الفصل الثامن والثلاثون

23K 468 8
                                    

ابتسامه صغيرة لاحت على شفتيها وهي ترى جملته
اشتاقته .....!!
يا الله ... هي تشتاقه في كل لحظه ... كل وقت يمر عليها تكون بحاجه اليه أكثر
يقوى ذلك الرباط بينهما .... كلما أغدق عليها بمشاعره تفكر هل كانت تتخيل يوما
أن يحبها رجل مثله ... أن يدعمها ويساعدها ويكون وجوارها
يحترم عائلتها ويعتبرهم أهله ... يقف جوارهم وقت الحاجه دون أن يشعرها حتى
بذلك ... هو أثبت لها أنه رجل بحق تكون المرأه محظوظه لو أحبها
التوت شفتيها ببعض السخريه لنفسها
( لم تكتشفِ هذا بسهولة يا نوران .... بل تعبت الى أن وصلت لتلك القناعه
وارتاح قلبك قليلا ....)
عضت شفتها لتفكر أنها تريد أن تكون منفتحه معه في مشاعرها ... تُظهر له
شغفها به الذي يفتك بقلبها كما يفعل هو
تريد أن تكون على حريتها ولكنها في بعض الأحيان تشعر أنها مكبله في مشاعرها
لم تخبره للآن أنها تحبه رغم وضوح الأمر وهي تستقبل عاطفته الخاصه
قبلاته وحميمية اقترابه ... تبحث بقلب شغوف عن صدره لتنام عليه قريرة العينين
تلامس ذقنه بأناملها ليقبض عليها في كل مرة وابتسامه عابثه ترتسم على شفتيها
ليهمس بسؤال
" يبدو أنك تحبين ذقني كثيرا ...."
عضت شفتها وقتها ببعض الخجل الغير مناسب لموقفهم لتهمس بنبرة خافته محملة بمشاعرها القوية
" أحب شعيراتك البيضاء كثيرا .... أحب ملامستها والشعور بها ... أحب رؤيتها
حينما تكون شعيرات قصيرة للغايه ... وحينما تطول أكثر تكون جذابه أيضا ..
أشعر أنها خاصة بك فقط ... تكتمل مع اسمك ... الحاج فاروق الصالحي ..
كما يطلقون عليك وسط السوق ....."
قبض على أناملها ليقبلها وضحكه خافته تفلت منه ليهمس
" لم أتخيل أنك تركت كل ما فيّ لتتغزلي بذقني .... أحببتها أكثر الآن "
تنهدت نوران بمشاعر شتى لتنهض تاركه أوراقها لتفكر ماذا سترتدي للقاء أهله
دوما تحرص أن تكون أنيقه ومهذبه رغم معاملة والدته اللطيفه لها ... بل أكثر من لطيفه في الحقيقه ... فأحيانا تشعر أنها محظوظه بها ولكن حماها يتعامل معها بهدوء وبعض التحفظ ... في البدايه شعر بالرفض لفكرة الذهاب هناك مجددا
حينما طلب منها فاروق ولكنه طلب منها بإصرار ليخبرها أنه يريدها أن تكون جزء
من عائلته ... لا يريد أن يذهب هناك دونها لتسأله إن كان تحدث مع والده أم لا
ليخبرها أن العلاقه بينهما هادئه ولا تفهم للآن .. ما معنى هادئه ...؟؟
فهما يجلسان على نفس الطاولة .... ربما يتحدثان بهدوء عن العمل ولكنهما لا
يتطرقان لشئ آخر ..
لقد رضخت لطلبه برغبه داخلها أن تكوّن معه عائله حقيقيه
وهذا الأمر لا يحدث سوى ببعض التعقل والتفكير الهادئ بعيدا عن اندفاع القلب
حينما دخلت معه منزل والديه مرة أخرى كان قلبها يرتجف قلقا ولكن استقبال والدته لها جعلها تسترخي أكثر وكأن المرأه لم تصدق أن ولدها أخيرا يحيا حياة طبيعيه وأنه وصل لبر الأمان
حينما اقترب والده منهما شعرت بقدميها تتيبسان في الأرض وعيناها تتسعان ببعض
الذعر لتسمعه يقول بهدوء رزين
" أنرت بيتك يا ابنتي ...."
وقتها شعرت بالدموع تلسع عينيها وشعور غريب يخترق قلبها ... شعور لم تجربه
من قبل ... أن تكون شخص مهم محبوب من الجميع ... شخص له كيانه
وأهميته ... لا نظرات ممتعضه أو رفض من أي نوع
حتى لو والده يتحفظ قليلا ولكنها لاحظت بعد ذلك أن هذه طبيعته فكلامه قليل
لا يُكثر فيه ... له هيبه خاصه وابنه يشبهه كثيرا ...
انتقت تنورة سوداء واسعه وكنزة وردية به خطوط بيضاء لتنتقي بعدها حجاب يليق بهما وتبدأ في الاستعداد للذهاب ..

سلسلة  قلوب  شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt