الفصل الخامس عشر

20.2K 460 7
                                    

إذا لم تصمم طريقتك الخاصة للحياه ... ستكون ضحية العيش
بطريقة وتخطيط شخص آخر , هل تظن أنهم سيكترثون لك ..؟؟
أنا لا أظن .. )
"جيم رون "

“ افتحي وخذي الطعام فلن يفيدك الموت جوعا .."
قطبت جبينها بغيظ مكتوم وللغرابه توقفت دموعها في تلك اللحظه
هو يتحدث ببساطه وكأنه لم يفعل شئ
لم يكسر قلبها .. ويوجعها
لم يحرق أنوثتها بلهيب حقده وغضبه
أي شخض هو ..!
وقفت بساقين متهاويتين بالكاد تحملانها لتقترب من الباب المغلق لتسمع
أي شئ ولكن الصمت هو ما قابلها
وكأنه وضع الطعام وابتعد كي يمحي عن نفسه ذنب موتها جوعا
ولكن ..
هل يستحق هو أن تموت هي جوعا ..؟؟؟
هل يستحق دموعها التي لا تتوقف وقلبها الذي ينغزها وجعا
لا والله لا يستحق ...
ولكنها ورغم كل شئ حزينه على حالها
على وجعها .. على كسرتها وهوان روحها
ولكن .. هل بدموعها سيحل اﻷمر
سيتعامل معها كامرأه بعقل يحترم وليست شكل يأبى
النظر له ..
يا الله .. هل هي بشعه لتلك الدرجه ...؟؟
ابتعدت عن الباب بقلب يرجف ووجه ما زال رطب من الدموع التي
توقفت ... شفتان ساكنتان بحزن وعينان تاه بريقهما وسط اﻷلم
نظرت حولها لتجد تلك المرآه معلقه في الجانب وكأنها تستفزها للتأكد
من مظهرها المزري
نفس مرتجف خرج من بين شفتيها وعيناها تنظران لتلك المرآه
بتوتر ولكنها خطت لها لترى ما أصبحت عليه بعد كل هذه الدموع
لتقف هناك أمامها تماما
تنظر لتلك الصورة الظاهره ... صورة بواقي أنثى ترثي حالها
تذرف دموعها بسخاء غير مجدي
لمن تبكي ..؟؟؟ ... ومن سيرى
حتى والدتها انشغلت بفرحتها عن ابنتها
وهل يمكن أن تلومها وقد زوجت ابنتها التي تعدت الثلاثين أخيرا
وأصبحت تتفاخر بزوج ابنتها أيضا
عند ذلك الخاطر انفرج فمها عن ابتسامه ساخره تحولت لضحكه
وبعض الدموع تنساب من عينيها لتهمس من بين ضحكتها
“ ونعم التفاخر والله .."
بعدما هدأت بعد لحظه نظرت لنفسها بتعمن لتجد وجه باهت وشعر
مشعث وعينان ذابلتان وثيابها تهلهلت عليها
رفعت يدها تفك شعرها المعقودخلف رأسها بعقدة مشعثه مهلهله
لتفرد شعرها بيدها على ظهرها وتدلك فروته بتعب
ليظهر طوله على ظهرها بل غطى أردافها
لم يكن شعرها ناعم ... بل كان طويل بخصلة متينه سوداء
وبعض التجعدات الخفيفه التي تختفي مع بعض الاهتمام
حينما وقفت بشعرها الحر ووجها الشاحب نظرت بتمعن وبعض الهدوء الغريب
هي متعبه ... مجهدة ... متألمه ... وجائعه ....!
وتشعر برغبه قويه في الوقوف تحت شلال الماء ... تحتاج صفاء الذهن
والتفكير بهدوء
ابتعدت عن المرآه بوجه جامد وملامح غير مقروءة بها هدوء غريب
لتفتح الخزانهوتخرج منامه بأكمام طويله قطنيه
بعدها توجهت لدورة المياه تنعش نفسها
لعل مع الماء تزول همومها...

لا تفرد ثقتك كوثيقه بخط يدك لكل من كان

“ ماذا تقولين ...؟؟..."

قالتها نهله بوجه متخشب وهي تنظر لصديقتها بوجهها
المنشرح وضحكتها التي تملأ وجهها وأنفاسها المتلاحقه
لتقول بحماس
“ كما أخبرتك لقد طلب مروان يدي مرة أخرى من حازم
وحازم وافق بعد إصرار مني ... "
ثم تابعت وعيناها تشعان بمحبه
“ أنا سعيدة للغايه يا نهله .. لم أشعر بتلك السعادة منذ
وقت طويل ... وأكثر ما يريحني هو حب مروان لي ..
أتعلمين أشعر أنني اخرى منفتحه على كل شئ ومقبله على
الحياة بمحبه ... أريد أن أعتذر لكل من أوجعته يوما وأطلب منه
المسامحه خاصة زيد أريد أن أعتذر له ..."
“ لاااا ......"
قالتها نهله دون تفكير لتنظر لها رفيف بحيرة فتتلعثم نهله وهي تقول
“ أنا .. أنا أفصد أنه لن يستمع لك خاصة وأنك على وشك الزواج
سيعتبرك تقللين من مشاعره .."
صمتت رفيف لحظه بوجه متحير وقالت
“ هل تظنين ذلك ... ؟؟.."
ارتاحت ملامح نهله لتقول ببساطه ظاهريه
“ بالتأكيد .. وأيضا سيفسد فرحتك ... أتركيه هو سينسى وحده .."
ثم اقتربت من رفيف المتحيرة ولا تعلم ماذا تفعل بالضبط لتحتضنها
وتقول ببشاشهمصطنعه
“ مبارك يا رفيف ... لقد فرحت لك من كل قلبي .. ولكن لا تنسيني
حينما تتزوجين رجل اﻷعمال المهم مروان النعماني .."
ضحكت رفيف لتضربها على كتفها بمرح قائله بسعادة لم تستطع إخفاءها
“ توقفي عن قول ذلك ... تعلمين أنني لا أستطيع الاستغناء عنك نهله .."
قابلتها نهله ببسمه وقبله ع الهواء تخفي فيها حقدها
لتنظر رفيف في هاتفها وتقول
“ سأرحل أنا يا نهله فهذا موعدي مع مروان .."
راقبتها نهله بعينين تحترقان غضبا وحقدا .... اللعنه ...!
لماذا تأخذ هي كل شئ وهي لا تحصل على شئ ..؟؟
لماذا يحبها كل الرجال ..؟؟
لماذا هي جميله بهذا الشكل وتسحر قلوب من حولها
لماذا ......؟؟؟؟؟
تنفست بقوة وعنف وعقلها في صراع أسود نهايته بالتأكيد سوداء

سلسلة  قلوب  شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )Where stories live. Discover now