متاهات الغيرة!

19.9K 1K 247
                                    

دخلت سوريل رغما عنها، لأنه ما ان تفوه آدم بتلك الكلمات الواضحة لغويا وغير مفهومة في نظرها...فقدت أدراكها الحسي واستغل آدم ذلك فجرها نحو الباب وأصبحت وجها لوجه مع الحاضرين الذي علت قسماتهم الدهشة فآدم كان يمسك بمعصمها.

"ﻷنك حبيبتي!"

ترددت تلك الجملة في عقلها كالصدى...وشعرت بالحاجه لﻷختلاء بنفسها، تمنت أن تختفى وتتبخر كقطرة ماء ولكن بادر آدم بصوته الأجش الواثق:

"هذه الآنسه سوريل مكلاود...مربية ومعلمة سالي لها كل الفضل في تحسن سالي..وهذا هو السيد كاسلو والد دافينا"

اضطرت سوريل لتتمالك نفسها، ووضعت قناع مهذبا وجامدا على وجهها ، ثم استدارت توجه نظرها للرجل الكهل.

كان رجل في أواخر الستينيات من العمر، وجهه مجعد ولكن جسده ظل محتفظا بصحته الواضح من البذلة الانيقة التى يرتديها...ولكن ما جعلها تنكمش على ذاتها عيناه التى راحت تتفحص جسدها بطريقة مقرفه....أول انطباع سجلته في ذاكرتها أنه رجل سيء يجب ان تتجنبه قدر الإمكان.

اخفت اضطربها بعد شعورها بالامان فقد كان آدم يقف بجوارها...كانت تستمد منه الطاقة والثبات فحيت الرجل ببرود:

"أهلا بك سيد كاسلو"

رمقها الرجل بوقاحه واضحة وقال:

"أهلا بك يا آنسه سوريل"

دفعها آدم برفق بعد ان وضع يده القوية على ظهرها، ويال العجب! أحست سوريل بأنها مدينة له لأنه أحس بتعبها وان هذه المواجهة أرهقتها.

جلست على أريكة مزدوجة، وشعرت بالامتنان كون ساقيها لم تعد قادرة على حملها.

وراقبت بذهول آدم وهو يجلس قربها...وتمتم عقلها ماذا يفعل هذا المجنون بحق الله؟!

ابتسم آدم لتعابيرها المصدومة وتجاهل نظرات السخط من دافينا ثم تابع يوجه حديثه للرجل الكهل وهو يفكر.

"لقد تبقى القليل بعد!"

لم تشترك سوريل في الحديث، ولم تأبه بماذا يتكلمون، فقد كانت تائهة في عالمها الخاص تحاول ان تفسر تصرفات آدم المثيرة للعجب.

حاولت ان تشغل نفسها بالعبث في تنورتها المكشكشة ووجدتها فجأة مثيرة للاهتمام بطياتها الزرقاء...ثم حاولت بعناد طفولي ان تشغل نفسها بالتطلع لأظافرها التى طلتها لها سالي بلون زهري باهت، لقد كانت غير مرتبة ولكنها أحبتها لأن سالي كانت متحمسة وهي تضع لها الطلاء.

تفاجأت على نحو جعل القشعريرة تجري على طول سلسلتها الفقرية عندما وضع آدم ذراعه خلف مقعدها...ولم يكتفي بذلك فقد لامست أصابعه الباردة رقبتها.

تمنت لو كانت أسدلت شعرها، فذلك كان ليمنعه من العبث برقبتها...ولكنها كانت ترفعه ﻷعلى بحزم.

قصر الأوراق المتساقطةWhere stories live. Discover now