..[61]..

18.1K 1.8K 698
                                    

{لقائك المتكرر يورط قلبي الذي ما إن يُفكر بنسيانك يتذكر كيف أحبك بجنون يوماً ما}
{قد يكون أبسط الحلول هو أن نرمي بكل شيء و نهرب، لكن هنالك دائماً ثمة شخص في الخلف يشدّنا كي لا نفعل }
{من المؤلم أن يصبح الخيال الذي أهرب إليه في بعض الأحيان موحشاً كما هي الأيام التي تسوّد دون هوادة}
{ستبقى أنت تلك الذكرى التي تجعلني سعيدة بالرغم من ألمها، و تلك الرائحة التي تُجبرني لأعود إلى أماكن و أوقات بكينا فيها إلَّا أنها كانت دافئة لكونك فيها، فتلك التفاصيل الصغيرة أصبحتْ عالقة بي، حيثُ تُسعدني في لحظة،
و تحزنني في لحظة أُخرى}
_____








‎الفصل الواحد و الستون  بعنوان
‎ [  و تستقي شمسنا ندى من الورد أو من وحل الطُرق؟ ]

‎« من وجهة نظر الكاتبة »







تلك الغُرفة التي عُجّت بالعديد من الأشخاص قبل عدة أيام، أصبحتْ خاوية بالرغم من استيقاظه، فَـلم يُدركهم و لم يُدركوه؛ كون شخصيته الأُخرى هي من فعلت. بقي إلياس جالساً على السرير مُحاولاً فهم ما يجري حوله دون فائدة لأنّ الشيء الوحيد الذي تملّك ذهنه منذ تفتح عينيه هي كيندال، و عمَّا إن كان قد حدث لها شيء بعد فقده لوعيه. ولفترة من الوقت لم يطُلّ عليه أحد مُطلقاً كي يستطيع الاستفسار منه، فالألم الذي في رأسه لم يسمح له بالنهوض و الخروج دون انتظار شخص يأتي إليه.

قبض بيديه على الغطاء الأبيض الملتف حول ساقيه و أغمض عينيه متألماً بسبب الصداع الذي اجتاح رأسه و الذي بدأ بالازدياد تدريجياً، و حتى خفّ الألم؛ أرخى نفسه ناظراً حوله؛ واقعةً عينيه على الملاحظة الصغيرة التي كانت مكتوبة بخط يد كيندال الذي تعرف عليه دون أن تُدوّن فيها اسمها.

"هل تذكر ذلك المكان الذي أخذتني إليه بعد هروبنا لأول مرة... يا آرڤن؟". هذه الملاحظة تبنّت قلقاً و ألماً بداخله؛ لذكرها كلمة الهروب بالتحديد دون غيرها من الكلمات، و اسم والده الذي ادعى بأنه هو عندما قابل كيندال لأول مرة.

فَقَدَ عدد المرات التي قرأ فيها ملاحظتها غير مُعيراً اهتمامه لصوت الباب الذي فُتح، حتى اقتربت وقع الأقدام نحو سريره و رفع نظره ليجدها لاتويا برفقة ماريا، و اللتان بدتا عليهما أمارات القلق جليَّة.

أخفى إلياس الملاحظة بتكويرها بين يديه و حدَّق مُتسائلاً عن سبب نظراتهما تلك التي بدت له غير صائبة في وقت كهذه، لِتتحدث ماريا باستغراب عند فهمها لما تحمله عينيه "من الغريب أن تنظر لنا هكذا دون أن تطلب منَّا الخروج أو ادعائك بالنوم على الأقل".

رفع إلياس حاجبيه جاهلاً و مُتعجباً عمَّا تفوهت به ماريا، و زاد ذلك التعجب عندما علَّقتْ لاتويا بِوجهٍ ذابل "لقد تغيرت النظرة التي في عينيك!".

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن