..[25]..

26.2K 2.7K 1K
                                    

{  لما لم نُخبر أنفسنا بِأَنَّا سيئون لِبعضنا ! و بهذا كُنَّا وفرنا عليها هذا العناء الذي تعيشه }
{ تلك الكلمات الخارجة من القلوب ، كفيلة بإشعال الحروب }
{ عودةً لذلك الجمال المفقود ، كان يَكمُن في أعماقنا غير مكشوف }
{ بإمكانك تخيل نفسك تطير ، و أنك تعيش في الماء بلا زفير ، لكن إيّاك تخيل حياتك بلا وجود بَعضنا مُتحابِّين  }
_____



الفصل الخامس و العشرون بعنوان
[ عودة ]


[  دون أن أفكر بالعواقب قمتُ بِتمزيق الرسالة لِأشلاء ، رميتها في سلّة المهملات و بقوة ، الغضب احتلّ تعابير وجهي و قبضة يدي ، فَـ ما هو مفهوم الطبيب في نظرهم ؟

لم أكن أعلم حتى هذه اللحظة أن هنالك من يحاول تشويه صورة الطبيب و جعله يرضخ لما يُريدون ، و رداً على رسالتهم تلك ؛ مزقتها لِأُعلمهم أَنِّي سأُكمل ما بدأته ، فَـ ليس هنالك ما أخشاه ، بل لأنّي لا أملكُ شيئاً  لِـأخسره .

أخذتُ نفساً عميقاً قبل أن أقوم بتوضيب مكتبي و أخلع معطفي مستعدةً للعودة للمنزل ، و قبل أن أفعل مَررتُ على ماريا في مكتبها ، دلفتُ إليه و وجدتها مشغولة ببعض الأوراق ، لِأتذكر أَنِّي لم أنهي تقريري .

جلستُ على المقعد المُقابل للمكتب و نظرتُ في الفراغ قبل أن أنطق " إذا عُرض عَلَيْكِ مبلغ قدره سبعُ مائة ألف دولار هل ستقبلينه مقابل شَيْءٍ ما ؟ " توقفت ماريا عمّا تفعله و نظرت لي بعيون متفاجئة ، اقتربت من وجهي و سألت بِنبرة متعجبة " هل هنالك من عرض عَلَيْكِ هذا المبلغ ؟ " .

" بالطبع لا ! لكنّي أردتُّ معرفة إجابتك لا أكثر " أجبتُ محاولةً إخفاء لَعثمتي ، حَاجِبا ماريا اقتطبا و هذا جعلني غير مرتاحة ، لذا نهضتُّ و اتجهتُ للباب قائلةً بنبرتي المعتادة " يجب أن أذهب لأنّي احتاج شراء بعض الحاجيات ، أراكِ غداً " .

أمسكتُ بِمقبض الباب و سحبته ناحيتي ، و قد توقفتُ عندما تحدثتْ ماريا بِنبرة غريبة " أتمنى ألّا تكونِ قد تورطتي في شَيْءٍ آخر " و الكلمتين ' شيء آخر ' جعلتني أستدير لها بِحاجبين معقودين لِأستنكر جملتها " شيءٌ آخر ؟! " .

" لا تهتمي خرجت خطئاً ، ما أعنيه اهتمي بِنفسك و أراكِ غداً كيندال " توترها كان ملحوظاً بِشكلٍ غريب ، و لم تنظر لي بل أكملت ما كانت تفعله ، و هذا جعلني أقلق لِسببٍ ما ، فهل ماريا تعرفُ شيئاً ؟

هززتُّ رأسي فَـعلى ما يبدو أنّ الدراما التي أقحمني بها دانييل سَبَّبَتْ لي تخيلات كثيرة ، ألقيتُ نظرة أخيرة عليها قبل أن أخرج من مكتبها و أُغلق الباب خلفي .

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن