السر

17.5K 1K 48
                                    

لقد علمت سوريل من كلمات دافينا انها تتزوج آدم لماله وحسب!

ذلك أزعجها حقا...وجعل أنفاسها تنقطع من الغيظ والحسرة...ولكن عندما أخبرتها ان آدم يتسلى بها كما فعل بغيرها قبلا جعلتها تخمد هذه الاحساس وتفكر بالصغيرة سالي.

هل يعقل ان يرتكب آدم الخطأ مرتين؟

حدثت سوريل نفسها بألم وهي تحدق بدافينا ووجهها الذي يطغى عليه علامات الانتصار..كيف له أن يحبها بحق الله؟! هي مزيفة حتى النخاع.

هل يجب عليها أخباره؟ سؤال كانت تطرحه في عقلها قبل ان...

"دافينا! أنتِ هنا يجب ان نذهب فالمعياد مع الصائغ لاختيار الخواتم..."

قطع آدم أفكار سوريل...ثم توقف عن الحديث عندما رأها وافقة هناك.

خواتم؟! وكانت تلك الكلمة القشة التى قسمت ظهر البعير.

كانت نظراته لسوريل مبهمة تكتسي وشاحا باردا غامقا، وهي ابعدت عيناها الدامعتين عن سطوة نظراته.

أجابته دافينا بصوت كله إغراء وهي تتقدم لتتأبط ذراعه:

"هيا يا حبيبي!"

سارا مبتعدين دون ان يبالي آدم بألقاء التحية على سوريل رغم انهم لم يلتقوا منذ عدة أيام.

زفرت سوريل أنفاسها بلوعه وهي تحاول ان تبتلع الغصة التى تجرح حلقها وتجعلها على حافة البكاء.

ابعدت نظرها عنهما وحدقت في الاوراق المتساقطة التى تمﻷ حديقة القصر...كان لونها المحمر جذابا مع أشعة الشمس.

"هل أوشكت على انهاء المنهج الدراسي يا آنسه؟"

قاطعها مجدداً صوته العميق الذي اشتاقت له قائلا ببرود ورسمية.

احست لوهله انه تردد في قول (يا آنسه) وكأنها سمعت الحرف الاول من أسمها يخرج من بين شفتيه.

ابتلعت ريقها والتفتت نحوه تنظر مباشرة في عينيه ﻷول مرة منذ عدة أيام بثقة مزيفة وتحدثت بنبره عادية:

"أجل اوشكا 3 أسابيع وتكون سالي جاهزة لتلحق بمن في عمرها للعام الدراسي الجديد"

أمعن النظر إليها لعدة ثواني، ثم استدار وابتعد دون كلمة.

"اوه يا إلهي! الهمني الصبر حتى ابتعد عنه..لماذا سألني من المنهج الدراسي؟ أأراد بذلك ان يعبر بطريقة مهذبة عن رغبته في رحيلي؟"

همست سوريل حائرة وعم الالم قلبها، شعرت برغبه عارمة للبكاء...فركضت مسرعة لغرفتها واقفلت الباب وهي تسمح لتلك اللألئ والشهقات صغيرة بالخروج.

.
.
.
.
في المساء

وضعت سوريل سالي على فراشها وطلبت منها بظرافه قائلة:

قصر الأوراق المتساقطةWhere stories live. Discover now