البارت السابع

ابدأ من البداية
                                    

استقام بيكهيون من مكانه على الأريكة مستمعاً بإنغماس لحديثها " أين هو ؟ " اشارت لهما على غرفته فدخل ثلاثتهم ملتفين حول فراشه في حين جلس بيكيهون بجانبه يقيس درجة حرارته ليجدها أربعين و جسده يكاد يشتعل بجدية فالتفت لهيوري طالباً منها الذهاب للحمام و ملئ حوض الاستحمام بماء بارد و من صديقتها إحضار بعض الثلج

 دقائق و تم تجهيز كل شئ فسند بيكهيون جيمين بمساعدة الفتاتين نحو الحوض ليضعوه مستلقياً لبعض الوقت فأخذ جسده يرتعش طويلاً حتى بدأت حرارته تنخفض تدريجياً ببطء و في تلك الأثناء فتح جيمين عينيه ناظراً حوله بغير إدراك ثم عاد فاقداً وعيه مجدداً

 حمله بيكهيون بمساعدتهما عائداً إلى فراشه بعد أن طلب من هيوري إحضار ملابس جافة من خزانته و بالفعل ما إن بدأ بفتح أزرار قميص جيمين مبدلاً ملابسه المبللة حتى توقفت يده فجأة رافعاً عدستيّه للواقفة بجانبه متأملة حاله بقلق و تكاد تبكي ملتفتة نحوه بتساؤل

" مم .. ماذا !؟ لما توقفت عن تبديل ملابسه ؟ "

" كيف لي أن أغير ملابسه أمام مشاهدة من العيار الثقيل لا تزحزح عينيها من عليه ؟ "

أردف بيكهيون بنبرة مازحة محاولاً تغيير الأجواء المتوترة من حوله و لم يمانع مضايقة المجنونة إطلاقاً فمهما حاولت إخفاء مشاعرها خلف جرأتها و سخريتها إلا أن الأمر واضح فهي تحبه و بالفعل غادرت الغرفة بعدما همهمت بما لم يصل لأذنيّه و لحقت بصديقتها في المطبخ لتحضير الحساء و بعض منقوع النعناع و الريحان

أثناء تبديل ملابسه أخذ جيمين يهلوس ببعض الكلمات عن عمله و أشياء لا علاقة لها بأي شيء و أيضاً عن هيوري فابتسم  بيكهيون بخفة على لطافة ذلك الثنائي المجنون اللذان يحبان بعضهما البعض ولكنهم من الواضح لم يبوحا أبداً بمكنون صدورهما 

بعد أن انتهى من تبديل ملابسه نادى ايميليا لتحضر المزيد من الثلج ليضعهم مع قطع القماش الموجودة على جبهته و أسفل إبطيه و بين فخذه ثم خرج من غرفته بعدما تأكد من إنخفاض حرارته و نومه بعمق و اتجه مرتمياً على الأريكة متنهداً بإرهاق فيكفي مجالسته بعد ذلك اليوم المتعب لساعتين كاملين لمريض

صنعت ايميليا كوب عصير ليمون منعش له و جلست هي و صديقتها التي نظرت إليه متحدثة بامتنان محرج يؤكد نظريته

" شكراً .. لم أكن لأستطيع مساعدته بمفردي "

ارتشف من كوبه مبتسماً بهدوء شارداً متمنياً بأن تنتهي الليلة ليستريح فقاطعته المجنونة مضيفة بجدية

" يمكنكما المغادرة إذا أردتما لترتاحا لا تقلقا سأجالسه حتى الصباح "

أحببتك أيها المخادعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن