..[58]..

15.7K 1.7K 725
                                    

{لن تتحق أحلامنا إن انتظرنا أن يُقرع الجرس مُعلناً البداية}
{بالرغم من أنك عدوي الوحيد إلَّا أنِّي لا أتواجد بدونك، فما إن نظرتُ للخلف رأيتُ أن الأمر قد بدأ بك و أُكملَ من أجلك}
{أتسائل أحياناً إن كان بإمكاني الندم على عدم امتلاكك بعد الذي فعلته لك، لأنّي حينها سأبدو فقط كعشبٍ ضار قد نما بجانبك لِيُهلكك}
{و هل إن عُرضت عليكِ حياتك مُجدداً ستقبلين أن تُعيديها بما فيها؟
- سأقبل بذلك و أُعيدها لآلاف المرات بما أنك ستتواجد بها دوماً}
_____





‎الفصل الثامن و الخمسون  بعنوان
‎ [  جانبٌ آخر لِعود ثقاب؟ ]

‎« من وجهة نظر الكاتبة »





قبل بضع ساعات من الحادث. كانت كيندال تجلس على حافّة النافذة -بثايبها التي لم تبدلها منذ أن اختفت عن الأنظار و شعرها الدهني الذي يتدلى فوق كتفيها-، و قد رفعتْ قدميها لتضمهما بالقرب من صدرها مُتكئةً برأسها على الزجاج الذي ابتلَّ من الجانب الآخر بفعل زخَّات المطر التي عزفت لها مقطوعةً حزينةً بارتطامها عليه. بفكرٍ مشوش و عقلٍ شارد، و مع انزلاقات المطر على السطح الألمس؛ لم تُغير موضعها لأكثر من ساعة دون أن تُفكر بأن تضع لُقمة واحدة في فاهها من الطعام الموضوع على المنضدة بالقرب منها و الذي أصبحَ بارداً و تلاشت رائحته الزكية.

لم يكن هنالك سبب يدعها تتزحزح سوى صوت طرقات الباب ثم فتح القفل كي يدخل الشخص و يتجه نحوها بعدة خطوات ثم واقفاً بجانب الطعام الذي لم يُمس.

أدارتْ كيندال رأسها لِتجد ميشيل يبتسم ابتسامته الجانبية الباردة المعتادة، و يسترق بعض النظرات للمنضدة ثم إليها قائلاً " هل تنوين تجويع نفسك حتى الموت؟ على هذا المعدل ستكونين من ألقيتِ نفسك للتهلكة و لسنا نحن".

طأطأتْ كيندال نظرها نحو المنضدة ثم إلى ما وراء النافذة دون أن تُجيبه بِكلمة أو إيماءة، و هذا ما دعى ميشيل يبدأ بتصديق شكوكه، مُقترباً أكثر منها بعدما وضع يديه في جيوب بنطاله و مُخرجاً لتلك الشكوك بِقوله "منذ أن اتصلتِ بي لم أُرد أن أُتعب نفسي بالتفكير. صدقتُ فقط أنكِ استسلمتِ أخيراً لما نريده لكن... منذ مجيئك إلى هنا لم تفعلي ما عليكِ فعله بل بقيتِ تُماطلين حتى هذه اللحظة، حتى أنكِ بالكاد تأكلين و كأنكِ ترغبين بالموت هنا إلَّا إن كنتِ تخططين لأمر لم نلاحظه مُطلقاً".

"لا أثق بما قد تدُسّهُ في الطعام" بطرف عينيها نظرت له و أجابتْ بصوتٍ مُرهق و ضعيف. و لم يكن فقط صوتها الذابل، حتى تعابير وجهها بدى عليهم الأرق و التعب بالفعل.

"لا تقلقي. لن أضع شيئاً فيه لأن هذه الطريقة لن تنفع معك، و أيضاً لأنّي ما زلتُ أحتاجك لهذا لا يمكنني أن أدعكِ ترحلين... لكن ما عليكِ معرفته أنِّي لو علمتُ بما تُخفينه حينها سأجعلكِ تندمين على كل ثانية أضعتها منذ مجيئك إلى هنا" نبرته بقيت ثابتة باردة لكن نظراته الحادة التي تلاقت مع عينا كيندال نغزتْ قلبها و بقيت تُشعرها بالقلق أكثر.

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن