القدر الرابع

5.4K 204 5
                                    

روسيا

كان يجلس في مقهى عادي ينتظرها، يستغرب من سرعة تغيير رأيها حيث كانت البارحة مصممة على الكتمان.

جلست أمامه وهي تضع نظاراتها الشمسية وقالت/ هل تأخرت؟
هادي/ لا بأس... ما الذي غيّر رأيكِ؟
تنفست بهدوء وقالت/ حدث شيء ما.. إنّ عيسى غير قادر على حماية نفسه فلن يقدر على حمايتنا! فكّرت أنه يجب أن يوجد شخص آخر التجئ اليه في هذه الدنيا المخيفة
هادي/ ولماذا هو مضطر لفعل هذا؟
إلينا/ أنا إلينا.. أخت سابين، كانت على علاقة سابقة بعيسى.
هادي/ علاقات عيسى لا تعد ولا تحصى
إلينا/ ولكن هذه العلاقة كانت مختلفة! سابين كانت تعمل في شركته منذ زمن، رأته فأحبته ولكنّه استغلّها، كانت من الممكن أن تدفع نفسها الى النيران لو طلب هذا منها.
هادي/ سابين؟ من تكون؟
نظرت اليه وقالت بهدوء/ أم ميهاف!
هادي بصدمة/ ماذا؟!!

.
.
.

أغلق الباب بهدوء ورآها تجلس على الأريكة
لم تنظر إليه وانشغلت باللعبة في هاتفها، فموقف الصباح أربكها جداً.
ابتسم حين لم يسمع لها صوتاً وقال/ لو بعرف انو هيك بتسكتي كان زمان بوستك!

وقفت بخجل وهي تريد الذهاب الى الغرفة ليمسك يدها ويقول/ اصبري... تعالي بدي احكي معك.

جلست دون ان تنظر اليه وهو جلس بجانبها وقال/ اسمعيني منيح.
رفع رأسها ونظر في عينيها/ من شوي قابلت وحدة...
انزلت عيناها/ هه هناك هيلين وهون روسية؟
هادي/ لقيت خالتك
نظرت له بصدمة/ نعم؟!
هادي/ خالتك اخت امك... هون بروسيا
ميهاف ابتعدت عنه/ انت شو بتحكي!؟ بابا حكالي ما ضل حدا من اهل ماما... كلهم ميتين
هادي/ وانا بحكيلك لقيتها! مين رح تصدقي؟
حدقت به بجنون ووقفت/ خلص! بكفي هادي! ما تعمل هيك
هادي/ مفكرتيني بكذب؟! شو مصلحتي؟

رفعت شعرها عن وجهها وهي تبعد عينيها عنه وتفكر.
قاطع تفكيرها/ عرفت ليه بتحسي بكل جسمك بوجع
نظرت له بسرعة/ عرفت؟
وقف امامها وأمسك يديها/ لانو امك ما ولدتك انتي بس.. امك ولدت توأم، بنت و ولد
هزت رأسها بالنفي/ لا... لا مستحيل بابا يخبي عني. انت من وين جبت هالحكي؟
حضنها وقال ليخفف عنها/ ميهاف! ابوكي كذب عليكي.
وخالتك هيه ربّت اخوكي
ضربته/ خلص انت ما عندك دم؟ حراام عليك ايش بتحكي... كيف... من وين...
ابعدها عنه وقال/ مصدقتيني ولا لا؟ لإنّو رح اخدك عندهم تشوفيهم.

شهقت وهي تتمسك به/ لا لا! الله يخليك لا! جبرتني كتير ما تجبرني عهالشغلة! الا هاي! ما بروح والله ما بروح!
تنهد وهو يمسح على شعرها/ بس همه عيلتك!
ميهاف ببكاء/ ما عندي عيلة... طول عمري بحلم فيها، وين كانو زمان وين؟

لم يردّ، شد عليها اكثر وهو يقول/ ما تبكي.
نظرت له/ ما رح تجبرني صح؟ هادي... ما تعمل هيك
عانقها وهو يقول/ ليه خايفة منهم؟
ميهاف/ خايفة.. خايفة وما بدي اروح لمكان

هروب من قدر /مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن