الاشتعال السادس

Start from the beginning
                                    

تحرك عائداً من المطبخ وهو يمشي بسرعة بالرغم من ألمه/ ميهاف ردي علي!
وقف على باب الصالة التي تحولت الى كومة من الفحم..
ابتلع ريقه بغصة وشعر بشئ يسقط فوقه ابتعد عن اطار الباب قبل ان يسقط عليه ..

دخل الغرف غرفة غرفة وهو يسعل ويقاوم اشتعال معدته ..
لم تكن هنا، او هي هنا وتفحمت أصلا..

أغمض عينيه بألم/ يا الله.. ما تفجعني فيها.. إلا ميهاف يارب.. خذ روحي مني بس إلا هي!
ياربي رجعها والله لأخبيها بين ضلوعي والله!!

فتح عينيه على صوت سيارة إطفاء الحريق..
مشى بثقل الى الخارج وهو ينظر ليديه/ وينك؟
رأى رجال الاطفاء يدخلون الشقة ليطلبوا منه الخروج..

كيف سيخرج كما دخل خالياً اليدين منها؟
كيف سيحتمل أن يرى الضوء مجدداً وهي ليست هناك لتنتظره!
ساعده أحد الرجال على النزول،
همس له هادي قبل أن يتركه/ إنها هناك.. لقد فشلتُ مجدداً.. طفلتي أكلتها النيران !!

ركض فراس وزيد اليه حين رأوه.. نظر لهم..
فرأوا في عينيه انكسار روحه و حرقة قلبه..
لن يسمحوا بعودته الى حالته حين فقد والده..
تباً لعيسى وياسر وللمنظمة بأكملها !

وضع فراس يده على كتفه .. ينتظر منه كلمة واحدة لتنفي شكوكه..
ولكنه همس بكلمة قاتلة/ ما لحقتها..

نظر للسماء التي تمطر.. بعدم استيعاب..
أغمض عينيه مجدداً وهو يتذكر كلمتها
"اعتبرو اخر طلب"

ليتني سمحتُ لكٍ بالخروج..
ليتك لم تلقي لعنة لي وتهتمي بأمري!

رنّ هاتفه فالتقطه بسرعة كأنه آخر أمل..
ولكنه توقف وقبض عليه بشرّ وهو يردّ/ وينك!!
قال بابتسامة سخرية/ أعجبني المشهد الدرامي الي عملتو.. تدخل ع الحريق عشان تنقذ حبيبتك الصغيرة!

قال بحقد/ تعال! تعال والله لاشرب من دمك! ووين انت!
ياسر/ طول بالك.. وفّر عصبيتك للي جاي.. لإنو أعظم!
هادي/ أقسم بالله لو صرلها إشي!
ياسر بضحكة/ بتلتقو بجهنم ان شا الله ما تخاف
هادي وهو يضغط على أسنانه/ تعال يا جبان لشوف مين بدو يودي التاني ع جهنم!
نظر هادي حوله وهو يحاول إيجاد سيارته ولكن لم يكن هناك أي أثر.
سمع آخر كلمة/ هاي قرصة عشان ترد تفكر بالانضمام للمنظمة.. تشاو.

أغلق الهاتف فأغمض عينيه بقهر/ والله لأطلّعك من تحت الأرض! لأخليك تتمنى الموت يا ياسر!! صارو تنين! تنين!!

.
.
.

لحظات انتظار قاتلة.. قلوب بلغت الحناجر..
و لم يكن هناك أي أثر!
قال بقلق/ ماذا تعني ؟!
خلع قائد رجال الإطفاء قبعته وقال/ لم يكن هناك أي أثر لمخلوقٍ حيّ في الشقة..
ابتلع ريقه ونبض قلبه مجددا/ ماذا يعني هذا؟
قال الرجل/ قد تكون هربت حين رأت النيران..
عانقت شفتيه ابتسامة/ الحمدلله يا ربي!
نظر لرجل آخر يحمل خزنته/ سيدي هذه الخزنة لم تصب بالضرر.
قال القائد/ ضعها هنا و عد للعمل..

هروب من قدر /مكتملةWhere stories live. Discover now