هروب من قدر /مكتملة

الاشتعال العاشر

كانت الساعة تشير الى السابعة مساء
ضاعفت وقت عملها حتى لا تضطر أن تظلّ في الشقة لوحدها طوال الوقت.
بالرغم من أنّ شقتها بسيطة وفي حيّ بسيط إلّا انها لم تعترض
بل على العكس تستمتع وهي ترى الناس البسيطين هنا.

بعد أن نزلت إلى محطة الحافلة القريبة للشقة كان عليها أن تمشي شارعين لكي تصل إليها في هذا الجو البارد.
فركت يديها وهي تشد معطفها حول جسدها، وحين وصلت رفعت رأسها لتنظر لمن أمامها بصدمة.

ليس الان! لم تستعد بعد!
كان يقف امام الباب وهو يركن سيارته امام الشقة، وضع يديه في جيابه وهو ينظر للناحية الاخرى بترقّب.
اتجهت نحوه ببطئ، ووقفت مقابله
التقت أعينهما

ابتسم ابتسامة لا معنى لها/ وأخيراً ؟!
ابتلعت ريقها بتوتر/ اخدت ساعات اضافية بالشغل..
تنهد/ افتحي الباب.. بدنا نحكي
هزت رأسها بالنفي/ لأ
نظر لها بصدمة : ليه لأ؟!
جوان/ الشقة مكركبة لسا ما رتبتها!

لم تكن تنظر له وهي تتكلم بل تشغل نفسها بالآطفال الذين يلعبون في الشارع.

وضع يديه على خصره بعدم اعجاب ولكنه لم يعلق بل قال/ ليه هيك عملتي ؟
نظرت له ولم تمتلك جواباً لهذا السؤال.
أعاد سؤاله/ ليييه هربتي جوان !

قالت بانفعال/ ما هربت! بس ما كنت بدي أتواجه معك لأنّك ما رح تقبل !
فراس/ طيب ليه ؟ قصرت معك بشي حتى تتركي البيت بهالبساطة؟
تجمّعت دموعها بعينيها وهي تهزّ رأسها بالنفي/ لأ لأ بس...
فراس بقلة صبر/ بس شو ؟
جوان تنهدت/ خلص... ما ضل شي يجمعنا، انا تعافيت!
فراس/ تعافيتي... تعافيتي بس كيف؟! انا ما ساعدتك؟ ما حسيتي انو لازم على الأقل ترديلي هالمعروف وتضلي بالبيت وتناقشيني بقرارك هاد؟
جوان/ ما بتربطنا علاقة حتى اضل ببيتك!
رديتلك المعروف لما طلعت منو عشان تتزوج وتردّ ع حكي امك! طول ما انا بهداك البيت ما رح تردّ ع حكيها لأنو...
فراس/ لانو شو !
جوان بعبرة/ لأنّك كنت تعرف مشاعري تجاهك... لانك رح تشفق عليّ! نفس ما شفقت عليّ لما عيسى حاول...
أخذت نفساً وتوقفت عن الكلام وهي تمسح دموعها/ ما بدي اكون حمل ثقيل على حدا... ما تعودت!
عقد حاجبيه/ أشفق عليكي؟ وحمل ثقيل؟

ابتلعت شفتها السفلى وهي ترغم نفسها على عدم البكاء.
كلّ ما قالته أمّه هو هذا... كل ما لمّحت إليه هو ضرورة زواجه بسرعة !
كانت تقصد انني حمل ثقيل!
لم تكن تريد البوح بما حدث مع امه له، هذا افضل لكليهما.

فراس بغضب/ احكي جوان ما تسكتي !!
جوان/ شو احكي !
فراس/ أنا ما شفقت على مشاعرك تجاهي قبل، انتي كنتي تشوفي كيف كنت اعاملك كإنك ولا اشي! بس الي صار بعدين بتسميه شفقة ؟
جوان بانفعال/ خلص فراس... رووح من هون كمّل معروفك واطلع من حياتي وشوف حيااتك!
عقد حاجبيه بقوة وقال/ هاد ردّك ؟
جوان/ ااه ! ما ترجع لهون.. خلينا ننسا بعض بكون أحسن!