الفصل الخامس عشر

Start from the beginning
                                    

قدماي لم تستطيعا تمالك نفسهما و سقطت على الأرض, و رأسى بدأت تؤلمنى بشدة.

أمسكت برأسى و بدأت بالصراخ تلقائياً, بلا إرادة على الإطلاق, و كأن جسدى منفصل عن عقلى و يقوم بما يحلو له.

"أوه! إننى أتذكر ذلك الفتى!" سمعت صوتاً مألوفاً و نظرت لفوق, و أكتشفت أن الرجل الذى يمسك به الظابطان ينظر إلىّ و هو مبتسم.

أرتفعت صرخاتى و بدأت بالتراجع عنه إلى أن أصطدم ظهرى بالحائط, و كل نظرة أنظر بها للرجل تُذَكِرُنى بمشهد حدث فى ليلة الحادث, مما جعلنى أبدأ بالبكاء بحرقة.

"أيها الفتى! ما بك؟ هل لازلت خائفاً منى؟" قال الرجل بسخرية و حاول التقدم نحوى, لكن الظابطان منعاه و حذراه لكنه فقط تجاهلهما و حاول التقدم نحوى أكثر, مما زاد شعورى بالرعب و الخوف.

"ماذا؟ ألا تتذكرنى؟ ألا تتذكر الليلة التى قضيناها معاً؟ الليلة التى أستمتعتُ بها بما فعلته بعائلتك؟!!" قال الرجل و كان صوته يعلو مع كل كلمة يقولها, و أنا فقط أحطت نفسى بذراعاى و أتخذت وضعية الجنين, و كأنى سأشعر بالأمان أكثر و تذكرت حينها أحضان أمى و حنانها.

"خذوه من هنا سريعاً للقسم C!" سمعت صوتاً مألوفاً يقول, ثم شعرت بأذرع تحاول الإمساك بيدى. شعرت بالذعر فى الحال و بدأت أقاوم, إننى لا أريد أن يلمسنى أحد, إننى أشعر بالتقزز من نفسى و من كل شئ حولى الأن.

أستمررت بالمقاومة و إبعاد تلك الأيدى عنى, مع أنى لا أعلم من الذى تخصه تلك الأيدى, إننى لم أعد واعياً بما يحدث حولى بعد الأن. شعرت بجسدى و هو يتم تثبيته, ثم شعرت بآلم طفيف فى ذراعى, بدأ صراخى و صوت بكائى يقلان و شعرت و كأن جسدى مُخَدَر.

جفونى أصبحت ثقيلة و قد حاولت إبقاء عيناي مفتوحتان, لكن دون جدوى. نظرت حولى و عيناي وقعتا على أحداً ما لم أرغب أبداً فى أن أجعله يرانى فى هذه الحالة. ملامح القلق و الخوف كانا يملئان وجهها الجميل و ذلك جعلنى أحزن أكثر, لأننى أريدها أن تكون سعيدة دائماً.

أخر شئ أتذكره هو وجه آه روم الجميل, ثم كل شئ أصبح أسود و فقدت الوعى......

-------------------------------

"هيا هيونغ, لقد وعدتنى" أستمر أخى الصغير بالأنين و هو يقوم بسحب يدى. "حسناً حسناً, لكن أنتظر للقليل بعد, تبقت لى صفحة" قلت له و أنا أحاول التركيز.

"هيووووونغ, لكنك وعدتنى و تلك الصفحة يمكنك دراستها عندما نعود للمنزل, الوقت مازال مبكراً" قال لى, "أه, حسناً. سأدرسها عندما نعود" قلت له و أنا أنزع نظارتى الطبية, "فقط لأننى وعدتك بأن آخذك لتناول المثلجات اليوم بعد عودتك من المدرسة".

"أجل!! هيونغ هو الأفضل!" أخى قال و هو يقفز من الفرحة, "لكن يجب أن نعود مبكراً لأن لدىّ جامعة غداً و أمتحان مهم" قلت له و أنا ألقى له بسترته لكى يرتديها.

"أعلم, أعلم. أسرع فقط هيونغ" قال و هو يركض خارج غرفتى, أبتسمت و بدأت أتسأل ما الذى فعلته فى حياتى لكى أستحق شقيقاً مثله, إننى أحبه حقاً و لا أستطيع تصور حياتى بدونه.

قمت بأرتداء سترتى و بحثت عن محفظتى, لكننى لم أجدها, بالتأكيد هى فى الدور السفلى. بدأت طريقى بالذهاب للدور الأرضى, قمت بمناداة شقيقى لأسأله إذا ما كان قد رأى محفظتى أو لا.

عندما دخلت غرفة المعيشة, قلبى تملكه الخوف و شعرت بصدمة تتملكنى. "هيونغ, أنقذنى" أخى قال بصوت ضعيف.

أمامى, كان يقف رجل بيده سكين و كان يمسك بأخى. ذراع الرجل كانت حول كتفا أخى و كلاهما مواجهان لى, و كانت السكين عند عنق أخى تماماً و أستطيع أن أرى جرحاً طفيفاً بسبب ضغط السكين على رقبته و بدأ بعض الدماء بالسيلان.

"من أنت؟ و ماذا تريد؟" قلت للرجل و أنا أحاول تملك نفسى, حاولت ألا أظهر ضعفى و خوفى أمامه, مع أنى أرتعد خوفاً من الداخل, خائف من أن تتحرك تلك السكين التى بيده.

"أنا؟" قال الرجل و هو يبتسم, ثم قام بتمرير يده القذرة على أحد خدود أخى, "إننى فقط رجل طبيعى يريد أن يلعب" قال ثم قام بالضحك.

"إياك وأن تتجرأ على فعل شئ" قلت له مهدداً, "أقسم أنك ستندم" قلت له و أنا أحاول منع نفسى من البكاء.

"أتجرأ على فعل ماذا؟" قال لى و هو يبتسم بتكلف, "شئ مثل هذا" قال ثم قام بقطع رقبة شقيقى و بدأ الدماء يسيل.

"لا!!" قمت بالصراخ و سقطت على ركبتاي, و بدأت بالبكاء لأنى فقدت أغلى شئ بحياتى للتو.....

 مضطرب عقلي صامتWhere stories live. Discover now