الحلقه (1)

19.6K 273 8
                                    

الحلقه الأولـي°°أيهما أحببت°°✌
------
-ينفـع أقعـد جنبـك وأتكلـم معاكي شويه!.
بـدأ هو حـديثه بتلك الكلمـات في حين أومأت هي برأسها قائلـه..
-أتفضل..محتاج حاجه؟!.
-أه محتـاج افهم ليـه بتبعدينـي عنك وقافله علي قلبك مليون باب ودايماً في خوف وحـزن!.
رمقتـه هي بأعينـاً دامعـه ثم تابـعت وهي تنظـر إلي الفراغ مـردده...
-علشـان في مـره غلطت وحبيـت أوي،بس مش دي المشكلـه..المشكلـه إني قولتلـه علي الحاجات اللي بتوجعنـي ووجعـاني،قولتلـه علشـان خاطـري متكسرنيـش،قام رد هو وقالـي لا انا بحبـك ومليش غيرك،ومش هسيبـك لحد غيري إنتي بتاعتـي،وتمُـر الأيـام والإهمـال منـه يزيد بحجـه الظروف والبُعد بالأيـام،ويرجـع يتحجج بالظـروف وانا أوافـق وأرضـي بدا،بس هو للأسـف مكانش بيعرف يحـب وكان من ضمـن اللي كسروا كُل حاجـه جوايا ومشـي،علشـان كدا انا أشتريت كرامتـي وبعـدت رغم إني بموت في بُعده كأنـه أخد أُكسجينـي معاه،بس مش مهـم ،محدش فينا بيموت من فـراق حـد ،إحنـا بس بننطفـي ونضحـك مُجاملـه،،تفتكـر عاوزنـي أفتـح قلبي المـدشدش لحـد تاني وانا متأكـده أنه مش هيختلـف عن اللي قبلـه!!،،أسفـه ..مش ليـك أو ليـه ...انا أسفـه لنفسي علشان سيبتهـا تتكسر ودمـوعي مبتقفـش بسبب واحـد مُتبلـد المشاعـر،وأكيد مستنيـه دوره مع واحـده يعشقها وتكسر قلبه لفتافيـت وربنـا مبيرضاش بالظلـم علشان كسـره القلب قصاص وربنا هيردها..عرفت ليـه قافله علي قلبي مليـون باب!!.
-كــــــات.
أردف المُخـرج ناهيـاً هذا المشهـد بكلمتـه الأخيره،في حيـن أقتـرب منه عُدي قائلاً...
-كدا كُل المشـاهد المطلوبه مني خلصـت وعلي ميعـادنا بكـرا بقا.
أومـأ المُخـرج برأسـه قائلاً...
-بس ياريت متتأخـرش يا عُـدي زي كُل يوم.
أبتسـم له عُـدي في هـدوء قائلاً...
-مـاشي يا كبيـر.
في تلـك اللحظـه نظـر عُـدي لهـذه الفتـاه التي كانت تؤدي دورها التمثيلـي معه،ثم هتـف لها قائلاً...
-هـايدي..علي ميعـادنا بقا ،ماشي!.
نظـرت له هايـدي في هـدوء وهي تبتسـم مُـردده...
-أوكـي.
"عُـدي الألفـي هو ممثـل مشهور جـداً،له أعمـال سينيمـائيـه كبيره،وهـو ابن أحـد رجال الأعمـال ومؤسسي ملاجـيء لإحتـواء الأطفـال المُشـردين واليتامـي وبالأخص الإنـاث،يُعـرف والده (مُهـاب رضوان الألفـي) أمام الناس بأنـه الأكثر تأديـه للخير علي الإطلاق،بينمـا يستغل هو هـذا اللقب في تـربيه الإنـاث داخل ملاجئـه الخاصـه،وما أن تبلُـغ الواحـده منهم،يقوم بإستخـدامها كسلعـه لأحد رجال الأعمـال او إصطحابهـم إلي أحد الملاهـي الليليـه،وللأسـف لا يعـرف أحـداً بأمـر كوارثه،بينمـا عُـرف عُـدي بأنـه مُحب للفتايات والسهـر ولا يعتـرف بالحُب مطلقاً بل الحُب بالنسبـه له يتمثـل في الشهـره ولا يُبالي بما يفعل والـده هـو فقط يرغب في المـزيد من النجاح داخل عمـله".
إنطلـق عُـدي خارج هذه البنـايه التي يتـم فيها تصويـر فيلمـه الجديد عائـداً إلي فيلتـه.
-------
-يا عُـمر أفهمنـي بليز متبقاش مُتسرع!.
أردفـت مـرام بتلك الكلمـات بنبرآت مُغتاظـه في حيـن تابـع هو قائلاً بنبرآت ساخـره...
-افهـم أيه وإنتِ داخلـه وسط الشبـاب علشان توصلي لمعلـومه عن الحريق يا مـرام هانم!.
إغتـاظت مـرام من حـديثه بشـده ثم تابعـت بنبرآت مُتأففـه...
-ياربي منك يا عمـر،،هو انا هـركز في الكلام دا وبعدين هو مش دا شُغلـي بردو ،هركـز انا مع المعلومات ولا إن في شباب وممكـن يضايقوني!.
-الإتنين ياظـريفه ،الإتنين.
تابـع حـديثه بهـذه العباره وهو يجـز علي أسنانه،بينمـا هتفـت هي قائلـه...
-عـارفه أنك هتقولي انا خايف عليكِ ومتنسيـش أنك بنت..وباقي الوصايـه العشـره،،حاضر يا عمـر وسوري أخـر مـره هعملهـا.
"مـرام حمدي السيـوفي هـي فتاه ذات شعـراً بني اللون ..تعمل صحفيـه في جـريده شهيره،وأيضـاً تُعتبـر أكبـر ناشطه لحقوق المـرأه،،يلقبونـها ،قـاهره الرجال من شـده كرهها لهـم ورغبتهـا من توفيـر جميع حقوق المـرأه المهضـومـه،،تعيش في مصـر بمفردها،رغـم إقامـه والديها في الأراضي التُـركيه ولكنها رفضـت الذهاب معهم وترك مشاغلهـا داخل مصـر،أيضاً هي فتـاه ترتدي دائمـاً ملابس لا تظـهر أنوثتها علي الإطلاق وتري راحتها في ذلك،تعـرفت علي عمـر في كليتهـا فهـو زميلهـا في العمـل أيضاً ويعتبرها كأخته تماماً وتنشـب بينهمـا علاقه صداقـه بل أخـوه وطيـده".
تابـع عمـر حديثه قائلاً بنبرآت مُغتاظـه...
-بسمع حاضر يا عمـر تقريباً كُل يوم وفي نفس الساعـه،وإن البعيده تتهـد وتسمـع الكلام أبداً،،لما أشـوف أخرتها معاكِ أيه يا صديق الكفاح أنتِ.
فغـرت مـرام فاههـا وهي تُكمل متابعـه ،بنبرآت محتقنـه...
-صـديق!! ،ماشي يا عمـر.
ضحـك عمـر بشده علي حديثها ثم أكمل متابعـاً بنبرآت خبيثـه...
-من ساعه ما بقينـا صحاب وانا شايـف أشـرف مطوه واقف قدامـي،وهفضل أقول كدا لحد ما تثبتيلي العكـس.
جـزت مـرام علي أسنـانها ثم قامت بضغط زر إنهـاء المُكالمـه وهي تهتف في حـنق...
-أديني قفلت في وشـك يا مستفـز،قال أشـرف مطواه قال.
--------
-ها يا بنتـي ،مامتـك وافقت علي رحله الساحل الشمـالي!.
أردفـت نوران بتلك الكلمـات وهي تُحـادث صديقتها هاتفياً في حين تابعت ريم قائلـه...
-اه يا بنتـي ووافقـت،انا متأكـده أن الرحلـه دي هتكون جـامده أخر حاجـه وخصوصـاً أن طـارق ممدوح ،دنجـوان الجامعه هيكون معـانا.
كـانت نـوران تستمـع لها في إنصـات،ثم تابعـت قائلـه بنبرآت غير مُباليـه...
-دنجـوان أيه يابنتي!..فُكك إنتِ عارفه إني مليـش في جـو الشبـاب،،إنتِ بس أديني فرشـه ولوحـه رسم كبيره قـدام بحـر وانا هعيـش،أمال أنا رايحـه الرحلـه دي ليه!.
تابعـت ريم بنبرآت متفهمـه ...
-إنتِ غريبـه اوي يا نوران،أوقـات بحسك شخصيه مُعقده ومش بسهولـه تتفهم،،وأوقـات بحس أنك بسيط أوي.
أردفـت نوران في تلـك اللحظـه قائلـه ،بنبرآت متهكمـه يشوبها بعض الهـدوء....
-هو علشـان مش عاوزه أدخل في حياتي واحـد واتعلق بيـه،أكون كدا مُعقده..أقفلي يا بنتي انا هنـام،سلام.
"نـوران شقيقـه عُـدي الصغـري،تدرس في كليـه الحقوق في عـامها الأخيـره،إنفصلـت والدتها عن والـدها وهي في سن ال 15، فتـاه بسيطـه جداً عكس والدها وشقيقهـا،ولكنـها تعشق عُـدي،فهـو من يبادلها الإهتمـام والحُـب،فهـي بالنسبـه له كُل شيء".
------
" داخل بنايـه كبيـره"
حيث يتـواجد بها المكتب الخاص بمُهـاب رضوان الألفـي،،وهو المبنـي الرئيسـي الذي تُعقد به كافه إجتماعـاته...
-لا ،،أنا قولـت لا..الكلام دا مـرفوض تماماً،أنا مش هينفع أبعتلك بنت من الملجأ عندي اسبوع لمُجرد أنها عجبتـك..لأن كدا أكون بخالف القانون اللي ماشيين عليه ،وبعدين البنـت عندها 13 سنه،أيه اللي عاجبك فيها،سايب كُل البنات اللي عدوا ال18 وعاجبك دي!!!..شكلـك بتهزر يا طاهـر؟!.
هتـف مُهـاب بتلـك الكلمات بنبرآت مـزمجره وقد بـدي الإحمـرار علي وجهـه بشكلاً كبيـراً،،في حيـن أردف صديقه مُكملاً....
-وفيها أيه بس يا مُهـاب!..البنت عجباني،وهكتب ورقـه عُرفي وأهي تسليني الأسبـوع دا قبل ما أسـافر،،وبعدين  هو في قوانيـن تمشي علي صاحبك بردو!.
ظل مُـهاب يستمع له في ترقب وهو يطرُق بأصابعـه علي سطح مكتبـه،ثم حسـم أمره وهو يهتف قائلاً...
-ماشي يا طاهـر،،أكسر القواعـد المـرادي،،بس بعد أسبوع البنت تتسلـم للرجالـه في الملجـأ تاني،وطبعـاً قبل ما تـروح تاخد البنت،لازم تنهـي الحسـاب،وطبعاً الشغل مفيهـوش صحاب!.
أطلـق طاهـر ضحكه عاليـه ثم أكمل قائلاً،بنبرآت ثابتـه...
-أكيد يا صاحبـي،،هتاخـد في البنت كام!!!.
-عشـر بواكـي (10الآف).
-------
-بنتـك دي هتجننـي يا حلمي،انا خلاص مبقيتش بستحمـل بُعـدها عني،وكمـان طول الوقت مش جنب الفون،أنا مش عـارفه هي مساكاه ليه من الأسـاس!!.
أردفـت شاهينـاز والده مـرام بتلك الكلمـات وهي تضغط علي زر الإتصال مـره أخري ثم تـرفعه إلي أذنهـا مُنتظـره رد أبنتهـا،في حين هتـف حلمي بنبرآت متأففـه وهو يتـرك الأوراق من يده ،مـردداً...
-بطلي تقلقي عليهـا ،مـرام مش صغيره وبعدين أزاي هتسيب شُغلهـا في مصـر والجمعيات والتنظيمـات اللي أسستهـا وبعدين إنتِ عارفه أن مـرام عنيده،وتصرفاتـها محسوبـه جداً.
زفـرت شهينـاز في ضيـق وهي تُلقي بالهاتـف علي الأريكـه المجاوره لها،ثم أكملت وهي تجلس بجانبـه مـردده...
-أنـا مش عارفه أيه حبكم في الصحـافه والإعلام وكُل المشاكل اللي مش بتخلص دي!.لا وبنتـك ماشـاء الله،نُسخه طبق الأصـل منك.
رفـع حلمـي أحد حاجبيـه ثم تابـع بنبرآت مـرحـه...
-مش عاجبـك ولا أيه!..وبعدين الصحـافه ومُساعده النـاس وكشـف الحقيقه،أكتـر حاجه ممكن تغيـر قدرك،أزاي بقا هتغير قدرك!..لان دعوه واحـد بس من مكـروب وأنتِ ساعدتيه في تفريـج كربتـه،بدعوه ،شوفي كميه الدعوات اللي بنـاخده بظهـر الغيب،،ممكن نكـون فعلاً بنتأذي بس علشان أحنـا صحفيين عندنـا ضمير، الفلوس أخـر طموحتنـا والنوعيـه دي تتعد علي الصوابـع..لكـن الأغلبيـه من الصحفيين بيجـروا ورا الشهره والفلـوس وممكن يدوسـوا علي مظلـوم في طريقهـم ويعـرفوا أنه مظلـوم ويكملوا عـادي،بس انا ومـرام مش كـدا.عـرفتي ليـه أحنا بنقابل مشـاكل كتير..وعـرفتي ليـه انا سافـرت بـرا مصـر!!..بس مـرام بتعشق مصـر ومستحيل تبعـد عن شغلهـا ومتخافيش ،انا واثـق في بنتي ومصداقيتهـا وربنـا يحميهـا من أي شـر.
------
-نـوران،صاحيـه!.
أردف عُـدي حديثـه بنبرآت هادئـه وهو يدلف داخل الحجـره ليجـد شقيقته قد دثـرت نفسهـا داخل الفراش وتُغطـي وجهـها أيضاً ولكنـه يعلم جيـداً أنها لم تغـط في نومـهِ عميقـه لأنه علي علـم بمواعيد نومـها وهذا الوقـت باكـراً جداً...
فـي تلك اللحظـه أقتـرب منها فـي هـدوء شديـد ثم أزاح الغطـاء ليكشـف عن وجههـا،قائلاً وهو يطبع قُبلـه علي وجنتيهـا....
-نـايمـه دلوقتـي! ،يبقي فـي حاجه مضايقاكـي..هـا عاوز أسمـع ولا أرجـع الشيكولاتا للسوبـر ماركـت تاني!.
أبتسمـت له نـوران في هـدوء ثم عدلت من وضعيـه نومها وهي تنظـر إلي عينيـه مباشـره ،مـردده...
-طبعاً إنت عارف أنـي طالعـه رحله للساحـل الشمـالي!.
ضيـق عُـدي عينيـه في شـك وهو ينتظـر إستكمالهـا لحديثهـا،بينمـا أكملت هي بنبرآت مُتنحنحـه وهي تطقطق أصابعهـا في تـوتـر....
-أصـل طـارق هيـروح الرحله دي،وانـت عارف أنه بيضايقنـي ومـركز معايا،وإنـت عارف إنـي مش بحب جـو الشبـاب دا،فعلشـان كدا مش مُتحمسـه،وبفكـر إلغي الإشتـراك!.
ومـا ان أنهـت نـوران حديثهـا حتي صلبـت مُقلتي عينيهـا بإتجاه شقيقهـا في حـزن في حين تابـع عُـدي حديثـه وهو يُقـرب رأسـه من رأسهـا كحـركه مـرحه منـه أو بالأحـري أعتادوا عليها مُنـذ الطفوله ،قائلاً...
-يبقـي نلغـي الأشتـراك،،بس لمعـه عينك مشوفهـاش مطفيـه تاني أبـداً..لمـا أمـوت تبقي تزعلي،،فاهمـاني يا سنيوريتـا!.
طبعـت نـوران قُبله علي وجنتـي شقيقهـا فـي سعـاده من حديثـه فهو دائمـاً يُلقبهـا "بالسنيوريتـا" ،ف عُـدي يُمثـل لها الصديـق الوفـي الذي لايكـن لخليلـه أي بغيضـه ،وأيضـاً الأب الذي يلتهـم فريستـه التي تجـرأت علي أذيـه طفلتـه،فأصبـح هو احـن ركنـاً في حياتها،لذلـك لم تبحث نـوران مُطلقاً عن الحـب والإهتمـام خارج بيتهـا،ولـم تحتاج للحـب من رجلاً أخـر،لأن امـان الكـون تجمع في شقيقهـا.
فـي تلـك اللحظـه هتفـت هي بسعـاده بالغـه وهي تتحسـس ذقنـه المُنبت بالشعـر الأسمـر،قائلـه...
-تمام بس بشـرط،،تخـرجني نـاو لأني زهقـانه!.
نهـض عُـدي من مجلسـه بوقـع خُطـوات سريعه وهو يمـد يده لها حتي أمسكـت هي بيـده ونهضـت،مـردداً...
-أمـر السنيوريتـا..يلا ألبسـي وانا كمـان.
-يس (Yes).
أنطلقـت نـوران مُسـرعـه ناحيـه خـزانتهـا،وهـي تترنـح في مـرح،بينما أبتسـم هو في حُـب ثم أنطلق خـارج الحجـره.....
دلـف عُـدي داخل غُـرفتـه وهو يُدنـدن في مـرح وقبل أن يُبـدل ملابسـه،وجـد هاتفـه يُعلـن عن وصول إتصالاً،وهنـا أخـرج الهاتف من جيب بنطالـه لينظُـر إلي المُتصـل في بـرود،ثم أجـاب قائلاً...
-أيـوه ياهـايـدي..لا مش هخـرُج.
أردفـت هايـدي متابعـه في ضيـق...
-مش أحنـا أتفقنـا إننـا هنتقابل بعد ساعـه.
ألقـي عُـدي بجسـدهِ علي الفراش وهو يزفُـر في ضيـق ونبرآت حـاسمـه،قائلاً...
-بس السنيوريتـا أمـرت بخـروجه،ودي ميتقالهـاش لا.
إغتـاظت هايدي بشـده من مـدي حُبـه لشقيقتـه،ثم تابعـت بنبرآت مُتضايقـه...
-طبعاً يا بيبـي ،نوران ،عنـدك في كفـه والعالم في كفـه،،ربنا يخليلك سنيوريتـك يا بيبي،،مش مهم بنتقابل في وقـت تانـي سلام.
أغلقـت هـايدي الهاتـف معـه،بينمـا نهض هو من فـراشـه وهو يُلقي بالهاتف عليـه،ثم شـرع في إبـدال ملابسـه.
-----
-عمـر حبيبـي ،يلا العشـا جاهـز.
أردفـت والده عُمـر بتلك الكلمـات في حيـن نظـر لها بإبتسـامه هادئـه وهو يُغلـق اللاب الخاص بـه لإتمـام عمـله،مـردداً...
-حاضـر يا سـت الكُل ،ثواني وهكون عنـدك.
"عُـمر عبد الفتـاح من أُسـره مُتوسطـه الحال،يعمـل والـده محاسبـاً في بنـك ووالـدتـه ربـه منـزل ولكنها تشعُـر بالملل لإنشغال ابنها وزوجها عنهـا ،لذلك قرر عُـمر إنشـاء برنامـج خاص بوالدتـه،حيث تعمـل كمُعده ومُقدمه لأحـد برامج الطبـخ (شيـف)،التي يُديرها صديقـه المونتـج ادهم النجـدي.
إتجـه عُمـر مُسـرعاً إلي مائـده الطعام،ثم شـرع في تناول وجبتـه وهو يهتف قائلاً بنبرآت مُتسائلـه....
-أيـه يا ست الكُل معندكيش برنامج النهاردا!.
أردفـت والدتـه مُتابعـه وهي تضـع كميات من الطعـام أمامـه ،مـردده...
-انـا مش عـارفه يا عُمـر ،أيه الزهايمـر المُبكـر دا يابني،،روحت فين أنت بس ،،دا انت عندك 25 سنه ،ركـز شويه ،وأفتكـر ان النهاردا مفيش برنامج هم 3أيام في الأسبـوع،وكُل ما نقعـد علي الأكـل،أقول نفس الكلام.
نظـر لها عُمـر في هـدوء وهو يُتابـع بنبرآت مـرحه أثنـاء إرتشافـه للشوربـه الموضوعـه أمامه،قائلاً...
-خلاص يا نبيلـه هانم ،دا مكانش سؤال!.
وأثنـاء حديثـه رن هاتفـه ،ثم نظـر إلي المُتصـل ليجدهـا مـرام،فقام بالـرد علي الفور وهو مازال يرتشـف ما امامـه ،مـردداً...
-أيوه يا صاحبـي.
جـزت مـرام علي أسنانهـا ثم تابعـت بنبرآت خـائفـه...
-ألحقنـي يا عُمـر.
بثـق عمـر مـا يوجـد داخل فمـه في خضـه ثم تابـع بنبرآت مُغتـاظه...
-الله يحرقـك يا مـرام،إنتِ ومعرفتك وسنينـك السودا..ما بتتصليش بيـا غير وتقوليلـي نفس الجملـه بنت الجـزمه دي،،بصي يا مـرام أنا بعـد كدا ،هعملها رنـه للفون وكُل ما تـرني أسمع "ألحقنـي يا عُمـر" ،قبل ما أتهبـب أرد وأتخض كدا،هـا قولي يا ختي اللي عنـدك.
-مُصيبـه يا عُمـر،لازم تيجي حالاً دلوقتـي!.
أردفـت مـرام بتلك الكلمات في حين هتـف هو متابعاً في غيظ وهو ينهض من مجلسه ،قائلاً..
-تصدقي في فـرق فظيع بين حالاً ودلوقتـي،،أقفلـي يا مـرام..لأرمـي نفسي من كوبري قصـر النيل بسببـك،،الله يخربيـت معرفتـك،،شالله تولعـي.
تابعـت مـرام حديثها بنبرآت مُغتـاظه...
-عشر دقايق وتكون عنـدي يا عُمـر.
جـز عُمـر علي أسنانه ثم تابـع وهو يُغلق باب المنزل في غيـظ..
-حاضر يا بيبـي أول طياره وجيلك حالاً يا فصيلـه.
-------
-انا جاهـزه يا عُـدي.
أردفـت نـوران بتلـك الكلمات بنبرآت مـرحه في حين تابـع عُـدي حديثه وهو يمسك كف يدهـا ويهبطـان الدرج سوياً،قائلاً..
-هخـرجك أحلي خـروجه،يا نـوري.
أبتسمـت له في هـدوء ،ثم أتجهـا سوياً إلي البـاب الرئيسـي للڨيلا ،ليجـدوا والدهم يـدلف بسيـارته الخاصه داخلها،وهنـا أوقف السائـق السياره ،ثم أردف مُهـاب قائلاً،بنبرآت جـامده...
-رايحيـن علي فين كدا!.
رمقـه عُـدي بنظـرات ثابتـه ثم أردف في هـدوء...
-زهقانيـن فقولنـا نخـرج.
أومـأ مُـهاب برأسـه في تفهُم ثم أكمل بنبرآت مُتسائلـه...
-وفيـن العـربيه بتاعتك يا عُـدي!.
-فـي الجـراج ،اللي بـرا الڤيلا..يلا سلام يا مُـهاب بيه.
------
ظلـت تتجـول داخل غـرفتها في ضيق وهي تُتمتم بكلمـات غيـر مفهومـه،ثم هتفت هايدي بنبرآت ناريه قائلـه...
-انا مش فاهمـه كُل مـا نحب نخـرُج،لازم الهانم تبوظ كل اللي بخططلـه،ما هو انا مش هسكـُت أبداً.
فـي تلـك اللحظـه قامت بإلتقـاط الهاتف مجدداً،ثم أجـرت إتصالاً بـه،وما هي إلا ثـواني حتي أتاهـا صوته مـردداً بنبرآت جـامده كالمُعتـاد...
-أيوه يا هـايدي.
تماثلـت هي للحـزن ثم أكملت بنبرآت باكيـه...
-عُـدي انا محتاجه أتكلم معاك ضـروري،،هو مينفعش نتقابل انا وانت ونوران مكـان ما بنسهـر.
أطـرق عُـدي بقبضـه يده علي المقـود ثم أردف مُتابعاً في حنـق...
-شكلك أتجننـتي يا هايـدي،،عاوزاني أخـد أُختـي الكباريه!، أقفلـي دلوقتـي علشان مش ناقصـك،،وبعدين أفهمـي كويس أوي،أُختـي غير ولو سمعت منك الجمله دي تاني،هبهدلك وبعدين انا مش حلال مشاكـل،إحنا مجـرد أصدقاء عمـل.
ومـا أن أنهـي حديثه حتي أغلق الهاتف في وجههـا وهو يزفُـر في غيـظ...
-مُتخلفـه،كُنت ناقصها أنا.
رمقتـه نـوران بإستغراب وهي تُتابع بنبرآت مُتـرقبه...
-كباريه أيـه دا اللي عوزانا نروحـه يا عُـدي..انا مش فاهمه أنت بتتعامل مع الناس دي ليه!...نفسي بجد تفوق لنفسك يا عُـدي ،الكباريهـات مش مكانك المُناسـب،،علشان خاطـري،أبعـد عن الـطريق دا.
نظـر لها عُـدي في حنـو ثم تابـع بنبرآت هادئـه...
-تأكـدي تماماً ،إني مش هعمل حاجه تخذلك أبـداً،،مش كفايه ماما اللي سابتنـا وبعدت!.
تـذكـرت نـوران ما حـدث قبل خمس سنـوات،عنـدما طلبـت والدتها الإنفصال،وأصرت عليـه،وعقب طلاقها مُباشره ،طلبت من طليقها ،أن تأخـُذ أولادهـا معها،فرفض بشـده ومنذ تلك اللحظـه ولا تعلم عن والدتها شيئـاً ولا سبب طلاقهـا من والدها..ف السبـب مجهول بالنسبـه لها.
أفـات من شرودها علي صوته وهو يتابـع قائلاً...
-تحبـي بقا تاكلـي فين!.
-------
-يعنـي أيه،بتُصـرخ ومُصـره تقابلني،،أمال أنتوا واقفين حراسـه بتعملـوا أيه يا شـويه أغبيـه!.
أردف مُهـاب بتلك الكلمـات وهو يجلس إلي فراشـهِ في غيظ،في حين أردف المُتصل قائلاً بنبرآت متوتـره...
-والله يا فنـدم ،،حاولنـا معاها بكُل الطرق ومش راضيـه تهدي.
زفـر مُهـاب في ضيـق ثم أكمل بنبرآت مُـزمجره وهو ينهض من فراشـه ويتناول جاكيتـه...
-طيـب خلاص أنا جـاي.
--------
ظـلت مـرام تنظـُر إلي الأوراق الموضوعـه أمامها في صـدمه وهي تعض علي شفتيهـا من شـده الضيـق،فأخـذت تُحدث نفسها بنبرآت مُختنقـه...
-معقـول لسـه في ناس بالبشـاعه دي!.،بس أزاي أصلاً..وأزاي بردو الحكـومـه مش عندها علم بـدا!!!...انا هتجنن خلاص.
فـي تلـك اللحظـه رن جـرس منـزلها ،فأسـرعت الخطي ناحيتـه،وهي مـازالـت شارده الذهـن فيمـا رأتـه،وما أن رأهـا عُمـر أمامـه حتي هتف في غيـظ...
-من غير ما تقولي،ألحقنـي يا عُمـر،انا جيت اهو..فين المُصيبـه بقا مش شايفهـا!.
رمقتـه مـرام بنظـرات حانقـه وتكـاد تبكـي من صـدمتها،ثم هتفت بعد أن أنسـابت قطره من الدموع علي وجنتها،قائلـه....
-تعالـي شوف بنفسـك.
أتجـه عُمـر مُباشـره إلي غرفه الجلـوس ثم نظـر إلي الأوراق الموضوعـه علي الطـاوله وهو يُضيـق عينيه في شـك،في حين تابعـت وهي تُشيـر بأحـد أصابعهـا إليهم قائلـه...
-أقـرأ بنفسـك اللي مـوجـود في الورق دا!.
إنصـاع عُـمر لحديثها ثم قام بإلتقـاط الأوراق،ثم نظـر داخله بتمعُـن،وهُنـا جحظـت عينـاه من الصـدمه،وبدي إحمـرار وجهـه ينتشـر في جميع ملامحـه ،مـردداً....
-دي كـارثه،مش مُصيبـه!!!.
يتبع
#علياء_شعبان

"أيهما احببت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن