11

6.4K 247 30
                                    

.

.

هذي المره صدري مصاب بالفتور ، بالنيابه عن لساني..
ما كنت أدرك أني تخطيت اللحظة اللي كان لازم فيها أتوقف عن الركض ..
اللحظة اللي كان لازم التقط فيها أنفاسي البطيئة ، و ألتفت للخلف ، للغبار الي خلفه ركضي المتواصل نحو بؤسي..

أدركت اني ركضت أكثر من اللازم ، و أني وصلت
لبؤسي المزعوم ، حتى أني تعمقت فيه.. في ظلامه الدامس ..

كان الظلام مألوف لصدري المعتم ..
حتى انه آلف حلكتي ، و أستقر في تجويفي .. و ما زادني الا سواد ..

لطالما أستفز البياض السواد ..
بالوقت اللي إكتفى فيه البياض بإسمه كتعريف لذاته..
ظل السواد يختلق مفردات كثيرة لوصف لونه الداكن .. عميق في كل معنى ، فصيح في كل وصف .. سيد لكل حيز ..

و في الوقت اللي تمسك البياض بسطحيته الأزليه ..
و أكتفى بإنه يتصبغ على جلدي والجزء الظاهر مني..
كان السواد يهيمن على جوفي ، يسيطر على أفكاري و يصور الحياة بلونه .. و ما كنت أنفر منه أبداً ..

كان يستحق رهبة الوصول للقاع ، في كل مره أسقط فيها بأعماقه ..
بالرغم من يقيني أن لا وجود للقاع .. و أن لا وجود للبعد الرابع في داخلي .. لأني فعلياً في الدرك الأسفل من السواد الباهر ..

.

.

#لينا..

سكرت مذكرتي بعد ما قطعت هذياني بنصفه..
كنت أحتاج أتعرى لأوراقي .. ك محاولة لتخفيف ثقل هذي الأيام ، اللي يخنق روحي..

مروا أسبوعين من اتصال ملك الأخير ، اللي هربت منه بدون أي رد ..
إنقطعت أخبارنا عن بعض من وقتها .. من عرفتها ما قضيت فترة بهالطول بدون أي خبر منها .. كنت أحترق ..
لكن ما راح أخذ دور المبادرة هذي المره..

فهمت أخيراً انها كانت عقرب الوقت في ساعتي..
و لما أختفت ظلت الدقائق تتوه فيني ..
كنت أتخبط، بدون إدراك للوقت ..

أواجه كل يوم بهلع من الوصول لنهايته ، لأن الليل مؤذي.. كان يعتصر روحي في كل ليله..

أما الصباح ، و لأنه مخلوق سماوي .. كان بمثابة النجاة من ذاتي .. هو حالة الصلح المؤقته مع الوقت ..
و الحاله الوحيدة اللي يقدر فيها النور يوصل لصدري
و ينعكس على ملامحي..

ما كنت أظن إن مجرد اخفاء ملك لشيء بيأثر فيني لهذي الدرجة..
أعتقد ان الشوق أيضاً له يد في انتحابي كل يوم..

ما كرهت كوني لينا في يوم ، دايماً كنت متصالحة مع ذاتي .. الا لما أشتاق ، كانت شفقتي أكبر على نفسي

الميزانWhere stories live. Discover now