لعنة الغجرية - الكاتبتين فاطمه الصباحى و أيمان ابو الغيط

سحر يذيب الثلوج

استيقظت كلارا لتجد ماريا تجلس بجوار سريرها:

- ماذا تفعلين هنا يا ماريا؟

- لقد إضطر السيد إجناسيو أن يذهب إلى الشركة فقال لي أن ألازمك.

- تلازمينني؟ لماذا؟

ابتسمت ماريا:

- لكي اتاكد أنكِ بخير... بعد ما حدث في حوض السباحة كان شديد القلق عليكِ... لقد ظل بجوارك حتى عندما كنتِ نائمة و أكد علي أن أظل مكانه حتى يعود.

اتسعت ابتسامتها بعد ان انتهت فقالت كلارا:

- امسحي عنك هذه الابتسامه أيتها الشقية... ما تفكرين به غير صحيح.

ادعت ماريا البراءة:

- و ما الذي أفكر به؟ أن السيد إجناسيو مهتم بكِ... و ان قلقه عليكِ شديد لدرجة أدهشت الكل... و أن... قاطعتها كلارا:

- توقفي يا ماريا... كل ما في الأمر أنه يشعر بالذنب لأنه كان السبب في ما حدث لي.

- حسناً... إذا كان هذا ما تريدين أن تفكري به... لكننا نعلم السبب، سوف أتركك الآن لأجلب لكي عشاءك.

بالرغم من أن كلارا لا ترغب في الأكل إلا انها تركت ماريا تذهب لتحضر الطعام لأنها كان بحاجة إلى أن تختلي بنفسها و تفكر فيما قالته ماريا... كانت تخاف أن تصدق أن إجناسيو يملك ذلك الجانب الحساس، كانت تتمنى أن يكون كل ما يشعر به إجناسيو نحوها هي رغبة جسدية لتحتقره، لكي لا تتعلق به... إنها لا تحتاج أن يتعلق بها كما أنها لا تستطيع أن تتحمل وطاة هذه التعلق من طرفها أو من طرفه، يجب ان يظلا غريبان عن بعضهما جسدياً و عاطفياً... إن أيامها تعتبر معدودة في هذه الدنيا، ليس عدلاً أن تبدأ في حب أحد أو أن تجعل أحد يحبها.

دخل إجناسيو غرفته ليجد زوجته تجلس في السرير مقضبة الجبين و قد بدت له تفكر في أمور تحزنها، لم تشعر بوجوده حتى وضع يده على كتفها فانتفضت:

- هااااي... ما بك؟ أنا آسف إن أفزعتك.

أجفلت:

- لا... كل ما في الأمر أنني كنت سارحة بأفكاري.

- أفكار غير سارة؟

نظرت له بتساؤل فقال و هو يمرر أصابعه على جبينه و بين حاجبيها:

- إنها هذه الملامح الجادة... إنها المرة الأولى التي أرى فيها بين عينيك مجعداً بهذا الشكل.

كان يتكلم هامساً بطريقة محببة للنفس... كأنه يتحدث مع طفلة، ابتسمت رغماً عنها، فلمعت الفرحة في عينيه الرماديتين و قال:

- مرحى لك يا فتاة.

ابتعد ليجلس على طرف السرير:

- سوف أنزل لأتناول العشاء معهم ...لقد طلبت من ماريا ان تحضر لك عشاءك هنا.