5

6K 252 108
                                    

.

.

كنت أحتاج لإنعاش حرفياً .. و ما تأخر..
إهتزاز طفيف سرى بجسمي لما شفت رسالة على جوالي من ملك!

فتحتها ، و كان محتواها :
" الزُهرة كتاب محبب لقلبي، لذلك ما كان عندي قوة كافية أكتب فيها خاتمته.. و لأني أكره أحط خاتمة الأشياء المُحببه ، تركته بلا نهاية، مثلنا تماماً"

ثلاثة فواصل و نقطتين ، وخمسة جُمل ..
كانت حصيلة رسالة ملك اللي قريتها لخمسين، أو سبعين مره..

غير متوقعه، مُفاجئة ، بللت جفاف روحي
كانت مثل الغيمة اللي داهمت أغسطس..
تعرف تماماً ان وجودها غير منتظر ، و أعرف تماماً اني أرض قاحله ما أهتم بدورة الأرض أو ترتيب الفصول الأربعه..
الأهم تمطرني، لو كلف ذلك إختلاق فصل خامس توقيته رسالتها..

و عن إختلاق الفصول ، قالت لي ملك مره
: "لو كنتي فصل، بتكونين خريف"
قلت : "لأني باهته؟"
: "لا، لأني أحب الخريف"
سألتها : "ليه تحبينه؟"
قالت : "لأنه بمثابة عزاء ، عزاء ان الصيف خلص.. أحس الأرض تدخل بحداد فترة مؤقته على رحيله"

ابتسمت لتشبيهها، و كأن الأشجار لما تطيح أوراقها تبكي على الصيف ..
استمرت اسئلتي بإستمتاع كبير : "والشتاء؟"
عبست و قالت : "بارد، أسود، ليله طويل، أكرهه"

بالرغم من إساءتها لفصلي المفضل، الا إني حاولت أجاريها و قلت
: "عشان كذا الربيع يجي بعد الشتاء، الأرض تحتفل انه خلص!"
ابتسمت و قالت : "وتحتفل ان الصيف جاي!"

قلت : "لو كنتي فصل، بتكونين شتاء"
رجعت عبست و قالت : "ليه؟"
: "لأني أحب الشتاء ، أحس الأرض تعطينا أسباب نتلاقى"
قالت : "البرد سبب؟"
: "لا، لأن الشتاء يجيبك.."
: "و الصيف بعد"
سألتها : "متى أخر صيف كنا مع بعض؟"

سكتت، و ابتسمت كعلامة إستسلام.. لأن فعلياً ما مر علينا صيف و هي جنبي!

أردفت : "بالمقابل، الشتاء يخلي يدينك بجيوبي، تدفينهم، زي الحين، وتقولين ليه أحبه؟"
إبتسمت و حسيتها تغرس يدها بجيبي أكثر.. و قالت
: "لا يجي شتاء و أنتي مو معي.."
قلت : "الشتاء لنا، لا تخلين الصيف يمر بدونك.."

مر شتاء، و ربيع ، و صرنا صيف.. و كعادة الصيف الجاف، مر بدونها ..
الى لحظة رسالتها على الأقل .. اللي خالفت كل شيء، حتى عادات انقطاعها عني بالصيف..
هذي المره، ملك هزمته..

ضعيف يا صيف أغسطس الجاف، تبلل أرضك رسالة!

.

كان عقلي في نوبة ضحك على قلبي، الخفيف، اللي غفر لملك غيابها بكم جمله، و كم علامة ترقيم..

الميزانHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin