وحيدان..في ليله ممطرة!

19.4K 1.1K 225
                                    

بعد ربع ساعة، كانوا في السيارة وهما يصغيان تلى كلام سالي المبعثر وهي تعبر عن سعادتها بالخروج معهما.

أراد آدم في تلك اللحظة ان يدوم هذا للأبد، رأى سوريل تخاطب سالي بارتياح وليس كما تخاطبه هو...شعر بالانزعاج!...مهلاً، هل يشعر بالغيرة من ابنته!

لاحظت سوريل وجهه المتهجم..وكأنه فكر في امر يضايقه..ولم تستطع اخفاء نبرة القلق وهي تقول:

"اهناك شيء يضايقك سيدي؟"

اوه اجل..انه أنتِ! كان يود ان يقول هذا ولكنه رد قائلاً بلا اهتمام:

" لا مجرد وخز"

" وخز؟!"

" أتعلمين..انسي الموضوع..اين تودين الذهاب؟"

" إلى مكتب البريد"

" لمن تردين ان ترسلي رسالة؟ أهناك أحد ينتظرك؟"

" وهل يهمك هذا؟"

وتابعت ضاحكة وهي تلاحظ تقطيبه لحاجبيه بانزعاج:

" أنها عمتي..تود ان تعرف أخباري..كم اشتقت اليها!"

أودعت سوريل رسالتها في صندوق البريد..وهي تشعر بالاضطراب اثر نظرات آدم التى لم تفارقها قط..واحسا بحمرة الخجل تتدافع لتمﻷ خديها فتوردا بشكل جذاب...

فأقترب آدم واحاط كتفي سوريل بذراعه وامسك سالي باليد الاخرى، وهم يسيرون في الشارع الى بيت ماريا..

اعطتها سوريل الفطيرة..فأخذتها ماريا العجوز ببهجه وقالت بمكر:

" متى تزوجت يا آدم؟"

تزوج؟! متى؟ هو فقط خاطب؟..فكرت سوريل
بتشوش

" ما رأيك بزوجتي يا ماريا؟"

احاط آدم خصر سوريل بتملك وهو ينظر نحوها بخبث وابتسامة ماكرة مرحه تلوح في شفتيه.

تمنت سوريل في تلك اللحظة أن تتلاشي من الوجود، وخطرت لها أفكار مجنونة كأن يسقط نيزك عليها لتختفى!

قاطعت ماريا افكار سوريل الغريبة..وهي تبتسم بطريقة أظهرت التجاعيد التى مشى الزمن عليها بغرور:

" جميلة، وفريدة من نوعها..حافظ عليها يا آدم!"

قال آدم بجديه دفعت الدهشة لعروق سوريل:

"سأفعل!"

يا إلهي!! أفقد آدم عقله؟

تحررت سوريل منه بحذر، وهي تشعر بقلبها يكاد يتوقف...ابتعدت قليلا لتترك آدم وماريا بمفردهما..ونظرت للسماء التى تجمعت فيها السحب الداكنة بشكل ينذر بالسوء..وخلال ثانية هبت رياح حركت الاشجار بعنف شديد.

فقال آدم وهو يحمل سالي :

"من اﻷفضل ان نذهب...يبدو انها ستمطر بغزارة"

قصر الأوراق المتساقطةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora