21

319 2 0
                                    


حنين لمن طلعت عيونها كانت زي كاسات الدم . نزلت تحت و قعدت مع البنات كانو بتونسو و هي كانت ساكتة و ما معاهم . مياده حاولت تدخلها في الونسة بس بدون فايدة . منى لمن شافت عيونها جات و قالت ليها : نونة انتي تعبانة امشي البيت و ارتاحي . حنين سمعت كلام امها و طلعت طوالي على الباب و مشت بيتهم . حنين طلعت فوق بيتهم كان فاضي و طلعت قعدت في ركن الغرفة في الارض في المكان الاتعودت تقعد فيه على باب بلكونتها و بقت بتعاين لبيت ناس حسام و دموعها كانو بنزلو ورا بعض . جا كمال الصغير ولد محمد عمرو 3 سنين هو متعود على حنين لدرجة و متعلق بيها و حنين ابتسامتها ما بتظهر الا قادمو و بتحب تقعد معاه و بتحبو لدرجة اولا لأنو ولد اخوها الوحيد و تانيا لأنو سموه على اسم ابوها العمرها ما نستو . لمن فتح باب الغرفة حنين شاورت ليه بايدها عشان يجيها و جا قعد في رجولها و بقى بلعب بالسلسة الفي رقبتها كانت سلسلة فضة فيها حروف اسم حسام نازلة تحت بعض بالانجليزي لمن نام زي ما اتعود ينوم دايما في حضن حنين .
منى غلبتها القعدة بعد حنين مشت و بعد نص ساعة جات بوراها و معاها تقوى و ميساء و محمد كان معزوم فطور مع منتصر صحبو و لمن جا راجع كان منى و ميساء يادوبهم دخلو البيت . طلع يشوف حنين لمن منى قالت ليه رجعت قبلهم . طلع لقاها قاعدة على الحيطة في ركن الغرفة و نامت و اثار دموعها مالية خدودها و كمال ولدو بين ايدينها نايم برضو . منى جات وراه تشوف حنين و لمن شافتها منى بخلعة : مالااا ؟؟
محمد شاور ليها بصباعو انو تسكت . ففهمت انها نايمة . محمد شال منها كمال و اداه لمنى و شال حنين و ختاها في السرير و غطاها و نزلو تحت . منى رقدت كمال في الغرفة التحت و غطتو و جات قعدت مع تقوى و ميساء في الصالة
ميساء : حنين وينها كان تخلوها تجي تقعد معانا شوية
منى بحزن : يعني هي قعادها معانا بتكون فيه زي الما معانا
محمد : نامت
تقوى : كويس طيب ترتاح
منى دموعها نزلت : بتي خلاص تاني ما حاترجع لي زي اول حنين فقدت ضحكتا
ميساء : يا ماما خلي املك في ربنا كبير حنين ان شاء الله بترجع زي اول
منى و هي بتبكي : متين لكن حسام بعد كم شهر حايتم سنتين
محمد : الله كريم
اليوم التاني حنين مشت الجامعة و حضرت محاضراتها . و بعد خلصت طوالي مشت على البوابة عشان ترجع البيت و ما مشت لصحباتها. سمعت صوت واحد بوقفها و بقول ليها : حنين . وقفت و اتلفتت و لقتو يوسف
_ حنين كيفك
_ الحمد لله
_ ان شاء الله الكتب نفعتك
_ ايوا شكرا
_ العفو ما تشكوريني قلتا ليكي لو انا حسي دكتور ناجح فالفضل ليكي انتي في الحاجة دي انتي الفوقتيني من الضياع الكنتا فيه
_ لازم امشي اتأخرتا
_ حنين بس اذا احتجتي اي حاجة وريني و اعتبريني اخوكي و يا ريت تنسي الحصل زمان
_ لو ما نسيتو ما كان شلتا منك الكتب . لازم امشي
_ طيب ابقي اظهري
حنين مشت طوالي . و رجعت البيت و مشت غرفتها و قعدت تقرا
و بعد شهرين . حنين صحت الصباح و بدت تجهز لجامعتها لبست اسكيرت اسود و قميص اسود ساده و طرحة سودا و جزمة سودا . محمد و ميساء كانو قاعدين معاهم لأنو ميساء ولادتها التانية قربت و قررت تولد في بيتها و منى قالت ليها شهر الولادة يكونو قاعدين معاهم عشان ما تطر تطبخ و لا تتعب نفسها باشغال البيت و منها ياخدو بالهم منها و يمسكو ليها كمال . حنين نزلت لقتهم كلهم قاعدين مع بعض و تقوى ما كان عندها جامعة . و مشت طوالي على الباب
محمد : حنين تعالي اشربي ليكي حاجة و امشي
حنين و هي خاتة ايدها في الباب : اتأخرتا
منى : الليلة حاترجعي متين ؟
حنين : حارجع ابدر . سكتت و شالت نفس و بلعت ريقها : الليلة السنوية
كلهم سكتو . حنين فتحت الباب و طلعت . و في الجامعة حضرت محاضرة كانت مهمة و كان تاني في محاضرة بس قالت لصحباتها انها ما حاتقدر تحضرها . طلعت من الجامعة و مشت ملجأ الايتام شالت هدايا و تبرعات و قدمتها باسم حسام . و كيس في شوكلاتات و حلويات و مشت قعدت مع الاطفال و ادت كل واحد هدية في ايدو و قسمت عليهم الحلويات . و بعداك طلعت من الملجأ و مشت على المقابر . وقفت قدام مقبرة ابوها و حاولت تمسك دموعها و شالت ليه الفاتحة و طلعت و مشت باب المقابر العلى الجهة المعاكسة و دخلت و وقفت قدام قبر تاني و هنا ما قدرت تمسك دموعها حتى لمن رفعت ايدينها و بدت تقرا الفاتحة ما قدرت تمسك دموعها و بقت بتعاين للقبر و بدت تتكلم شوية تتوجع و تتحسر و شوية بتصبر في روحها : مافي حاجة صبرتني على موت ابوي و عيشتني بعدو غيرك بس مافي سبب اعيش عشانو بس انا وعدتك انت و بابا اني حابقى احسن دكتورة و انا حاوفي بالوعد ده و ان شاء الله ربنا حايجمعني بيكم في حياة تانية ده الامل العايشة بيو . اني اجيك . عارف يا حسام انا فكرتا في الانتحار كذا مرة بس خوفتا اخسر اخرتي و كده ربنا ما حايجمعني بيك في الجنة . سكتت و بقت بتبكي بحرقة و كملت بصوت مبحوح من البكا : الليلة انت تميت سنتين عدو علي كأنهم 200 سنة . حياتي وقفت من يوم انت مشيت . طيب مش وعدتني انك ما حاتسيبني ؟ ليه مشيت . ليه سبتني ؟ سبتني بعدك لشنو و انت عارف انو ما لي حياة بعدك غير موتي و انا عايشة . سبتني عايشة ميتة . حنين سكتت و بكت بحرقة و مسحت دموعها و حاولت تبتسم : بس ان شاء الله انا حابقى احسن دكتورة زي ما انت عاوز و اساعد الناس و بدعي في كل صلاة ربنا يغفر ليك و يسكنك فسيح جناتو . نحنا حانتلاقى من تاني . نحنا ما افترقنا انت عايش جواي و معاي حبك جواي هو المعيشني و بعيش بيه . و نزلت دموعها و تاني غمض عيونها و بكت بحرقة . حست بايد بتربت على كتفها و لمن اتلفتت لقتو شيخ كبير امام الجامع الجمب المقابر . عاين ليها و قال ليها : يا بتي البتعمليو ده حرام عليكي و بتعزبيو هو . انتي ليكي سنتين كل شهر بتجي و تقعدي القعدة دي ما عارفة انو البكا عند زيارة المقابر حرام ؟
حنين و هي بتمسح دموعها : ما بايدي و الله ما بايدي . و دموعها نزلو من تاني
_ معليش يا بتي ربك كريم ادعي ليه بالرحمة و المغفرة . و انتي قاعدة تعملي ليه اعمال خير كتيرة في رمضان و في الاعياد ده غير السبيل العملتو انتي و اخوكي باسمو ما تخلي ده يروح ساي خليكي قوية و صبري نفسك
_ ان شاء الله . قاطع كلامهم صوت محمد اخو حنين جا من وراها و مسكها و قال ليها بلهفة : عرفتا اني حالقاكي هنا خصوصا انو الليلة السنوية . حنين قلقتينا عليكي و صحباتك قالو طلعتي من بدري و ما بتردي على تلفونك
حنين و هي بتمسح في دموعها : سوري كان صامت
محمد : شيخ سليمان كيفك
شيخ سليمان : الحمد لله في نعمة و الحمد لله
محمد مسك حنين : يلا امي قلقت شديد
حنين مشت و ركبت مع محمد العربية و طول السكة كانت بتعاين في الشباك و دموعها ما وقفو . و لمن وصلت منى مشت عليها و قالت ليها : حنين يا بتي ما توجعي قلبي انا الف مرة قلتا ليكي ردي علي و ما تقلقي بي كده
حنين سكتت و ما قالت كلمة و لمن امها خلصت كلامها طلعت غرفتها . اخدت دوش و غيرت هدومها و لبست عباية سودا و طرحة سودا و مشت بيت ناس سامية كانو عاملين ختمة قران . شايلة مصحف في ايدها و ما اتكلمت مع زول و شالت مصحفها و قعدت في كرسي في اخر الصالة على زاوية و فتحت المصف الفي ايدها و بدت تقرا و حاولت تمسك دموعها بس نزلو غصب عنها و كل ما دموعها تنزل بتمسحهم بايدها و تاني بنزلو . و بعد خلصو الختمة جات مياده و وقعدت جمب حنين و مسكت ايد حنين و قالت ليها بحزن : حنين حسام الله يرحمو تما سنتين طلعي الاسود الانتي لابساو ده و ارجعي لحياتك القديمة . يا حنين الحياة الانتي عايشاها دي ما حياة و حسام لو كان عايش ما كان حايرضاها ليكي و لو ما عشانك ياخي عشان امك و الله قلبها وجعها عليكي .