10- أنت مصدر أزعاجي

5.5K 126 6
                                    

جاء ديريك لزيارة تامي حالما أرتأت العمتان أن حالتها الصحية تسمح بذلك , لم يكن هو أول زائريها , كانت بام قد جاءت في اليوم السابق لتلقي على منافستها نظرات تفيض شفقة.
شفاؤها أستغرق أكثر من أسبوع وأمضت أسبوعا آخر في طور النقاهة , وكانت آثار المرض تتمثل بالضعف الذي تعرب عنه دموع تتدحرج من عينين كئيبتين وبنوبات أرتعاش توهن جسدها , وبالعرق المتجمع فوق حاجبيها , كانت هذه الأعراض أكثر ما تصيبها كلما رأت آدم , كان يقطب جبينه لشعوره بأن وجوده يزعجها فيغادرها بعد سؤال سريع عن صحتها وعيناه الحائرتان تتساءلان عن سبب ترددها في الأنفراد به.
شاءت أن توضح له نوبات احياء التي كانت سببا لهذا الجفاء , لم تتذكر بداية مرضها ,كل ما تذكره هو أنه كان معها وأنها أحرجته , وعندما حاولت الأستفسار منه عن ذلك أسكتها , ولكن حمرة الخجل التي تولته أكدت لها صحة ظنها , ومنذ ذلك الحين والأرتباك رفيق جلساتهما.
أي حدث مؤلم يختزنه عقلها الباطني يسبب لها هذا الأرتعاد كلما فصللت بينهما مسافة صغيرة ؟ لماذا تنكمش حياء مشيحة ببصرها عن العينين الزرقاوين اللتين تتغلغلان في أعماق روحها ؟
تامي ماكسويل خجولة! كم ستضحك رفيقاتها أذا علمن بذلك! كم تثور ميغ سلفتها النشيطة من حيائها المشين أثناء وجود فوكس الأفّاق.
مجيء ديرك كان نجدة لها , دخل وكله ثقة بالنفس و فأرتفعت معنوياتها قورا وقال باسما:
" الحلو للحلوة ".
وألقى أليها بكيس من السكاكر .
" صعقت صاحبة المتجر عندما طلبت فاكهة مجمدة".
وراح يقلدها :
" هذه الفاكهة وعلب الحلوى لا يطلبها الناس ألا في المناسبات الخاصة كمناسبة عيد الميلاد".
كان أنفجار تامي بالضحك أشبه بأنفجار سد مائي , بضع قطرات تتدحرج على الحصى وتدريجيا تزداد تدفقا ألى أن تصبح سيلا جارفا , ولم تستطع السيطرة على نفسها وهو يدور في الغرفة مقلدا العانس ذات الملابس الضيقة التي تدير المتجر في القرية.
قالت وهي تشهق:
" كف عن ذلك , أرجوك".
وراحت تشد خاصرتها بيدها :
" أنك ماهر في التقليد ولكن كفى , سأنفجر من الضحك".
عاد ألى رزانته وتقدم نحوها وأستند بيديه على جانبي مقعدها وأنحنى ليتفحص وجهها الشاحب .
وهمس قائلا:
" عينان رزينتان , لدى دخولي خيل أليّ أنك نسيت الضحك , يلزمك حفلة مرح تزيل الغم من هاتين العينين الواسعتين . أتستطيعين الذهاب ألى حفلة رقص ومرح؟".
أطلقت زفرة وقالت:
" أجل , ولكنني قد لا أقدر على تحمل مشاق السفر".
" السفر؟".
وكاد أن يفقدها أعصابها بنظراته التي تفيض توبخا , وعندما أستطاعت السيطرة على نفسها قالت:
" ألى لندن , أليست هي التي سنقصد؟".
" أنهم أحيانا يقيمون الحفلات هنا في هذه الغابات ,وعلمت أنهم يستعدون لأقامة حفلة , هذه الحفلات تقام عادة في الخريف قبل أن تبدأ مشاق الشتاء , ولكن لسبب أجهله قرر بعض الشبان أقامة حفلة هذا الأسبوع قبل الأنهماك كليا بالعناية بالخراف".
فقالت بفرح ظاهر :
" هذا ممتع , ما هي حفلة المرح بالضبط؟".
" أنه أجتماع للأصدقاء والجيران لأحراز أكبر قدر ممكن من الفرح لفترة محدودة , وهذا الأجتماع يقام ليلة واحدة فقط , ولكنني سمعت أن ثمة أجتماعات تدوم أسبوعا , كل ما يلزمنا هو وسيلة للأنتقال ألى مكان الأجتماع , ملابس عادية وقدرة على السهر والرقص وقد يطلبون أليك أن تغني , ما قولك , أترغبين في ذلك؟".
" أجل , بكل تأكيد ".
بحركة سريعة لمس أنفها بطرف أصبعه :
" كوني مستعدة غدا مساء , سأجيء لأخذك في الثامنة".

 اللمسات الحالمة  - روايات عبيرWhere stories live. Discover now