نقد-3

655 49 52
                                    

رمضان مبارك على الجميع 😍

قبل بداية محطة اليوم، سنعلن ما هوَ مهم؛ بعد مرور 5 محطات سنختار "الناقد المُتميز" وهكذا لكل 4 فقرات نقدية سيكون هناك جائزة رمزية لهذا الناقد الذي تميّز في كتابنا المتواضع "محطات نقدية".
المعايير التي نختار حسبها بسيطة، أكبر عدد من المشاركات في المحطات الخمس، مع أفضل نص نقدي بنّاء..

لا تفوّت فرصتك بأن تصبح ناقدًا أدبيًا! 💪

نشكر كل من بعث لنا نصًّا للمشاركة في هذا الكتاب.
نص اليوم هو ايضًا من مشاركاتكم، انقدوا النص بحكمة أحبتي، بكل شفافية وموضوعية ومن دون تجريح

"انتحبت باكية، و ازدادت حُرقة قلبها و أخذت كل دقة من دقاته تؤلم كما لو كان الموت يلاحقها في سباق و يبدو ان هذا الأخير على وشك ان يفوز..

ضمت إليها ساقيها و احاطتهما بذراعيها بقوة، عل ذلك يشعرها و لو بقليل من الأمان.. و لكن للمفاجأة فلم يقبل هذا الأخير بدعوتها للزيارة، و راح رأسها يستعرض عليها ذكريات مضت من عمر انصرف و لن يعود..

منهم ذكرى تُدعى ذكرى التجاهل، و الذي تعايشت معه طوال حياتها من بشر كانوا يومًا يستوطنون قلبها..
و ذكرى تدعى ذكرى الخذلان، حيث قد خذلتها الحياة و خذلها المصير..

و ذكرى الجروح، و التي قد اصابتها بكل قسوة، فكان ثُقل الدماء السائلة من هذه الجروح يوحي بمدى عمقها، و مدى تأثيرها على كلً من روحها و كيانها..

و ذكرى تدعى التحطم، حيث قد تحطم كل بصيص و لو صغير كانت تحمله بداخلها من أمل، و الذي تحطم قطعة تلو القطعة كلما ازداد عمرها و فات..

انتشلها من غرقها و الذي كان يأخذها لظلام سرمدي ذراعاه التي احاطتها بكل حنان و حب، ضمها إليه اقوى فربما سيدفىء بذلك ذلك السقيع الذي يقبع في قلبها..

اشتد بكاءها و اشتدت ذراعاه فإلتحمت ضلوعهما لتشكل جسد واحد، و روحان هائمان في دنيا الغرام..
"توقفي عن البكاء"

سمعت صوته الدافئ و هو يأمرها ان تتوقف دموعها عن تعذيبه، و لكن زادها ذلك رغبة في المزيد من الأنتحاب، و خرج صوتها مقهورًا مُشبعًا بظلم السنوات، و ألم الآهات و التي كانت رفيقة طريقها الطويل.

"ارجوكِ توقفي، من أجلي"

همس بلين اكثر محاولًا ان يؤثر بها، و عله ايضًا يرسل لها طمأنينة كانت قد فقدتها و لم تعد لها حتى مع البحث المكثف.. رفعت رأسها و توقفت فعلًا عن البكاء، و لكن مازالت دموعها جارية على وجنتيها التي اظهرت لا اثار الزمن، و انما اثار الشجن و البُؤس.

"من أجلك ؟!"

همست متسائلة بصوت متحشرج، و بدا انها كانت تسأل نفسها اكثر من سؤالها إليه.. فأومأ بنعم، لتبتسم من وسط نشيجها..

"و لكنك لست معي في الحقيقة، انت خيال صنعته ليؤنس وحدتي، و يرافقني في أشد ايامي ظلامًا، انت سراب في صحرائي، و لن تتحول يومًا الى حقيقة.. فالشمس حقيقة، و القمر حقيقة، و لكن حبك لي ما هو إلا كذب نَفس قد أرهقها الزمن و أرهقتها الأيام، و أرهقها فراق رفيق روحها، و الذي لن يأتي لها على حصان من ذهب، و لن يصعد لها على الشرفة بباقة ورود.. ففي زمن بلا نقاء، مات الاخلاص، و مات الأمان، و مات الحب"

و ما ان خرجت هذه الكلمات من بين شفتيها حتى تبخر أمام عينيها، لتشعر بذلك الفراغ الذي قد داهم روحها و أعتصرها بقبضة من حديد..

تحجرت الدموع في عينيها، و تسمرت نظراتها في الفراغ الذي قد خَلفهُ.

ذكرى تدعى الحب، و الذي تمنته و لم يأتي، نسجته في خيالها و نسجت قصتها معه، و لكنه لم يتحول سحريًا الى حقيقة.. رأته في بعض البشر و لكنها لم تستطع لمسه، لأنه كان سرابًا ايضًا، و لكنه كان سراب كاذب، مخادع..

و عندما أستفاقت من صدمتها، أغمضت عينيها، و عادت لعالمها، عادت إليه، ليستقبلها بذراعيه المفتوحتان لها و إليها دومًا."

ضع نقدك هنا

بالتوفيق 😍🙊

محطات نقديةOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz