الفصل الحادي و العشرون

22.8K 447 12
                                    

صباح يوم جديد ..
الصداقه هي البلسم الذي يخفف الوجع .. هي انسجام الأرواح..... هي الراحه بعد
تعب طويل ذا شعرت بتلك الراحه ...إذا أنت تملك تلك النعمه ...!

تنهدت ألماس باختناق لشكل صديقتها الحزينه .... فهديل اليوم صامته وحزينه
وهذا شئ غريب بالنسبة لهن ....!
لقد أتت هي وفله فورا حينما سمعا صوتها بهذا الشكل ..... والآن هن يجلسن
معا ومعهما جيهان شقيقتها بملامح رقيقه حزينه ...
تحدثت ألماس برقه
" حسنا يا هديل ... أنت تحملين نفسك وتحملينه فوق طاقتكما ...."
أشرست عينا هديل لتعتدل هاتفه
" الآن أصبحت أنا من أحمله فوق طاقته .... وهو ... ألم يوجع قلبي دوما ...
ألم يجرحني ... ألم يصفع قلبي مرة تلو الأخرى وأنا أصبر ....!!..."
تدخلت جيهان برقتها لتجيبها
" هديل هو لم يكن يحب وقتها .... أنت تعلمين أنه جاد في حبك الآن والدليل أنه طلب يدك للزواج قبل ظهور تلك الهيفاء ....."
نظرت لها هديل للحظه لتجيبها بعدها بقسوة
" أخبريني جيهان ... لو نضال هو من فعل ذلك ... هل سيكون هذا رأيك ..؟؟.."
ابتسمت جيهان بحزن لتجيبها بتنهيدة عميقه تحت نظرات فله وألماس
" نضال تزوج قبلي يا هديل ... والله أعلم ماذا فعل أيضا ...؟؟... وأنا مدركة
لهذا ... مدركة أن جميعنا نرتكب الأخطاء ومؤمنه بتغييره ... مؤمنه بأن حقي
في محاسبته يبدأ من الآن ...."
أطرقت هديل بوجهها وأنفاسها تختنق لتضيف جيهان وهي تقترب منها تجلس
جوارها وتمسد على رأسها
" أنت لم تفقد ثقتك به يا هديل ... أنت موجوعه ... تحرقك الغيرة .. وهذا الإحساس
سيهدأ مع الوقت ... حينما تعلمين أنك كنت مرسى الوصول الخاص به وليس
آخر مراحل الصعود كما تظنين ...."
اختنقت هديل بالدموع لتهمس بتعب
" لا أعلم يا جيهان ... لا أستطيع التفكير الآن ..."
تدخلت فله قائلة بطيبه
" كلام جيهان مظبوط يا هديل ... أنت تحتاجين للوقت ... ما رأيك لو أتيت
تمكثي عندي وأنا سأصنع لك كل الطعام الذي تحبينه ...."
ضحكت جيهان لطيبتها لتبتسم هديل رغما عنها وتشارك ألماس في الحوار قائلة
بحماس قوي
" وأنا سآتي معكما ...."
لوت فله شفتيها لتقول بتذمر
" لا أنا أريد هديل فقط ... لا أريد رأس صعيدي متحجر في منزلي ...."
ضيقت ألماس عينيها للحظه لتنهض تشمر ساعديها قائلة بتهديد
" حسنا يا فله ... أنا سأريك العقل الصعيدي المتحجر ...."
ثم هجمت عليها لتصرخ فله وهي تحمي وجهها بينما تختلط صرخاتها مع الضحك
المكتوم لتتوقف يديها رغما عنها عن المقاومه من كثرة الضحك
بينما هديل ابتسمت بمرح لأول مرة لجنون صديقتيها وجيهان تضحك برقه
لتقاوم فله وهي تهتف بمرح
" ألماس لا تجبريني أن أجلس فوقك فأجعلك كالفطيرة الممسدة... ..."
" ها ها ها .... ظريفه للغايه ..."
أجابتها ألماس بسخرية لتهرب منها بينما جيهان تتمتم لهديل
" إنهما مجنونتين ..."
فأومأت لها هديل بابتسامه صغيرة

دخلت لمقر العمل بوجه مبتسم تسلِّم على كل من تعرفه لتدخل
لمكتبه بعدما طرقته بهدوء لتسمع صوته اﻷجش يسمح لها بالدخول
دخلت تقول بصوتها المميز
" السلام عليكم .."
رفع هارون وجهه لها يرد عليها باقتضاب
" وعليكم السلام ... تأخرت عشرة دقائق ..."
رفعت حاجبيها بعجب لتنظر لساعتها تتأكد مما يقول
أي عشرة دقائق يذكرها ... !!
ولكنه لم يمهلها التفكير وهو يقول بلامبالاة
" سيتم الخصم من راتبك لتأخرك ... "
فغرت شفتيها للحظه ثم قالت بتذمر بعدها
" وماذا ستخصم إن شاء الله للعشرة دقائق ... ؟؟ .. أنا حتى لم
أعلم كم راتبي المذكور ..."
أراح رأسه على ظهر كرسيه ينظر لها بعينين نصف مغمضتين براحه
يتمعن في طلتها اليوم ... قميصها الحريري اﻷبيض المنسدل عليها
ليتوقف انسداله عند حزامها الرفيع الذي يحكم تنورتها الواسعه ....
ارتفعت عيناه لتسقط على سلسال مختلف يسطع أمام ناظريه
سلسال ملون .. يتأرجح بدلال على صدرها المختبئ عن عينيه
ليشعر بحرارة قويه تنبض داخله وهي تقف هكذا بكل شموخ وكأنها
تقصد قتله حيا ... !
ألم يخبرها ألا ترتدي تلك اﻷشياء .. ؟؟ ،... أم أنه كان يكلم الهواء
تحدث بجمود يخفي ما يدور داخله
" توقفي عن ثرثرتك ... واحضري دفتر المواعيد حتى نبدأ .."
) تحملي يا ألماس ... لا تقتليه الآن .... تحملي ... (
جزت على أسنانها لتذكر نفسها بينما شرارات الغيظ تتراقص أمام
عينيها بجنون لتتحرك بخطوات غاضبه للخارج تحضر ما أخبرها به
بينما هو يراقبها بتسليه وذلك الشعور الغريب يتوهج داخله أكثر
وأكثر ...!
.......
) سأخصم من راتبك ...!!... وكأن أحدهم أخبره أنه ألطف كائن في العالم .... !... تبا (
تمتمت لنفسها بغيظ وهي تبحث عما يريد لتتوقف لحظه تهمس بخفوت
) اهدئي يا ألماس ... اهدئي ... هذا ما يريده .. يريد إغاظتك
وأن تخرجي عن طورك ليثبت أنك فاشل ... (...
زمت شفتيها بحنق شديد تحاول استجماع قوتها وتحكمها في انفعالاتها

سلسلة  قلوب  شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )Where stories live. Discover now