..[53]..

20.4K 1.9K 1.4K
                                    

{ فمهما خُدِعنا و خَدَعنا أنفسنا، يبقى هذا القلب ليسَ بمقدوره الكذب أو النسيان، لأنهُ ما إن يمرُّ وقتٌ طويل و نعود لنلتقي من جديد؛ يُحيي ما ظننا أنَّهُ قد ماتَ منذ زمن بعيد }
{ تدقُّ الساعة مرة لبدء عامٍ جديد بِعكسِ قلبي الذي يدق في كل ثانية مُعلناً أنكِ حبه الوحيد  }
{ كأنِّي قد متُّ قبل الآن. أُحاول أن أتذكر ذلك المصير المشؤوم على الدوام؛ لِيظهر أن البداية لكل موتةٍ أنتِ سببها و كل شرارةِ سبيلٍ إليه أنتِ موقِدَتُها   }
{ قد شاخت مشاعري من أجلك دون ترك أثرٍ على وجهي مُختارةً بدلاً من ذلك ندوباً في ثنايا روحي و جدران قلبي }
_____







الفصل الثالث و الخمسون  بعنوان
[  آن الأوانُ أم فات  ؟ ]



« من وجهة نظر الكاتبة »




" لما تكذبُ عليها؟ " .

التفتَ الاثنين ليجدا رجلاً يقفُ مُكتفاً ليديه حاملاً نظرةً غريبة على محياه، و إلياس همسَ بتساؤل و استغراب عن وجود هذا الشخص لكونه يعرفه ثم ناطقاً باسمه؛ مما جعلَ لاتويا تنقلُ ناظريها بينهما حتى استقرَّت عينيها المتفاجئتين على جون بسبب كلامه الصادم .

" لما لا تُخبرها أن كيندال لم تفعل شيئاً لإيفلين بل هي من أمسكتْ بِيدها و جرحتْ نفسها بِنفسها، واهمةً الجميع أن كيندال الصغيرة هي من قامت بفعل ذلك ؟ " حديثهُ المفاجئ جعل لاتويا غير قادرة على إظهار تعبيرٍ محدد، مما جعلَها تشعر بشيءٍ حاد يُغرز في داخلها ببطء. لم يوقظها منه سوى نهوض إلياس بنظراتٍ غاضبة و مُحذراً إياه " هل تحبُّ إيذاء الآخرين لهذه الدرجة؟ و ما المقصد من كلامك الفارغ هذا؟! بل من أعطاكَ الأحقية في الظهور أمامي بعد الذي فعلته ! ".

" كلامٌ فارغ ؟ يبدو أنكَ لا تُريد لهذه الفتاة أن تُجرح بما أنك كذبتَ عليها، لكن الحقيقة تبقى حقيقة ... بالإضافة إلى هذا لن أجعلَ كيندال تظهر مُجدداً على أنها الشخص المُخطئ، لذا لنتوقف عن إظهارها بتلك الصورة فكلانا يعلم منذ البداية و حتى الآن أنها لم تؤذي أحداً أو فعلت شيئاً خاطئاً، فهي دوماً كانت تتحمل تلك الزلَّات دون أن يكون بإمكانها القول بأنها ليست هي" ردُّ جون لم يكن مُفاجئاً للاتويا بقدر إلياس الذي لم يستوعب ما الذي يهذي به عن دفاعهِ المُفاجئ عن كيندال.

" أنتَ حتماً تعرفُ شيئاً لا يعرفه اثنينا، لكن عمَّا حصل مع والدتي و كيندال ... هل حقاً هي فعلتْ ذلك ؟ أرجوك أخبرني! " تشدقت لاتويا تلك الكلمات بصوتٍ يدل على الهوان الذي اجتاحها مما قاله، لِيومئ لها قبل أن ينظر لِإلياس مُقترحاً عليه " لنذهب إلى مقهى قريب و نتحدث هناك، فالفتاة تُريد أن تعرف الحقيقة. إلى جانب أنني أُريد إخبارك شيئاً، فقد انتظرتُ كثيراً حتى آتي إليك لكني لم أجرؤ حتى الآن؛ كونك لن تسمح لي بعد الذي حدث في المصحّة، إلَّا أنِّي لم أستطع كتمان الأمر أكثر ... لذا إن كنتَ مُهتماً لتعرف شيئاً عن كيندال فاتبعني ".

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن