17

6.6K 267 56
                                    

.

.

أسندت ظهري للجدار ، مع ملامح مشدوده يعتليها الضيق من جو المستشفى البغيض ..

كنت أنتظر أثير تطلع من الغرفة الصغيرة اللي أختفت فيها..
بعد ما طلبت مني أجي أخذها بعد نهاية دوامها..
أعرف انها تنوي قتلي ، بسبب تركي لألفا ..

ما أعرف اذا ألفا ندمت على اختيارها لمريم ، لكن أعترف اني ندمت على تخييرها..
كان من الممكن الموضوع ينحل ب أقل خسارة..
لكن لا الوقت يرجع و لا هذا الندم ينتهي..

طلعت أثير من الغرفة الصغيرة ، قفلت الباب و أشرت لي أتبعها ..
عدم كلامها لحد الان يوحي بأنها تنوي تفجيري.. مو بس قتلي..

تبعتها بعد ما بلعت ريقي و إبتسمت ب ورطة..
ما قدرت ألحق خطواتها السريعة ، لذلك استسلمت و مشيت ببطىء أقل من المعتاد..

كنت أحاول أجمع في عقلي أسباب تقنعها..
و عشان أقنع أثير بشي أحتاج ذكاء و قدرة هائلة على قراءة أفكارها.. الضبابية غالباً، و الواضحه تماماً لما تصرح فيها..

وصلت السيارة، كانت أثير وصلتها قبلي بفترة..
جلست بهدوء جنبها .. تركت بيننا مسافه ما تسمح لكتفها يتلامس مع كتفي..

كانت هاديه وساكته طول الطريق .. لحد ما استوعبت اننا متجهين لبيت ألفا..

قلت و ناظرتها : ما راح أقابلها، رجعيني البيت
قالت للسواق بعد ما خفف سرعته : كمل طريقك..
قلت بنرفزه : أثير!
ناظرتني و أخيراً : نعم!
عقدت حواجبي ، و عدلت جلستي بشكل يخلي جسمي مقابلها و باب السيارة وراء ظهري..
قلت : لا تحاولين تصلحين الامور، مابتتصلح..

قالت و انشغلت بجوالها اللي أعلن وجود رسالة جديدة
: لعب بزران الي تسوونه ، سخافه و بتنتهي
قلت : أنتي ماتعرفين الموضوع كامل

ما زالت مشغولة بجوالها ، و هذا الشي أزعجني.. كنت أقاوم أني أسحبه من يدها..

أردفت : أثير أنتي مستوعبة أنها بتشتغل مع مريم؟
عطتني نظرة : مو هي الوحيدة اللي بتشتغل معها..
: خطأ! ماتقدرين تقارنين إستعباد مريم لألفا بشغلي اللي له غايه معها..

تركت جوالها ، ناظرتني بجديتها المعروفة..
قالت : أصلاً حتى أنتي وضعك مو عاجبني! وش اللي ببالك بالضبط؟

تراجعت لورى ، سندت ظهري على المقعد و جلست بإعتدال.. كل هذا كان أعتراف صريح من جسمي لأثير اني أخبي شي.. و هذا الشي ما فاتها..

قلت أحاول أغطي المكشوف
: ما في بالي شي..

تجاهلت نظراتها اللي قاعدة تعري كذبتي.. هربت بعيوني للشارع اللي بدأ المطر يبلله..

الميزانWhere stories live. Discover now