الهروب الأخير .. 1

4.9K 189 4
                                    

تحاملت على نفسها وهي ترى كل ما حولها يتحول الى فوضى كبيرة... كبيرة جدا !!
كانت لا تدرك ماذا يحدث، تكره العنف، تكره الضرب، تكره القتال !!
لم يكن أي إنش يتحرك بها سوى دموعها التي تنزل على خدها، تضم قدميها اليها وهي تختبئ بعيدا عن هذه الوحوش البشرية.

رفعت رأسها الى السقف وهي تناجي ربها سرّاً...
لن تستطع الصمود أكثر، تشعر برأسها سينفجر!
كلّ همها الآن مركّز على حبيبها الذي لا تدري بأي بقعة هو !

أخفضت بصرها وهي تشد كمّ قميصها وتمسح دموعها، رأت عزيز و زيد يضربان الرجال أمامها، انكمشت أكثر وهي تخفي جسدها الصغير خلف برميل كبير ، انهارت تبكي وهي تشعر بالعجز.

و لوهلة ، ظنّت أن الصوت الذي اخترق مسامعها هو صوت اخترعه خيالها فحسب، تجمدت وهي تحدق في اللاشيء.. إنه صوت رصاصة!! رصاصة وهي تعلم!

تبادل زيد وعزيز النظرات بهلع وصرخوا/ هادي !

و بذلك تهاوت جميع حصونها المتبقية !
تبخّرت روحها ، وبحركة لا إرادية قبضت على بطنها كأنها تتمسك بآخر ما تبقى لها منه.
لا.. كل هذا الهراء لا بد أن يكون حلم. صحيح. حلم !

استيقظت من شرودها على صرخة زيد عليها/ ميهااف !!
نظرت له بتيه ولم تنطق بحرف.
زيد وهو يحاول أن يتخلص من الرجل الذي أمامه/ روحي، رح أحميكي روحي!!

هزت له رأسها بالنفي، أين تذهب؟ أين ؟!
وكل الطرق تؤدي إليه ! لا يمكنها فقط الخروج من هذه المعمعة وهي متأكدة أن هادي في الداخل !

زيد/ يلااااا ما في وقت !!
شهقت بشدة وهي تتمسك بالحائط وتقف ببطئ/ رح روح دوّر على هادي !
زيد/ لا ! اطلعي من هوون انتي بخطر !
ميهاف/ مااا بطلع من هون بدونو!!

مشت في ذلك الرواق وهي غير مهتمة بما سيحدث لها، تبعت صوت الرصاصة التي انطلقت منذ قليل، بينما زيد أشغل الرجال عنها وهو يتمتم/ وقعنا بداهية! داهية ولا رح نخرج منها !!

سارت وهي تحتضن بطنها و تنظر حولها بتوجّس، رأت غرفة في ذلك المكان المهجور ..
تقدمت من الباب وضربات قلبها تصل لحنجرتها، ابتلعت ريقها وهي تقترب من الباب.. دموعها لم تتوقف أبدا ! همست/ ضلّ حيّ .. ما تفجعني فيك! رح تكون حيّ هادي !

توقفت قبل أن تلقي نظرة على الداخل ، شعرت بأنها جبانة! جبانة جدا لتواجه ما بداخل الغرفة !!
كلّ ما يخترق أذنها كان صمت مدويّ مخيف!
قشعريرة سرت في بدنها !
شعرت كأنها في عالمٍ آخر!
هي لا تريد خوض تجربة كهذه!

تكره العنف، تكره ياسر ، تكره الضعف وتكره السرطااان !

أغمضت عينيها وهي تطرد ذلك الشعور، حاولت السيطرة على نفسها.. تمنت لو أنه بجانبها الآن لتسأله ماذا تفعل !
رفعت يدها لتمسح دموعها ، وهي تتذكره..تتذكر لمساته وحنيته وكلامه الذي يداوي قلبها في كل مرة، تذكرت أحاديثهم الشهية ، وابتسامته التي تعشقها..
كلمته الأخيرة لها على الهاتف : بحبك !!

هروب من قدر /مكتملةWhere stories live. Discover now