الفصل السابع عشر

23.7K 465 9
                                    

منذ استيقاظها بعد تلك الليله المظلمه وهي تشعر بكل شئ
فيها يتألم ... كل شئ يئن بوجع ... حتى قلبها متعب ..
منذ ساعه وهي تجلس على الفراش تضم ركبتيها الى صدرها
ووجهها ساكن تماما كالمكان المتواجدة فيه...
يدها ارتفعت لشفتيها بخجل ... كلما تذكرت ما حدث
تخجل أنها لم تقاوم أكثر ... لم تمنعه من لمسها بعدما فعله بها
لماذا هو أقوى منها ...؟؟
لم يكن من حقه لمسها .. لم يكن من حقه الاقتراب منها
أليست بشعه في نظره ....؟؟
أليس هو من قال أنها لا تمتلك جمالا كما باقي النساء
ليست كزوجته الشقراء الفاتنه ..التي قابلتها مرة واحدة

انتفض قلبها وهي تعاود تذكر ارتعاشة جسده بالقرب منها
تلك الارتعاشه التي صارت في جسده وهو يقبلها .. يلامسها
يأخذ منها ما ليس من حقه
وكيف يكون من حقه وهو كسر عهد المودة والاحترام .. الصدق
والعشرة الطيبه ... النيه الصالحه للزواج ..!

مسدت جبينها بتعب قوي .. هي لا تفهم
لا تعرف معنى تصرفاته .. هو فاجأها باقترابه وهي للآن
لا تعلم تفسير للأمر...لا تفهم حرارة أنفاسه بالقرب منها ..
لا تفهم تملكه السافر لها ..! .. لا تفهم شئ..
حياتها أصبحت كورقه في مهب ريح عاتيه لاهبه وهي من تحترق
هي من تتلقى السهام وتحاول المقاومه

صوته الذي ختم ما فعل بها أتاها خلف الباب المغلق بشرارات غير
ثابته
" لقد ترتكتك ﻷنني أريد ذلك .. وليس ﻷنك رفضت .. فافهمي هذا
يا نور ولا تتحدينني مرة أخرى ...."
صوته الذي رافقها معظم الليل يحرقها أكثر ..!
همست بصوت خافت يفوح بالغضب
" تبا لك يا فاروق ... أي رجل أنت ..؟؟... كيف تتحول بين لحظه
وأخرى الى شخص آخر لا أعرفه ... ؟؟..."
أغمضت عينيها وكادت تستلقي باستسلام لفكرها المرهق ولكن
صوت الباب جعلها تنهض وهي تتعجب من القادم في هذا الصباح

حينما نظرت من خلف الباب آخر ما توقعته أن ترى والدة فاروق
أمام بابها ... حسنا .. هذا ما كان ينقصها ..!
أخذت نفس لتفتح الباب وقد كانت ترتدي مئزر منزلي وحجابها
مرتخي على رأسها تحسبا ..
" السلام عليكم .."
عيناها في عيني المرأه أمامها .. قلبها ينغزها بقلق رغما عنها

بللت شفتيها بتوتر بالغ لتجيب بهدوء
" وعليكم السلام .. تفضلي .. "
دخلت السيدة فاطمه المنزل بهدوئها وهيأتها المحتشمه اﻷنيقه
لتقول بنبرة هادئة
" أعلم أنني أتيتك فجأه دون موعد .."

قاطعتها نوران باحترام
" لا تقولي هذا سيدتي ... تفضلي ..."
عبست السيدة فاطمه لتقول بحنان فطري وهي تجلس على اﻷريكه
" ناديني خالتي يا ابنتي .."

اتسعت عينا نوران للحظه وهي تحدق في المرأه لتتدارك نفسها
قائلة بلباقه
" ماذا تشربين ... أم أحضر لك الفطور .."
لمحة إعجاب مرت في عيني المرأه وهي تناظر زوجة ابنها
الفتاه لطيفه ... هادئة الملامح بشكل مريح للنفس ..
عيناها تشعان ذكاء أعجبها لتسبل أهدابها مخفيه أفكارها
وتقول بلطف
" قهوة ستفي بالغرض ... "
تمتمت نوران بتوتر
" حسنا ..."
لتتجه للمطبخ بقلب يرجف رغما عنها ... لقد مرت أيام على زواجها
من فاروق ومنذ ذهبت لبيت عائلته ولم يأت أحد منهم
لماذا الآن ...؟؟؟
أغمضت عينيها للحظه تحاول تماسك أعصابها وترتيب أفكارها
لتشرع بعدها في إعداد القهوة للمرأه .. ففي كل اﻷحوال ستعرف
سبب الزيارة بالتأكيد ..
بعد وقت صغير كانت تأخذ القهوة للسيدة التي تجلس بأناقه على اﻷريكه تنظر لكل شئ حولها وفي عينيها نظرة غريبه
لم تكن استهجان أو استنكار بل كانت بما يشبه الحنين لشئ خفي

سلسلة  قلوب  شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن