25

37.9K 652 127
                                    

(البداية)

.

.

هي قديمة ، و جداً .. أحياناً أحس انها وُلدت بزمان و مكان ما يخصها ..

كانت دايم متأخره .. حتى انها تأخرت ما لحقت عصرها

و لما أقول قديمه .. أنا أبداً ما أقصد شكلياً.. لان جمالها سابق الكل بسنين ضوئيه!

لكنها قديمه برسايلها اللي مازالت ترسلها بورق .. بالرغم من انقراض سعاة البريد.. مازالت تكتب لي ، ومازلت أُقبل حروفها بكل مره..
مازلت لما أقرأ لها أتساءل كم ورقه كان مصيرها القمامه قبل ترضيها هذي الورقه؟
أتخيل مكتبها.. اضائته الصفراء.. قلمها وأفكارها ..
والأهم ،ابتسامتها لما تختم الرساله ب "أحبك" ..

كانت تستخدم ورق أسود ، وتكتب بقلم أبيض.. قالت لان القلم الأبيض يخلي الحروف سعيدة و تلمع..

هي أقدم من رسائل ورقيه .. أنا لحد الحين جمعت ٤٩ قارورة ، من القوارير اللي تحط رسايلها فيهم .. و ترسلهم مع فيدكس! ، كان العالم يجبرها تتعايش معه..

دايم كان يضايقها عدم تواجدي بالساحل المقابل لبحر الخبر..
كانت تقول "وش ضرك لو عشتي بالبحرين؟، كنت رميت القاروره بالبحر وخلصنا"..

أخر رسايلها كانت بخط رديء ، ومحتواها الحزين يفسر سوء الخط..
" يوم ميلاد آخر بدونك ، أمنية كل سنه.. أتمنى تكونين جنبي بيوم ميلادي الجاي"..

في كل مره أحاول أكتب عنها ، تردني رغبتي بالاحتفاظ فيها لنفسي.. كيف لو فتن فيها أحد؟
كانت تتسرب بين كلماتي أحياناً ، غصب عني..
أصرح فيها بسطر .. ثم أنكر وجودها بسطرين..
كمحاوله اني أخبيها.. لكن هي جزء مني ، جزء كبير لدرجة ما أقدر أخبيه بالكامل!

و لهذا السبب بالضبط .. تجمعت أفكاري داخل رأسي..
بشكل سد مكان خروجها ..
ظليت أتأمل أخر كلمة وقفت عندها .. بدون أي قدره على استكمالها..

سكرت اللاب بعد ساعتين قضيتها بمحاولة كتابة أكثر من عشرة أسطر .. لكني سكرته و مابعد وصلت للسطر السابع..
تنازلت عن ساعتين من وقت نومي بمقابل إهلاك عقلي بأفكار فوضويه ما لي أي قدره على ترتيبها..

باقي لي القليل و أنتهي من كتابة كتابي ، اللي ما لقيت له أسم لحد الحين..

أعتقد ان تشتت عقلي و تخبطه هو بسبب اني راح أسافر لها بكرا .. ما أقدر أفوّت يوم ميلادها ..
سرقت اجازه صغيره من دوامي
عشان أسرق يومين معها..

..


وصلت الخُبر
كل شي كان مألوف .. برغم اني مازرتها من سنين ، الا ان كل شي بقى على حاله .. من أخر مره لمست فيها يد مَلك .. و كأن الكون توقف من ذيك اللحظه..

ما كانت تدري اننا صرنا فوق نفس الارض ، وتحت نفس الغيمه .. ما قلتلها عن زيارتي المفاجئه لها..

طقيت بابها الساعه ٩:٠٠ الصباح.. ما أخذت راحه بعد السفر ، غيرت ملابسي على عجل و جيتها..

استوعبت اني نسيت الهديه بالفندق لما أنفتح الباب..
عاتبت نفسي و شتمت غبائي ، ثم تقدمت و دخلت

أرتسمت على فمي ابتسامه ، لما شفت ان شعرها فوضوي أكثر من ملابسها..
خمنت اني صحيتها من النوم ، لانها للان ما صحت و لا استوعبت اني قدامها ..

قلت : ودي أقولها و أنا أعطيك هديتك ، لكن نسيت الهديه بالفندق للاسف .. كل عام و أنتي ملك روحي..
همست بعدم استيعاب : لينا..
عادت نطقها السحري لأسمي بعد ما أرتفعت حواجبها و نبرة صوتها : لينا!!

.

.

الميزانWhere stories live. Discover now