كلنا موجعين لسه و ما نسيناو و لا حاننساو بس الحياة لازم تستمر و الحياة ما بتقيف عند زول مشا منها و بكرا مصيرك تتزوجي و تبني حياتك مع واحد تاني . و قبل ما تكمل كلامها حنين نتلت ايدها من مياده و قامت من جمبها . و طلعت و مشت بيتهم و قفلت نفسها في غرفتها فتحت دولابها و فتحت درج فيه كان مقفول بالمفتاح طلعت منه تلفونها القديم و علاقة بتاعت مفاتيح فيها مفتاح عربية حسام و مفاتيح غرفتو و في العلاقة دلاية مدورة ببرا فيها حرف 44 و لمن تتفتح فيها صورة حنين . شالت التلفون و العلاقة و مشت قعدت في زاوية الغرفة في الارض على باب البلكونة و مسكت تلفونها و فتحتو و فتحت الرسايل و فتحت اخر رسالة مرسلها ليها حسام و بدت تتزكر الحصل في اخر يوم تشوف فيه حسام .
و قبل سنتين . كان حنين و حسام ليهم سنتين مخطوبين كان كل شي ماشي حلو و كويس و حسام كان بقنع في حنين انو نهاية السنة يتزوجو و بعداك تكمل دراستها و حنين شبه بدت تقتنع . و في يوم حنين كانت مع حسام كان جاها و ساقها من الجامعة و مشو اتغدو مع بعض و بعد خلصو مشو مكانهم الفي الكورنيش و قعدو يتناقشو في موضوع العرس
_ اها فكرتي في القلتو ليكي ؟
_ فكرتا بس ما عارفة
_ فكري على راحتك انا ما عاوزك تاخدي اي قرار و بعدين تندمي عليه
_ حبيبي و الله انا كمان حابة نكون مع بعض باسرع وقت لكن السنين الاخيرة دي حاتكون صعبة و مع العرس حاتصعب علي اكتر
_ طيب . انا اهم شي عندي مستقبلك و قرايتك و حلمك بقى حلمي و بهمني جدا انك تبقي احسن دكتورة في الدنيا زي ما كان عاوز ابوكي الله يرحمو
_ ان شاء الله . حنين عاينت لحسام و بقت بتفكر في انو عمل كتير عشانها و صابر عليها ففكرت في انو هي كمان لازم تتعب و تضحي شوية عشانو : حسام
اتلفت عليها : عيوني
_ انا ما عندي مشكلة يكون العرس في اي وقت تحددو
حسام مسك ايدها و ابتسم : و انا ما عندي مشكلة يكون العرس بعد تخلصي صدقيني انا ما عاوز اي شي يعرقل عليكي و على قرايتك
_ لا بحاول انظم وقتي كويس و كل شي بترتب
حسام عاين ليها و هو ماسك ايدها : فكري اكتر . حنين ما عاوزك تتخلي عن حلمك و لا تتنازلي عنو لاي سبب و لا حتى عشاني مهما كانت الظروف انتي لازم تتفوقي و تبقي احسن دكتورة
حنين بابتسامة : حاضر
_ اوعديني يا حنين
_ بوعدك
حسام باستهبال : اها يلا قولتي لي العرس متين ؟
_ هههههههه ما عارفاك مستعجل ليه كده كل العرسو ندمو
حسام عاين ليها و بابتسامة : عاوزك تكوني جمبي على طول و نكون في بيت واحد . عارف انك حاتعملي لي وجع راس
حنين قاطعتو : بالله ! طيب خلاص ارحم نفسك من وجع الراس ده اقلاها كم سنة و مافي داعي للاستعجال
حسام بابتسامة : استعجال ؟ انا صابر 4 سنين و تقولي لي استعجال . و الله حايكون احلى وجع راس بس انتي تكوني معاي
حنين ابتسمت و سكتت و خددودها احمرو
_ اااخ من الخدود دي
حنين بخجل : حسااام
حسام بابتسامة : حياة حسام
_ يلا نرجع البيت اتأخرنا
في الايام ديك كان هي و معاها بتين من زميلاتها في دكتور في الجامعة كلفهم بمشروع لازم يعملوه و الايام ديك كانو بقعدو لوقت متأخر في الجامعة و كان حسام كل يوم بجي يرجعها البيت لمن تخلص . و في اليوم داك حنين كانت قاعدة في اللاب و معاها اتنين زميلاتها . حسام اتصل عليها
_ الو
_ حبيبتي خلصتي ؟
_ يعني شوية كده و حاخلص
_ يعني اجيكي بعد كم ؟
_ نص ساعة كده
_ طيب انا بتحرك حسي و بستناكي تحت في العربية لمن اصل
_ اوكي
حنين بعد قفلت من حسام كان اسراء و هبه زميلاتها المعاها خلاص ماشين لأنهم خلصو العليهم و جاهم الترحيل المتفقين معاه يسوقهم كل يوم .
اسراء : حنين نحنا بتاع الامجاد جانا ارح نوصلك معانا
حنين : لا انا خطيبي جايني و لسه ما خلصتا بس قربتا
هبه : لو ما اخوي مسافر الليلة و لازم امشي الحقو كان قعدنا معاكي لمن تخلصي
حنين : تسلمي حبيبة . بس ما تخافي ما بخاف
اسراء : اصلا مافي شي بخوف السكيورتي قاعدين تحت في البوابتين بس عشان ما تقعدي براكي
حنين : قربتا اخلص خلاص و حسام كلها دقايق و بكون جا
هبه : طيب يلا لبكرا
بعد اسراء و هبه طلعو بشوية . حنين كانت ماسكة اوراق في ايدها و مشغولة بيهم . فكت الاوراق لمن ايد عصمت عيونها من ورا
حنين بابتسامة : كيف قدرتا تدخل ؟
_ مافي شي صعب علي
حنين اتخلعت لمن سمعت الصوت صوت واحد غير حسام و حاولت تفك ايده من عيونها . بس في واحد تاني جا و مسك ايدينها و الاول جرا طرحتها و عصم ليها عيونها و مسك ايدنها الاتنين و ربطهم بحبل كان معاه . عاين للمعاه و قال ليه : امشي اقيف لي برا و اتأكد انو مافي زول جاي
حنين تلفونها كان بدق و ما قدرت ترد عليه لأنو ايدينها كانت مربوطة . و اول ما قرب عليها صرخت بس ختا ايدو في فمها و سكتها . حسام كان ليه 10 دقايق و قلق لمن دق لحنين كتير و ما ردت كان واقف جمب البوابة الغربية محل كل مرة بستناها . نزل و مشا على البوابة بس لقى الحارس مافي و مشى برجولو البوابة الشرقية و كلم الحارس اللقاه قاعد هناك و دخل معاه عشان يشوفوها . البوابة التانية كانت بعيدة شوية من المكان الفيه حنين و واحد من الاتنين شاف حسام و الحارس من فوق و هم جايين على اللاب . و جرا ينبه التاني الكان مع حنين . اول ما قرب من حنين جا التاني المعاه و قال ليه : اطلع بسرعة في اتنين جايين على هنا حانتمسك . طوالي فكا حنين و جرا . حسام اول ما دخل لقى حنين واقعة في الارض و عيونها معصومة و ايدينها مربوطة . فكا عيونها و حنين كانت بتبكي و اترمت في حضن حسام . حسام رفع راسها و عاين ليها : انتي كويسة ؟
حنين هزت راسها بايوا
حسام و هو بفك ليها في ايدينها : ده منو العمل كده يا حنين
حنين و هي بتبكي : ما شوفتو
حسام بعصبية : ضربك ؟ عمل ليكي شي ؟
حنين : لا انا ما فيني شي . ما عمل لي شي
حسام سمع صوت اصوات تحت و مشا عاين بالشباك لقى اتنين طالعين طوالي طلع من اللاب و جرا . حنين قامت و صرخت ليه : حسااام . لا تعال يا حسام خليهم . حسام مشا و راهم و نزل تحت و شافهم بربكبو في عربية . دور عربيتو مشا وراهم . حنين جا الحارس و ساعدها تفك ايدينها و مسكت تلفونها و بقت بتتصل على حسام ما رد عليها في الاول و بعد مسافة رد عليها : حسام ارجع الله يخليك خليهم
_ اضربي لمحمد و خليه يجيكي و انا بضرب لمازن بخليه يبلغ الشرطة و يلحقني ما تخافي انا ماشي وراهم
_ حسام الله يخليك خليهم ما اذوني بشي . شيل رقم العربية و حانبلغ الشرطة حسام ارجع خليهم
_ ما حاديهم فرصة انهم يهربو يا حنين . و قفل الخط
حنين بقت بتبكي و اتصلت على محمد و هي بتبكي : محمد الحق حسام
محمد كان راقد و لمن سمع صوت حنين بتبكي وقف و بخلعة : في شنو حسام مالو
_ انا في الجامعة في اتنين ما بعرفهم جو و واحد حاول يتهجم علي و حسام حسي مشا وراهم
_ حنين انتي وين
_ انا في الجامعة . محمد الحق حسام
_ حنين ما تخافي انا حسي جاي عليكي
محمد طلع بسرعة و ركب عربيتو و مشا على الجامعة لحنين . حنين كانت طول الوقت بتحاول تتصل على حسام و هو كان ما برد ختت التلفون و قعدت تبكي . سمعت صوت رسالة في تلفونها فتحتها لقتها من حسام و كاتب فيها ( ما تخافي انا راجع ) حنين لمن شافت الرسالة قعدت تبكي . محمد جا لقاها قاعدة بتبكي جا و مسكها و اتصل على الشرطة . و بعد ما الشرطة جات و اتكلمو مع حنين . محمد ساق حنين و رجعو البيت . و كان ناس سامية و كلهم قاعدين مع منى و ميساء و تقوى و كلهم كانو مقلقين . و لمن جات حنين منى جرت عليها و حضنتها و قعدتها جمبها و حنين ما وقفت محاولة و لسه بتحاول تتصل على حسام بس كان ما برد . رقدت في حضن امها و بقت تبكي .
مصطفى : حنين حسام ما قال ليكي هو في يات حتة
حنين و هي بتبكي : ما قال لي بس قال لي انو لاحقهم
مصطفى بعصبية : اخ منو كان اقل شي يضرب لزول يلحقو
حنين اتزكرت انو حسام قال ليها حايتصل على مازن : حسام قال لي حايتصل على مازن و يخليه يبلغ و يلحقو
مصطفى طوالي مسك تلفونو و اتصل على مازن و تلفون مازن كان بديه مشغول لأنو مازن طول الوقت كان بحاول يتصل على حسام . و بعد نص ساعة و كلهم قاعدين على اعصابهم كانو متوترين و قاعدين برا في الحديقة . مازن فتح الباب و دخل كلهم فرحو لمن شافو مازن و افتكرو انو حسام معاه و لمن دخل 
سامية : حسام وينو يا مازن ؟
مازن : بجي خليت الدوريات بتفتش فيه و ان شاء الله حايلقوه و لا هو بجي براه
سامية قعدت و دموعها نزلو : سجمي ولدي وين . مصطفى اخوك وين
مصطفى : انا كمان حامشي افتش عليه . مازن حسام قال ليك هو وين ؟
مازن : لمن ضرب لي قال لي انو ماشي وراهم و مشو على شارع سوبا . و حسي خليت دوريات الشرطة بتفتش في المناطق ديك
محمد اتصل على واحد قريبو واحد مهم في المباحث و طلب منو انو يهتم بالموضوع . كانو قاعدين و كل ما الوقت يمر كل ما القلق بزيد و حنين اترعبت لمن تلفون حسام اداها مغلق و بقت بتبكي بطريقة مفجعة . و لمن جات الساعة 4 صباحا قريب محمد اتصل عليه و قالو ليه انهم لقو عربية و بنفس ارقام عربية حسام . محمد و مصطفى و حازم طلعو و مشو المكان القالو ليهم الضباط كان على بعد ساعة و نص من الخرطوم . و لمن مشو هناك لقو العربية محروقة و نقلو الجثة الكانت فيها على المشرحة . و التقرير الطلعوه خبراء الابحاث الجنائية انو العربية اتقلبت قلبتين و بعدها بدت تولع . ناس محمد لمن وصلو اتخلعو لمن شافو منظر العربية و مصطفى لمن نزل و شاف العربية ما قدر يوقف على حيلو محمد مسكو و رغم قوة مصطفى و صلابتو الموقف كان اقوى منو قعد في الارض و بقى ببكي محمد مسكو و قومو . حازم مشا على العربية و شاف المفاتيح في العربية و علاقة حسام الفيها صورة حنين جرا المفتاح و بقى ماسكو بقول مستحيل . و جا على محمد و مصطفى و مسك مصطفى و قال ليه : مستحيل . حسام ما ممكن . مستحيل . محمد كان بقول ليه حازم اهدا . و حازم كان بهز راسو و و منفعل و بقول حسام ما مات . لمن مصطفى وقف و اداه كف و حضنو و قعد يبكي . مشو من هناك و رجعو على الخرطوم و مشو المشرحة و لمن مشو و شافو الجثة كان اثار الحريق ماحية ملامح الوش كلها بس جا واحد من الشغالين في المشرحة و اداهم جزلان كان متأكل بالجنبات من الحرق و قال ليهم ده كان في جيبو و اداهم تلفون و لمن مصطفى مسكهم لقاهم جزلان و تلفون حسام و دموعو نزلت و غمض عيونو و بوجع قال : يا رب .
مصطفى طلع برا و وقف جمب باب المشرحة و بقى ببكي . كان الشمس طلعت و الساعة 6 و نص جات مياده كانت بتتصل عليه و ما كان برد . محمد جا و وقف جمبو و مسكو من كتفو و قال ليه : رد عليها و وريها نحنا حانتأخر لمن نخلص الاجراءات . مصطفى حاول يمسك نفسو و رد على مياده
_ مصطفى اها حصل شنو قولنا ليك طمنا . ما بترد ليه امي راسها بقى بودي و بجيب . اها لقيتو حسام ؟
مصطفى بحزن : اي لقيناه
مياده بفرحة : لقيتوه و وين و هو كيف
_ لقيناه لكن ..
مياده بخوف : لكن شنو يا مصطفى ما توقع قلبي
مصطفى سكت و ما رد
حنين كانت في غرفتها و كل شوية بتتصل في تلفون حسام و كل مرة بتتصل كانت بتكون متأكدة انها حاتلقاه مقفول زي كل محاولة بس ما وقفت . منى و تقوى و ميساء مافي زول منهم نام اول ما الشمس طلعت قامو و كلمو حنين و مشو ناس سامية . اول ما دخلو . مياده كانت طلعت الحديقة و بتتكلم مع مصطفى
_ مصطفى عليك الله رد علي
حسام مات يا مياده . و قعد يبكي
مياده رمت التلفون و صرخت باعلى صوت . اول ما ناس حنين دخلو و سمعو صوت صرخة مياده . حنين زي السكينة الجات في قلبها و كأنها عرفت الحصل كلو من صرخت مياده . سامية وقفت و صرخت : ولدي . نهلة جرت على مياده و مسكتها : مياده في شنو مالك . حسام مالو . مياده ردي
مياده وقعت في الارض و بقت بتبكي و قالت باعلى صوت : حسام مات
منى و ميساء و تقوى صرخو و بقو ببكو . حنين بقت واقفة في مكانها و كأنها ما مستوعبة البحصل .  و ما اتحركت من مكانها . سامية وقعت في الارض . شالوها منى و عبد الرحمن و ودوها المستشفى و مياده مشت معاهم . و منى قالت لنهلة و ميساء و تقوى يقعدو في البيت لأنو الناس بجو . و بعد ساعة البيت اتملا حنين كانت قاعدة في زاوية و ساكتة زي الصنم و ما بتدي اي اقوال . سامية لمن فاقت اصرت ترجع البيت و بعد ساعة من ما رجعت سامية . مصطفى و محمد و حازم و عبد الرحمن و خال حسام مشو ليهم و جابو الجنازة البيت . حنين فضلت قاعدة في حتتها و كأنها ما مع الناس دي . و بعد غسلو الجنازة و كفونها و جو يطلعوها عشان يمشو المقابر . صوت صراخ الناس علا و مياده كانت بتبكي و بتصرخ بصوت عالي . ملاذ و ريهام و هالة جو . مازن و احمد و رماح كانو من بدري قاعدين و اصحاب حسام كانو معاه في الجامعة و زملائو في الشغل جو . ملاذ و ريهام و هالة كانو بمسكو في مياده . بعداك بقو بفتشو في حنين . اتفاجئو لمن لقوها قاعدة في زاوية في الصالة الفوق و الناس كلهم تحت . هالة جات قعدت جمبها في الارض و و قالت ليها و هي بتبكي : حنين ابكي اصرخي ما تسكتي كده يا حنين
ملاذ : حنين ما تكتمي جواكي كده
ريهام : حنين طيب قولي اي حاجة
و حنين ما كانت بتدي اي اقوال . جات تقوى طالعة من تحت و جرت على حنين و مسكتها من كتفينها و هزتها : حنين حايشيلو الجنازة عشان يدفنوها و انتي قاعدة هنا . حنين حسام خلاص حايمشي من هنا يا حنين . حنين و قفت و جرت بسرعة على تحت لقت طلعو الجنازة و ختوها في بوكسي . كانو راكبين في البوكسي مصطفى و حازم و محمد . و وراهم كان مازن و احمد حايركبو عشان يلحقوهم . لمن البوكسي اتحرك حنين جرت وراه مازن نزل من عربيتو و بقى جاري وراها . و هي اتعرت بحجر و وقعت في الارض و لمن وقعت مازن مسكها و صرخت صرخة مفجعة : حساااام . و بقت بتصرخ بطريقة مؤلمة جو صحباتها و مسكوها و دخلوها جوا . حنين بقت بتصرخ و صوت صراخها وجع كل الموجودين . حنين بقت قاعدة في الارض و بتبكي و بتصرخ : حسام ما تسيبني . ما تسيبني يا حسام . يا رب ما تشيلو مني يا رب انا ما بعيش بعدو . ااااه يا رب . حنين ما وقفت صراخ . حتى بعد ناس محمد رجعو من المقابر . منى من بكا بتها و صراخها حست انو حنين شوية و حاتقع من طولها . و فعلا حنين من البكا و الصراخ وقعت داخت محمد شالها و وداها المستشفى و ركبو ليها دريب . و لمن فاقت لقت امها جمبها و معاها ملاذ و ريهام و هالة و تقوى و لمن حركت ايدها اتوجعت من ابرت الدريب الفي ايدها . منى مسكتها و قالت ليها : ارتاحي
حنين عاينت لأمها و دموعها نازلين ورا بعض : ماما قولي لي انو كل شي كان كابوس مزعج . قولي لي انو حسام ما حصل ليه شي
منى حضنتها و بقت تبكي : يا ريت . يا ريت يا بتي . بس ده قدر ربنا . و لازم تكوني قوية و تتقبليو يا حنين
حنين قعدت و عاينت لأمها : انا القتلتا حسام . حسام مات بسببي
_ لا يا حنين ده قضاء و قدر
_ انا القتلتو . انا السبب
حنين بقت بتبكي بطريقة هستيرية و بدت تصرخ زي المجنونة و الدكتور ما لقى حل غير يديها حقنة مهدئة
بعد خلص الدريب محمد جا و ساقو حنين و مشو البيت . حنين كان لسه ما استعادت وعيها محمد رقدها في غرفتها و مشا البكا و منى بعد شوية رجعت هي و البنات البكا . و بعد شوية حنين صحت قامت و غسلت وشها و طلعت هدومها الكانت لابساها و لبست عباية سودا و طرحة سودا و مشت بيت البكا . لمن دخلت امها و صحباتها و كل البعرفوها كانو بعاينو ليها . و في نسوان كانو قاعدين و بتهامسو و وحدة فيهم لكزت التانية : دي خطيبتو . و التانية همست ليها : واااي يا حليلها صغيرة و حلاتها ما لحقو يفرحو . المرا الاولى عاينت للتانية و قالت ليها : ما هو قالو مات في شكلة مع اتنين حاولو يتهجمو عليها . حنين دموعها نزلو و مسكت نفسها و كملت مشيها . مياده كانت قاعدة في كنبة و بتبكي . حنين قعدت جمبها مياده حضنت حنين و قعدت تبكي . حنين كانت ساكتة و قاعدة زي التمثال . مها في اليوم التاني جات من لندن .مها بعد ما بكت مع امها و مياده و اخوانها اول زول سألت عنو حنين و قالت ليهم حنين وين . لقت حنين راقدة في كنبة في غرفة حسام و مطلعة قميص بتاعو من الدولاب و خاتاه جمبها و خاتة ايدها فيه و دموعها نازلين . مها اتوجعت لمن شافتها و قومتها و حضنتها و مها بقت بتبكي بحرقة و بتصرخ . و مرا اسبوع و منى لاحظت انو حنين من طلعت من المستشفى  ما نطقت بحرف واحد .  و نبهت محمد على الحاجة دي و في الاول قالو انو من الصدمة بس شوية شوية بترجع . و يوم الاربعين بالليل بعد الناس مشو سامية كانت راقدة في غرفتها و نادت حنين حنين دخلت و قعدت جمب سامية و سامية جرتها و رقدتها في حضنها و بقت بتمسد في شعر حنين و دموعها نزلو و قالت ليها : حسام كان بحبك شديد يا حنين انتي كل حياتو . و انا ما معتبراكي خطيبة ولدي معتبراكي بتي انا ما عاوزة افرق حاجات حسام و ملابسو و لا اشتت زكرياتو . عاوزاها تكون قاعدة . بس عاوزة اخليها معاكي . سامية فتحت درج جمبها و طلعت علاقة مفاتيح و تلفون حسام و مدتهم لحنين و قالت ليها : دي مفاتيح عربية حسام و مفتاح غرفتو . ابتسمت و عاينت للعلاقة و كملت كلامها : العلاقة فيها صورتك . عاوزاكي تمشي تقفلي غرفتو و تخلي المفاتيح دي معاكي
حنين مسكت منها المفاتيح و دموعها نزلو و طلعت . مشت غرفة حسام و دخلت جوا بقت بتاعين في كل ركن في الغرفة و طلعت بلكونتو و وقفت في المكان الكان بقيف فيه و بعاين ليها في بلكونتها و هو بتكلم معاها و اتزكرت كل ما يعاين ليها و يقول ليها : بحبك يا حنين . حنين بكت بحرقة لمن قعدت في الارض و بقت بتبكي . قامت و دخلت غرفتو و فتحت دولابو ختت فيه التلفون و شالت قميص اسود كان المفضل عند حسام الاشترتو ليه حنين لمن كانو سايبين بعض من دبي . شمت القميص و لقت فيه ريحة حسام و شالتو و قفلت الغرفة و طلعت . مرو 9 شهور و خلال ال9 شهور دي حنين ما نطقت بحرف . منى و محمد تعبو و ما سابو دكتور في البلد ما ودوها ليه بس ما كان في فايدة حتى شيوخ القران ودوها ليهم و عملو ليها كذا رقية قرانية بس برضو حنين ما اتكلمت و لا رجعت لحياتها الطبيعية و ما مشت الجامعة . كان كل يوم 20 من كل شهر بتمشي المقابر لأنو اليوم الموافق لوفاة حسام و بتمشي تقعد جمب قبرو و تقرا قران و تبكي كان كل يوم بالليل البجي ماري بغرفتها بسمع بكاها و صراخها يومي و قلة النوم ظهرت في عيونها . مها قررت ترجع لندن لبيتها و راجلها في الاول ما قدرت ترجع لأنو ما قدرت تسيب امها و مياده الكانو مهزوزين جدا في الوضع ده بس تاني بدو يرجعو يمارسو حياتهم و عبد الرحمن رجع الشركة و مازن الكان اشتغل في الشركة مع حسام قبل وفاتو بسنة كان بساعد عبد الرحمن في الشغل و بخفف عليه حاجات كتيرة . و يوم سفر مها جات تودع ناس منى و طلعت لحنين في غرفتها . لقتها مضلمة الغرفة كالعادة و قاعدة في ركن الغرفة على باب بلكونتها و حتى بجاماتها بقت تلبسهم اسود في اسود جات و قومتها و قعدتها في الكنبة و قعدت جمبها و بدت تتكلم معاها : حنين كلنا عارفين حسام كان بحبك كيف و اكتر واحد كان بتوجع على وجعك و يموت و لا يشوف دموعك و حسي انتي كده بتعذبيو يا حنين بالبتعمليو في نفسك ده يا حنين . خالتو منى و الله قلبها اتقطع عليكي و تعبت خلاص . نحنا كلنا لسه موجوعين على حسام بس الحياة لازم تستمر يا حنين . اتكلمي ابكي صرخي بس اتكلمي يا حنين و ارجعي لجامعتك السنة دي راحت عليكي بس ما مشكلة ارجعي السنة الجاية و ناس الجامعة حايقدرو ظروفك خاصتا انك كنتي متفوقة دايما من دخلتي الجامعة . حنين ما تعاقبي نفسك عارفة انك ممكن تكوني سمعتي كلام فارغ كتير . بس حسام ما مات بسببك يا حنين حسام يومو تما و ده قدر ربنا يا حنين . و ما تنسي وعدك لحسام انك ما حاتسمحي لشي يمنعك من انك تحققي حلمك . حنين كانت ساكتة و بتعاين قدامها مها دموعها نزلو و حضنتها و قالت ليها : خلي بالك من نفسك و حاتصل كل فترة اطمن عليكي و حابة انه قريب اسمعك انتي الرديتي علي . و طلعت . حنين بعد داك شوية شوية رجعت تتكلم بس كلامها قليل جدا و ما بتتكلم الا اذا سألوها بتجاوب و بتسكت و قررت ترجع الجامعة و رجعت و كل وقتها بقى بتمشي الجامعة تحضر محاضراتها و ترجع البيت على طول و تقفل نفسها في غرفتها يا اما بتكون بتقرا يا اما بتقرا قران و بالليل صوت صراخها و بكاها المعتاد بتسمع جمب غرفتها و على طول سرحانة . كانت عايشة زي الميتة فقدت معنى الحياة لا ضحك و لا ونسة و لا اي شي بتعلق بالحياة . كانت عايشة مستنية يومها و كأنو الموت راحة ليها . حنين مرا عليها شريط السنتين ديل و هي قاعدة في الارض و ماسكة تلفونها و قدامها رسالة حسام ( ما تخافي انا راجع ) .

انت موتيWhere stories live. Discover now