الفصل العشرون

22.1K 467 8
                                    

تلك النظرة ... !!
يا الله .... سهم قوي اخترق صدره وعيناها تنظران لعينيه بتلك الطريقه .... عيناها الزيتونيتين تنظران بصدمه .. بوجع ...!
الغريب أنها واقفه بتصلب ... لم تهرب .... لم تركض
تنظر له فقط بصمت .... وبعد نظرتها الثاقبه تحولت نظرتها لهيفاء
بطريقه لم يستطع تفسيرها .... نظرة استمرت لحظه لتعود له مرة أخرى ... !
أما هيفاء نقلت نظرها بينهما لتزم شفتيها للحظه وتقطع الصمت قائلة
" سأغادر يا حازم ... أنا سأسافر غدا ...
( ليتك لم تعود ... (
كاد يخبرها بذلك وهو يراقب مغادرتها بينما اﻷخرى ابتعدت خطوة
باشمئزاز وغضب مكبوت ..
نظر لهديل يزدرد ريقه بصعوبه ونادى اسمها بخفوت قلق
" هديل .."
تشنج جسدها تلقائيا لتشرس عيناها بنظرة غريبه وهي تهمس بوجع
" لم أكن أعلم أنك تحب الممشوقات يا ابن خالتي ... "
أغمض عينيه بوجع ﻷجلها ليعاود مناداتها بهمس مختنق علها تهدأ
" هديل ...."
ولكنها لم تهدأ .... بل هي نيران ... نيران تشتعل داخلها
تشق صدرها وتخترق قلبها الذي يحبه .... يعشقه ...
همست بكلمتها بخشونه تتوجع وجرأه غير متوقعه
" لقد عاشرتها ...!"
اتسعت عيناه ليقترب منها وكأنه استشعر حالتها الغريبه وهمس
" هديل ... اهدئي ... دعينا نتحدث ... "
ولكنها لم تسمعه وعيناها تلتمعان بالدموع لتعاود الهمس
" اقتربت منها .... قبلتها ... أخبرتها كم هي جميله ... أنت ...
أنت ... "
أغمضت عينيها تقاوم دموعها وأنفاسها تتلاحق
نفس وراء آخر ... يهرب منها ... اختناق قوي .... !
بينما هو اقترب أكثر ... ملامحه ترسم وجعه ﻷجلها

هديل الصغيرة .... تتعرض لموقف كهذا ....!
لم يرد أبدا وضعها في هذا الموقف ولكن كل شئ حدث دون ترتيب
حدث بسبب هيفاء ....!!
يا الله ... لو كان يعلم أنه سيحب ابنة خالته الصغيرة لما كان تهور ووقع في الخطأ
هو تاب .... توجه لله .... تُرى .. ألم يغفر له الله حتى يتعرض لهذا ....!!
أغمض عينيه يستغفر ليقترب منها يحاول مراضاتها ... يمد يده يلمس وجنتها
لتنتفض مبتعده بأنفاس متسارعه وعينين واسعتين وقد احمرتا انفعالا لتقول بشراسه
" إياك أن تقترب يا حازم .... إياك أن تمثل عليّ مرة أخرى ... لن أستطيع التعامل
مع هذا .... لن أستطيع .... لقد تعاملت مع حكاية مريم من قبل رغما عني
رغما عن وجعي ولكن هذا .... كيف استطعت أن تقترب منها ...؟؟... كيف ؟؟"
كلماتها غير مترابطه ... ولكنها حقائق تضرب عقله بقوة لينتبه للكثير
ولكن أكثر ما نبهه آخر ما قالته ليقول بقوة
" لقد كان منذ وقت طويل .... لم أكن أراك وقتها مثل الآن .... أنا لم أخنك يا هديل
نعم خنت .... خنت ربي ... ولكن لست أنت.... أقسم يا هديل كان من وقت طويل."

رفعت يدها تمسح وجهها بتعب .... قلبها يؤلمها .... وصور متلاحقه تمر بمخيلتها
رغما عنها ... لقد أصبحت في المرتبه الثالثه في قلبه .... أي وجع هذا ....!

كانت صامته ... عيناها غائمتان بالدموع لترفعهما له تنظر في عمق عينيه تهمس
" الأمر صعب .... أصعب مما تتخيل .... وكأن صدري ينشق بسكين ثلمه ...
أنا لن أتحمل هذا .... لا أستطيع ...."
شعر بأن روحه تنسحب منه ليسأل بخفوت هامس
" ماذا تقصدين يا هديل ...؟؟..."
نزلت دموعها ببطئ على وجنتيها لتجيبه باختناق
" لقد كانت مريم حب مراهقه وذنب تعلق في رقبتك .... ولكن ماذا عنها ...؟؟..
هل هي خطأ وقعت فيه بتهور ... ولماذا لا أكون أنا أيضا خطأ ... مرحله وسرعان
ما ستنتهي .... آخر مراحل الصعود ...."
زم شفتيه برفض لما تقول ليقبض يده بقوه يمنعها من الاقتراب منها
فبعدها عنه يؤلمه .... يشعره بحقارته ...!
لن يستطيع خسارتها .... هي حياته بأكملها ... يا الله
تلونت عيناه بعذاب متجسد
" هديل ... أنت لا يمكن أن تكوني خطأ .... أنت كل حياتي ... أنا لم أكن حي
من قبل حبي لك ... فكيف تكوني خطأ ... ولو أنك خطأ من يكون الصواب ..؟؟.."

سلسلة  قلوب  شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )Where stories live. Discover now