لقاء دون حسبان

20.9K 1.3K 144
                                    

مرت الأيام دون ان تلتقى سوريل بآدم هاموند، وهذا ما اراحها جداً ولكنها احست بمراقبته لها وخاصة عندما تعطي سالي دروسها.

كانت سالي حساسة جداً هذه الأيام وعلمت سوريل من جودي التى تحب الثرثرة ان السيد هاموند يقابل ابنته يومياً، ولكنه لم يطلب لقاء سوريل مرة أخرى.

كانت سوريل تعطي سالي دروسها وقد بدأتا باللغه الانجليزيه:
" أقرئي لي هذه الجملة يا صغيرتي"

قالتها سوريل بحماس وذلك لتقدم سالي في القراءة واجابت
" كان بيتر ومارسيل يتنزهان في صباح مشمس قرب النهر الجادي..."

علت ضحكة معلمتها وقالت معاتبه برقه:
" اوه! ليس الجادي بالدال، وانما بالراء الجاري..قولي الجاري"

ظهرت تقطيبه على وجهه سالي الصغير وهي تقول بتعثلم
" الجا...الجاا..الجادي"

وتابعت بتأفأف:
" امي! ان نطقها صعب"
" لا بأس عزيزتي ، مع الوقت ستتعلمينها"
" ولكن يا امي.."
" كيف حالك آنسه مكلاود؟"

لا!! انه ذلك الصوت الاجش والعميق، ظهرت الصدمه على ملامح سوريل ولكنها تداركت الامر سريعا قائلة بهدوء:
" جيدة، شكراً لسؤالك سيدي"

وهنا خاطب آدم ابنته
"اشكري الانسه سوريل على اعتناءها بك"

ابتسمت سالي وسارعت بالاجابه ببراءه
" اشكرك يا اماه على الاعتناء بي، وقراءة القصص قبل النوم"

كان آدم بخشى ان تتعلق ابنته بسوريل فقال بصوت حازم:
" انها ليست امك يا سالي! هي الآنسه سوريل مكلاود"
" لا ، انها امي، وانت ابي!"

عاندت سالي وهي تهز رأسها بشده
" انها الانسه سوريل يا سالي!" قال ادم بغضب وهو يتجاهل نظرات التحذير من عيني سوريل الخضراوتين
" كلا!- صرخت بشده - انها امي، وانت لن تاخذها بعيدا عني"

صرخ آدم وقد اعمى الغضب عيناه
" انها ليست والدتك يا سالي، والدتك الحقيرة ماتت!"

وتابع بقسوه دون ان يكترث لدموع سالي
" وهي تستحق ذلك والى جهنم بذكرها!"

هبت سوريل كالقطه البريه وهي تقف امامه قائلة باستنكار:
" توقف سيد هاموند! هذا يكفي..هذه قسوة ان تتكلم مع طفله صغيرة بتلك الطريقة، ما ذنبها ان كانت والدتها سيئة؟! انا اشفق على تفكيرك المريض! - وابتلعت ريقها- وانا لا اعارض أبداً ان تنادني هكذا ان كان يساعدها ويفرحها"

نظر اليها آدم نظرة حادة، واحست انه يسيطر على اعصابه بصعوبة، لقيت منها الاعجاب، ولكنه خرج صافعا الباب بعنف ورائه.

بعد ان وضعت سوريل الطفلة في فراشها،وهي تغدق عليها الحنان لعلها تنسيها الذي حدث في الصباح.

هي كانت تعلم انه سيطردها لا محاله، فحضرت حقائبها بالم، ونزلت لتسأل السيدة تريزا عنه وتلك الاخيرة لابد انها سمع الشجار
" لقد حمل معطفه وغادر ولم يعد للان"

حملت معطفها هي كذلك وخرجت لحديقة القصر لعل نسيم الصباح يبرد خوفها على سالي ويحل مشاكلها بعد تلك الليله الارقه.

جلست سوريل بالقرب من النافورة لتسترخي على انغامها، كانت الاسئله تضرب عقلها بلا رحمه، وقد قررت اخيرا انها ستتخلى عن كرامتها وتتوسل السيد المتعجرف من اجل ان لا يطردها لاجل سالي.

داعبت انامها الماء واستغرقت في تفكيرها،

ايقظها صوت تحطم الاوراق الذابله فرفعت راسها وشاهدت وجها كان قد سكن لياليها دون ان تدري، حدقا ببعضهما للحظات صامته ولكن آدم تزحزح وقال مبتسما:
" صباح الخير"

اسدلت اهدابها الطويلة وهي لا تعلم بماذا تجيب، ثم حدقت في الاشجار المصفره والتى توشك على ان تتساقط
"تبدين هادئة في الصباح هل الجو هو السبب؟"

ابتسمت مجيبة عندما وجدت صوتها وشجاعتها وهي ترفع وردة صغيرة من صفحه الماء
" وهل الجو يتحكم بمزاجي يا سيد هاموند؟"

لماذا يوترني وجوده؟ فكرت سوريل بقلق، وكأنه قرأ ارتباكها فأقترب منها وجلس يقابلها على حافه النافورة وهو يبتسم بسخريه لرؤية الاحمرار الذي سكن خديها الرائعين...هو بداخله احب خجلها!

سوريل تذكرت انه على وشك طردها فقالت:
" سيدي...اريد ان اعتذر عن صراخي ليله.."
"أتعتذرين عن صراخك ام كلامك؟"

اهو يسخر منها؟ وهنا غضبت مجددا
"كلامي كان صحيحاً ، ولذلك ان كنت تريد طردي فانا سأستقيل قبل ان تفصلني!"

ضحك آدم للجدية البادية على وجهها وقهقه حتى بانت اسنانه البيضاء الجميلة وقال متهكما:
" ولم افصلك يا عزيزتي وانت تؤدين عملك افضل من والدتها حتى!"

وهنا اشتعلت غضبا ونهضت من مكانها متجاهله كل اللباقه وهي تسير بغصب نحو القصر ولكنها لم تتوقع تلك الحركة حين امسك آدم بكتفيها وادرها نحوه بعنف فاحست بعظامها تزول وتنصهر
" انا لم اطلب رحيلك يا سوريل، بل واصر على بقاءك مه ابنتي! "

انزلقت يداه على طويل ذراعها لتمسك بيدي سوريل الناعمتين، وترسل شحنه كهربائية في ارجاء جسدها، ضغط على يديها برقه وهو يبتسم ابتسامه غريبة
"أ..أتعني.."
"نعم! انت هنا لتبقى سوريل"

حدق في تفاصيل وجهها متفرسا كل اجزاءه كانه يدرسها ليحفظها، ثم لمس خصله من شعرها الناري ولكنه لم ينبس ببنت شفه ، كان يفصل بينهما القليل ليلتحم جسدهما...كانت نظرتهما تحكي الكثير دون كلام..ودون ان ينتبها ولكنه قطع اللحظة متوترا
" أعذرني تذكرت امرا هاماً"

ابتعد عنها بخطواته الواسعة تاركا تلك الفتاة في حيرة من امرها.

قصر الأوراق المتساقطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن