وحيدان..في ليله ممطره!

20.8K 1.2K 160
                                    


" الحب الذي أبحث عنه!"

ترددت هذه الجملة في ذهن آدم كالصدى...

وعندما التفتت سوريل توقعت ان ترى في عينيه السخرية..وبدل عنها رأت اعجاب وذهول واضح من كلماتها.

شعرت بالارض تصبح هلام تحتها عندما اقترب منها آدم.

تسللت يده لعنقها..يدفعها بخفه نحوه، وهي تحركت بلا مقاومة كالمنومة مغناطيسيا...

لا تعرف لما تخذلها نفسها بقربه..

وهو لا يعرف لما يتصرف هكذا معاها على نحو يجعله ضعيف..

تحركت يده نحو وجنتيها المتوردتين وعيناه متصلة بعينيها...

جفلت سوريل داخلياً عندما صفعها دماغها ونبهها عن ان الامر تجاوز حده..فتراجعت كالمصعوقة وقالت بتعثلم :

"س..سأنادي سالي"

شعر آدم بالغضب من نفسه لانه استسلم لسحر عينيها الخضراوتين ولم يتمالك نفسه...هو الذي لم يفقد زمام نفسه منذ عدة سنوات، ولكنه اعترف بان سوريل تؤثر عليه بشكل فاق تصوراته..وما يحيره هو مقدار برائتها وتوترتها عندما يقترب منها.

اعترف كذلك بأنه يريد ان يحصل على سوريل، ولكن ليس للتسليه! وهنا تجمدت افكاره لانه لم يجد ما يسمى به احاسيسه تجاهها.

" لا أستطيع البقاء هنا!"

همس لنفسه..ثم تحرك سريعاً نحو المنضدة وكتب رسالة اعتذار بسيطة..باردة..علم ان سوريل ستظنه رجل عابث وحسب.

خرج آدم من القصر بتلهف للبقاء وحيدا والتفكير فيما سيفعله.

سارت اقدامه تلقائيا لنبع ماء يسمونه الحورية مكان منعزل وهادئ...وهو ما يريده الان تحديداً.

وصل لذلك المكان البديع الذي تتلاعب فيه الاغصان مع الرياح وتعانق الشمس صفحة الماء بلهفه..حمل آدم حفنه من ماء النبع البارد ثم رشها على وجهه ثم مرتين وثلاثة حتى ابتل مقدمة شعره وقميصه..ظن ان الماء البارد سيجعله يفيق من الصدمة.

"مرحبًا آدم"

توقف آدم عن ضرب وجهه بالماء وهو يعلم ان هذا الصوت ذو اللكنه الغريبة لا يملكها الا ماركوس أدريان.

" مرحبًا ماركوس"

" هل كل شيئاً على ما يرام يا صديقي؟"

حقا ان هذا الرجل فطن وسريع الملاحظة!

كانت تجمعهما صداقه قديمة...غريبة نوعا ما، فما لا يتسكعان سويا ولا يذهبان لتناول العشاء او ممارسة الرياضة، كانا فقط يلتقينا في النبع او عند كوخه ماركوس الذي يطل على الجبل.

ماركوس رجل اسود الشعر والعينان..اصله اسباني يعمل في عدة مهن،فهو صياد، نحات، وصانع فخار، رسام، وملحن وطبيب.

قصر الأوراق المتساقطةWhere stories live. Discover now