وداعاً يا ماضي!

6.5K 455 27
                                    

ذهبت سوريل لغرفتها بعد حديث مطول مع سالي، عن جدولها وما سيفعلانه..وكانت عيون سالي تتلألأ بالسعادة بطريقة لم تعدها السيدة تريزا.

كانت غرفه سوريل جميلة ومؤثثة بعانيه ، السرير الكبير في الوسط تحيط به الستائر الشفافة، ثم هناك قرب النافذة طاولة وكرسيين..وهناك خزانة وطاولة زينة.

اقتربت سوريل وفتحت النافذة لتنعش جو الغرفة ، ثم دخلت للحمام لتستحم وتبدل ثيابها.

استلقت في فراشها بعد ان نال التعب منها..بعد ان تناولت عشائها ، وتقلبت وهي تفكر في والد سالي الظالم، وحتى وان كره والدتها لايحق له بتاتاً بان ينسى طفلة في الخامسة بحق الله!

هي وضعت فكرة اساسية في رأسها، ستجعل سالي سعيدة..وتحاول تغير آدم هاموند..اسمه وحده ارسل تلك القشعريرة في عمودها الفقري لتحكم الغطاء من حولها .
...............................

ودون اي مقدمات تحولت افكارها الى(رولت) خطيبها السابق، كانت تحبه بجنون ، ولكنه دعس على قلبها ودمر ثقتها بالجنس الاخر..تذكرت اخر لقاء بينهما عندما قال:
" انا آسف لا أستطيع...ان اكمل معك!"
"ولماذا؟!" سألت ببرود فهي على علم بكل علاقاته الوضيعة
"انت باردة كجبل جليدي..عندما اعانقكك تفرين مني..انت بحق الله لمن تسمحي لي بتقبيلك!" وتابع بسخرية
" لذا اعذريني على صراحتي..اريد ان اتزوج بامراة بمشاعر..وانت لا تملكين"
" اهناك اخرى!؟" سألت وانا ارتدي قناعي الذي حماني من كل الم او ذل.

بانت على وجهه رولت الوسيم الصدمة ولكنه تمالك نفسه وقال بحقاره:
"اجل واسمها سوزان..انا سوف اتزوجها"

وتابع وهو يضع يديه على كتف سوريل:
" اسف عزيزتي"

دفعته سوريل بكل ما اوتيت بقوه، وقالت بسخرية لتخفي الالم الذي يمزق قلبها:
" آسف!؟ اتقولها لك فتاة تهجرها يا رولت؟ وتناديهن حبيبتي وعزيزتي..دعني اذكرك باسمائهن..في الشهر الماضي فقط..جين..اتعني لك شيئا؟"

وعندما هم بالقتراب منها دفعته وتابعت بقوة اكثر من ذي قبل..فلقد باتت تحتقره
" وما رايك بماريا فتاة الحانه تلك...وهناك فايولا..واخيرا اضفت الى قائمتك اسم سوزان المسكينة...اشفق عليها"
" اسمعني جديدا يا رولت! انا لا اريد ان اراك او ان اسمع باسمك مجدداً"

ثم رمت خاتم الخطوبة في وجهه وهو فقط مصدوم..وكأنه لم يتوقع من سوريل الهادئة الخجولة ان تخرج عن طورها.
..............................

دفنت سوريل وجهها في الوسادة لتبعد عن ذهنها صورة رولت الوسيم بعيناه الرماديتان.

استيقظت سوريل في الصباح ، وبعد ان اخذت حماما باردا وارتدت ملابسها نزلت للاسفل حيث دعتها السيدة تريزا لتناول الافطار وقد سألتها عن امكانية شفاء سالي من حزنها فقالت سوريل بثقه وعمليه بحكم شهادتها:
" انا انوى ان اكسب ثقتها في البداية..ثم ابدأ باعطاها الدروس وأكافئها ان ابلت حسناً...هي كل ما تحتاجه الاهتمام..وبالقليل منه..سادفعها لتتحدث بما يحزنها"

قصر الأوراق المتساقطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن