..[56]..

14.7K 1.8K 735
                                    

{ الحب الغير متبادل ليس الأصعب، بل هو ذاك الحب الذي تبرعم بين الاثنين و انكتب لَهُ ألّا يُزهر أبداً }
{ ما زلتُ أعطي فرصاً بالرغمِ من الألم الذي تلقَّيته، متوهمةً أنِّي سأسْلَم من قدري المحتوم أو من أيِّ أذيّةٍ أُخرى }
{ أحياناً نسير في طريقٍ يجب علينا أن نخفي فيه مشاعرنا و كأننا لم نكترث يوماً لهم أو حتى بأننا أحببناهم بجنونٍ دوماً، مُدّعين القوة التي لا طائلة منها سوى أنها دمرتنا }
{ أُريدك ضمن خياراتي، لكن كيف لي ذلك إن كنت الكابوس الوحيد في أحلامي ؟ }
_____






‎الفصل السادس و الخمسون  بعنوان
‎ [  قوقعة مفتوحة؟  ]

‎« من وجهة نظر الكاتبة »





"تشرفتُ بلقائك يا إلياس... يا ابن آرڤن يُودُر".

هذه الجملة التي لم يعيها إلياس جعلته يُقلب أفكاره الممكنة عن سبب مجيئه منذ البداية و رغبة والد كيندال المفاجئة في رؤيته، مما نسي أن يد لُوكاس قد امتدت حتى يُصافحها كونه ركَّز في عينيه فقط و كأنه على وشك التهامهما.

"و إن كنت ابن آرڤن ذاك، ما شأن هذا بطلبك في مجيئي و وقوفك أمامي؟" تساؤل إلياس نمَّ عن عدم صبره أو تحمله للبقاء أكثر و خاصة أن موضوع والده قد ظهر أنه محور هذه المحادثة.

تبسَّم لُوكاس بعد إسداله ليده على جنبه ثم طالباً منه أن يجلس كون هذه المسامرة ستطول في إيضاح كل شيء له، و إلياس فعل ما طُلبَ منه بضيق و بِوجهٍ بارد كونه لا يريد أن ينخرط في محادثة تتعلق بآرڤن مُطلقاً.

جلست أَلِسْ بعيدة عنهم مُكتفة يديها كون لا نية لها في التدخل بأي نقطة في حديثهما، أما جون فقد جلس بجانب صديق طفولته قبل أن يشرح لُوكاس السبب في جلبه إلى هنا

" لا تقلق. لن أدعك غير مرتاح لفترة طويلة فلا نية لي في إلقاء المقدمات و الأعذار التي ماتت منذ زمن. فقد بحثتُ كثيراً عنك و عن والدتك كي أستطيع على الأقل الاعتذار، إلَّا أنكما اختفيتما كالسراب تماماً. لكن الأهم أنك هنا حيثُ أستطيع و أخيراً أن أُعيد الأمانة التي أثقلتني طوال هذه السنين ".

همس إلياس بين شفتيه بتساؤل عن كونه لم يفهم بالضبط مقصده من بحثه عنه و عن والدته أو حتى عن الأمانة التي تحمّلها إلى الآن، بل سيلٌ من التساؤلات المقلقة قد انسكبت في أوردته، فقد أحسَّ أن بعد معرفته بالأمر سيُصبِح من الصعب حتى الخطو خارج هذا المكان.

أخذ لُوكاس نفساً عميقاً قبل أن يُسهب في حديثه عن تلك الأمانة و الماضي، قائلاً " كل شيء أملكه الآن من ثروة لم تكن لي يوماً، فقط احتفظتُ بما أُعطيَ لي و قمتُ بتنميته ليصبح على ما هو عليه الآن، لكن حتى بعد هذه السنين لن أصبح المالك لهذا كان متحتماً علي إيجادكما حتى أرد ما ائتمنني عليه آرڤن منذ وقت طويل ".

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن