3

6.1K 258 169
                                    

.

.

كانت أثير ، الشخص اللي أهرب له بكامل عقدي و أكون على ثقه بأنها قادرة تحلها مهما كانت صعبة ..

شخصية صارمة لما يتعلق الأمر بالأشخاص الي تحبهم..
أحس بالأمان معها، أمان ما أحس فيه مع أي أحد.. حتى ملك

لذلك، ما كانت حياتي معها تخلو من حروبها على أي شخص يأذيني
لو كانت أشد قسوة ، ولو بدرجة ضئيلة ، كان قتلت مريم، و محت سلالتها !
و ما كانت بتتردد ..

يصعب علي تصديق كلام ملك عنها ، الأصعب لو كانت ملك تكذب ..

تغيرت ملك ، خلال الأشهر القليلة اللي فاتت كانت عندي الكثير من الشكوك حولها ، طوال السنوات اللي قضيتها معها ما شكيت فيها و لو للحظة ..

لكن تغيرت ، درجة الوضوح اللي كانت ترتسم بوجهها لما تتكلم ، صارت أقل ..
و أنا معاد صرت أقدر أقراها بدون ما تتكلم..

و هذا محزن!
يذكرني بالنهايات الباردة لأغلب العلاقات..

لطالما كنت أتصور نهاية أي علاقة جديده أدخل فيها ، باللحظة اللي أمد فيها يدي للسلام الأول أفكر بحزن العناق الأخير..

وهذا الشيء ينطبق على كل أمور حياتي، دايماً كنت أحاول أسبق أيامي ..
كنت أكتب نهاية أي رواية قبل أكتب بدايتها..

و ما كانت سلبية مفرطة..
الأمر أشبه بأنه يكون قتل لأي شعور صغير بالإندفاع ممكن انه يتسلل لداخلي، وهو الشيء اللي ما كان موجود بيني و بين ملك..

لأول مره جزعت من النقطة ، معها ..
لطالما حاولت أخلق بداية جديدة كل ما حسيت بقرب النهاية..

لكن الأيام تدفعنا للنهاية، للحافه ..
و على عكس دايم ، ما كانت الحافه هذي المره عين ملك..
كانت نهايتنا ..

حاولت بجهد كبير إني أوقف عقلي عن إستباق الأحداث..
لكن كل شيء يوضح أكثر و أكثر ..

أثير لا تُمس ، مهما كنت أحب ملك ، مستحيل أسمح لها تكذب بشيء يخص أثير ، و لو كان تافه ..

لذلك ، كنت أخطط ألتقي بأثير ، لما إتصلت فيها و طلبت أشوفها
اتفقنا على وقت أمرها فيه .. بدون ما أهتم كثير للشيء اللي قالت انها مشغولة فيه حالياً ..

أنهيت أفكاري و مكالمتي مع أثير و أنا أعبس لإنعكاس وجهي بالمرايه..

تقلباتي خلال الأيام اللي راحت ترتسم على ملامحي و تتشكل على شكل سواد حول عيوني و تاخذ مسارها لإنحناءات بسيطة بجبيني نتيجة عبوسي اللي كان ملازم لي خلال هالفترة..

رغبتي الدائمة بالركض و الهروب بعيد عن كل شيء تداهمني عند كل سوء أحس فيه ..
مهما استنجدت بكتبي، بفراغي، أو حتى حاولت أستجدي سلام داخلي مزعوم وهمي ينتشلني من نفسي..
مهما ابتعدت، كانت الحياة تسحبني و تغرقني بالظلام أكثر..

الميزانWhere stories live. Discover now