.

ثمّ رمت مظلّتها أرضاً وانطلقت راكضه وراءهما بأقسى سُرعة وهي لا تنفكُ تصرُخ بأعلى صوتِها مُناديةً بذلك الاسم؛ تعثّرت قدماها بإحدى حِجّارةِ رصيف المدخل فسقطت أرضاً وهي بالكادِ تلتقط أنفاسها المُتتابِعة، حاولت الوقوف مرة أخرى لكن وعندما رَفّعت رأسها كان الشابّين قد ركبا سيّارة أجرة ابتعدت أكثر ممّا يمكنُها الوصول إليها."

ضعوا نقدكم هُنا

مع كامل المودة والحب ❤🙋

محطات نقديةWhere stories live. Discover now