حمراء الشعر

24.7K 458 9
                                    

أخذ مكتب الاستعلامات في المطار يعلن عن موعد إقلاع الطائرة المتجهة إلى أسبانيا ... و على كل المسافرين الاتجاه إلى البوابه رقم 3 .. مما لفت انتباه كلارا لترفع نظرها من كتابها قبل أن تغلقه و تنحني لتضعه فى حقيبتها التى كانت بجوار كرسيها ، لاحظت نظرات الرجل الذى يجلس أمامها إليها ... كان ينظر لها بطريقة أثارت اشمئزازها ، كان لا يزال ينظر إلى ساقيها و ما أن رفع نظره إلى الأعلى حتى تعلقت عينيه بعينيها ... فابتسم لها قائلا :

- سامحيني لم أستطع التحكم فى نفسي ... ليس كل يوم أصادف فيه إمرأة جذابة ... اسمحي لي أن ........ لكنه توقف عن الكلام عندما رآى نظرة الغضب تشع من عينيها الزرقاوتين فأسرع بمغادرة المكان ، ابتسمت كلارا قائلة :

- يا لك من رجل جبان ....

ارتدت نظارتها و نهضت متوجهة إلى البوابة التى سوف تقلع منها طائرتها .... توجهت كل أنظار الرجال إلى المرأة الجميلة ذات الشعر الأحمر والقوام الرشيق التى كانت تتحرك بكل ثقة ، ما أن وصلت إلى البوابة حتى أعطت تذكرتها الى المضيف الذى أخذ ينظر إليها بذهول فنزعت نظارتها بعنف قائلة :

- هل انتهيت ؟؟؟

فأرتبك المضيف قائلاً :

- ماذا !!!!

تنهدت كلارا بنفاذ صبر قائلة :

- هل انتهيت من النظر لي ؟

- أنا ..... سيدتى .... أنا...

وضعت يدها على فمه قائله :

- صه..... إذا انتهيت هل لي أن أصعد الآن ؟

- بالتأكيد ياسيدتى .... تفضلي.

جذبت منه التذكرة بغضب و اتجهت إلى الممر، عندما وصلت إلى الطائرة رحبت بها المضيفه سألتها :

- ما هو رقمك يا آنستى ؟

ابتسمت كلارا لها :

D12- .

فأرشدتها المضيفه إلى مكانها ...ثم انحنت باحترام :

- إذا احتجتِ أي شئ آخر يمكنك أن تضغطي على هذا الزر فقط .

- شكرا لكِ.

استرخت كلارا فى كرسيها و أخذت تفكر... خمس سنوات ... خمس سنوات تلك هي المدة التي لم ترى فيها أختها الصغيرة ألكسندرا و كان لقاءهم الأخير سىء للغاية ، ضربت بيدها على كرسيها قائلةً بغضب:

- لماذا ياجدى ؟ لماذا أعطيتني هذه المهمة؟ أنا من دون كل أفراد العائلة ... كيف يمكنني إيقاف الزفاف ؟ هل أخطف العروس؟ ... هذا هو الحل الوحيد لأنها تعرف تماماً أن أختها لن تستمع إليها بعد الآن ... يا إلهي ما يجب أن أفعل الآن ؟

لعنة الغجرية -  الكاتبتين  فاطمه الصباحى و أيمان ابو الغيطWhere stories live. Discover now