الملاك الحارس

8.5K 316 3
                                    

لم تعلم كلارا كم من الوقت ظلت في المغطس... نهضت و نظرت إلى الساعة التي كانت تشير إلى الثانية ظهراً ، بعد أن خرجت كلارا من الحمام شعرت أنها تشتم رائحة عطر إجناسيو فالتفتت في الغرفة لم تجده ...تساءلت هل كان هنا؟ أم تراها بدأت تتوهم؟ هزت رأسها نافضة عنها تلك الفكره و قررت أن تنزل لتتحدث مع ماريا لتقتل الوقت فكل من في المنزل يأخذون قيلولة في هذا الوقت، و أليخاندرو الذي كانت تقضي الوقت في مبارزته ذهب في رحلة ليوم امتدت لإسبوع ، عندما وصلت إلى المطبخ كانت إيزابيلا (عمة ماريا) تحضر الفطور فابتسمت لها:

- صباح الخير إيزابيلا هل ماريا هنا؟

- نعم سنيورا... إنها في الحديقة تقطف بعض الزهور...هل أستدعيها لكِ سيدتي؟

- لا يا عزيزتي سوف أذهب إليها.

ذهبت كلارا إلى الحديقة و أخذت تبحث عن ماريا رأتها تقطف الزهور و قد بدت سعيدة...لم تلاحظ كلارا و هي تقترب منها مبتسمه ،عندما التفتت ماريا رأت كلارا حول عنقها قلادة خشبية علي شكل ملاك ، تساءلت كلارا بدهشة "من أين جاءت ماريا بتلك القلادة؟"

شاهدت ماريا الصدمة على وجه كلارا و عندما لاحظت أنها تنظر إلى القلاده حاولت أن تخفيها بسرعة ، إلا أن كلارا أوقفتها:

- ماريا...من أين لكِ بهذه القلاده؟

صمتت ماريا و قد بدت الرهبه على وجهها فقالت كلارا و في صوتها بعض المرح:

- رادولف أليس كذلك؟

احمر وجه ماريا:

- فى الحقيقه يا كلارا....

قاطعتها كلارا :

- هل تعرفين معنى أن يعطيكي رادولف هذه القلاده ؟ هل قال لكِ أنه ....

قاطعتها ماريا بغضب :

- غجري؟ نعم أعلم و ليس عندى أي مشكلة فى ذلك فرادولف شاب مهذب و يعجبنى أيضا و ........

ثم صمتت قليلا و أكملت :

- و لكنني لا أعرف ماذا تعني هذه القلاده...عندما أعطاها لي بدا لي أنها شئ مهم بالنسبة له.

ابتسمت كلارا لدفاع ماريا الذي جاء تلقائياً عن أصل رادولف الغجري... هل تراك وجدت فتاة أحلامك يا ابن العمة؟،جلست بجوار ماريا:

- حسنا دعيني أخبرك قصة هذه القلاده...منذ زمن بعيد في قبيلتنا كان هناك شاب يحب فتاة لكنه لم يكن يملك المال الكافي لكي يتقدم بطلبها من والدها و هى كانت ترفض أي شاب يتقدم لأهلها من أجله ثم بدأ القوم يقولون أنها ليست عذراء وبالطبع هذا شئ يعاقب عليه في قبيلتنا لذلك عندما سمع والدها بلك الأقاويل التي تمس شرفه أقسم أن أول شاب يتقدم لها سوف يوافق على زواجه من ابنته ، فتقدم لها الشاب الذي يحبها لكن والدها رفضه وأهانه لأنه فقير و قرر أن يزوج ابنته من شاب أخر و تحدد يوم الزفاف بعد فتره ، فذهبت الفتاه تبحث عن حبيبها فوجدت رسالة منه يقول فيها أنه راحل و إذا كانت تحبه حقاً يجب أن ترتدي القلاده التي مع رسالته و لا تخلعها أبداً حتى يعود كانت القلاده مصنوعة من الخشب على شكل الملاك ...كتب لها أنه صنعها بيديه كدليل على حبه و كانت على شكل ملاك لتحميها حتى يعود لها ، وقبل يوم الزفاف بساعة واحدة ظهر حبيبها مرة أخري و قال لوالدها: " إنك لا تستطيع أن تزوج ابنتك لشخص اّخر لسببين ،الأول أنها لي أنا و الدليل على ذلك أنها مازالت ترتدي قلادتي ، و الثانى أنني الآن أملك من المال ما يفوق ما يملكه أي أحد في القبيلة... يكفي لأن أستبدل تلك القلادة الخشبية بأخرى أقدم من الماس" و بذلك تزوج الشاب من الفتاة و ظلت تلك القلادة الماسية في رقبتها كدليل على أنها ملك له هو فقط و كحامية لها من أي شر ، لذلك سميت "الملاك الحارس"

لعنة الغجرية -  الكاتبتين  فاطمه الصباحى و أيمان ابو الغيطWhere stories live. Discover now